"مشارف" تحتفي على طريقتها بغزّة التي تستشرف الحرية

-

تكرس فصلية "مشارف" عدد خريف 2005 لقطاع غزة الذي يستشرف الحرية بعد انسحاب قوات الاحتلال والمستوطنين عن اراضيه. وكرست المجلة غلاف وافتتاحية عددها الثامن والعشرين لغزة التي تبدأ مرحلة جديدة من المخاض - مخاض شعبها برمّته - نحو الحرية ونحو ملامسة مشارف الحلم الإنساني السامي لشعبها الفلسطيني.

ويبدأ من غلافه الملوّن الذي التقطت صورته عدسة الفنان الغزّي ماجد شلا، وفيها تظهر قوارب راسية على شاطئ غزة، بينما تشدها حبال مجدولة مربوطة تمتد نحو اتجاهات عدة من دون أن تختفي عقدها، وكأنها تحكي قصة التحرر الفلسطيني المعقدة التي لا تزال تسير بكل حذر، ولكن بحزم، على حبل مشدود متوتـّر لا يزال الاحتلال يقبض على أطرافه.. هو يشدّ، وغزة تشدّ وتشتدّ، والسجال دائر، عنوانه التحرّر، وتظلّ تحمي ظهر شعبها وتحتمي به وتثبـّت عينيها على الشمس منضمّة الى الصوت الحازم بأنه لا بدّ مما ليس منه بدّ، لا بد لنا من الحرية.

منذ أولى صفحاتها تنتقل المجلة لتؤكد بالنصّ ما تحكيه بالصورة. ففي افتتاحيتها تحت العنوان "غزة.. الحرية" تقول: "تـُحيل تسميات كثيرة الى الحريّة، بمعناها الأقرب الى المشتهى. ولئن كنا نرى في اسم "فكّ الإرتباط" أحدث ما يحيل إلى الحرية، مع صدور هذا العدد من "مشارف"، فلأن الفاعل في هذه الحالة الفريدة هو بالتأكيد ضمير مستتر تقديره.. غزّة. نعم غزة. المدينة، الشعب، الإصرار والعزيمة".

ومساهمة منها في مجهود منع خلط الأوراق التي يحاول الخصوم من خلالها خلق وهم حريّة من ورق تستطرد الافتتاحية: "غزة البحر، الذي لم تغرق فيه حسبما تمنى البعض (هل تذكرون؟)".

وكأن المجلة تجيب على سؤال مستتر، تقوم في افتتاحيتها بتقديم صدى الجواب الحضاري الممتد من حيفا الى غزة، فتقول: "وليس أولى من "مشارف" بأن تحتفي بهذه الحرية على طريقتها. فهي التي نقشت على رايتها ولا تزال حريّة الإبداع، الذي لا يعترف بحدود ولا يقف عند سدود، في بحثه الذي لا يكلّ عن المعرفة. وهي التي تربطها على الدّوام بغزة علاقة حميمة تتعدى دافع الأصل والانتماء. والمبدعون الفلسطينيون في غزة كانوا فرعًا حيًا، أصيلا وحيويا، من شجرة المجلة عند تأسيسها ولدى عودتها المتجددة".

في هذا العدد أيضًا يساهم عدد من المبدعات والمبدعين الغزيين في المجلة، وهو ما تشير اليه الافتتاحية بالقول: "لا لكون الحرية جزءًا عضويًا من المثقف فحسب وإنما لأن الإلتزام بها أيضًا هو خبز يومي للمثقف الذي لا يخون دوره فيخونه قلمه..".

وأخيرًا، وفي إعادة لجدْل خيوط هذا المشهد الذي يستشرف الحرية بتجلياته المختلفة، تخلص افتتاحية "مشارف" إلى القول: "من هنا، تشديدنا أن الاحتفاء هو "على طريقتنا"، التي ترى أن وحدة التجربة الروحية للإنسان مستمدّة في الوقت ذاته من أصغر قطعة ملوّنة في فسيفساء الإبداع الزاخرة بالأجزاء".

التعليقات