بحث جديد: موسى وفرعون نوبيان

يطرح الكاتب السوداني، النيل عبد القادر أبو قرون، منطلقا من النصوص القرآنية وما يقول إنه اكتشافات اثرية نظرية مغايرة لقصة موسى وفرعون تجعل المكان هو السودان والشخصيتين سودانيتين.

بحث جديد: موسى وفرعون نوبيان

يطرح الكاتب السوداني، النيل عبد القادر أبو قرون، منطلقا من النصوص القرآنية وما يقول إنه اكتشافات اثرية نظرية مغايرة لقصة موسى وفرعون تجعل المكان هو السودان والشخصيتين سودانيتين.

وقد ورد ذلك في كتاب أبو قرون الذي حمل عنوان "نبي من بلاد السودان .. قراءة مغايرة لقصة موسى وفرعون". الكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ورد في 123 صفحة متوسطة القطع مع خرائط وصور.

وقد جرى تقديم الكتاب على غلافه على الشكل التالي: "هل خرجت الديانة اليهودية حقًا من مصر... وهل كان فرعون موسى يعيش هناك... وهل صحيح أن موسى عليه السلام نجا مع قومه بقطع البحر الأحمر بضربة عصاه... ولماذا بعث الله لفرعون نبيين هما موسى وهارون معًا... وماذا عن السحرة والخضر والطور والأحداث الأخرى...".

هذه التساؤلات قد توحي في البداية بشك علمي في القصة، ولكننا بعد قليل نصل إلى أن لدى المؤلف تسليمًا كاملاً بالقصة الدينية، لكن الشك يتركز على المكان فهو -عنده- السودان وليس مصر. ونتيجة هذا القول تعني أن الأشخاص سودانيون أيضًا كما يقول. والمؤلف ينطلق من القرآن ولا يتناول إلا قليلاً بعض القصص التوراتية عن الموضوع.

وأضاف التقديم يقول: "هنا قراءة جديدة في تفسير الآيات القرآنية التي وردت بحق نبي الله موسى وعدوه فرعون وتكشف بالصور والوثائق أيضًا وبالتفسير المغاير لما أعتاد عليه المسلمون والمؤرخون على مدار أربعة عشر قرنا لآيات القرآن... عن حكاية مختلفة تقول إن شمال السودان أو بلاد النوبة هي الموطن الأصلي لموسى وفرعون وأن نهر النيل هو المكان الذي ضربه موسى بعصاه فانشق إلى نصفين وتفاصيل أخرى تشير إلى أن وجود بني إسرائيل في بلاد السودان يعود إلى أيام كان جدهم نبي الله يوسف... عزيزاً على مصر كما تبيّن سبب وجود يهود من غير بني اسرائيل من أصول افريقية مثل اليهود الفلاشا في أثيوبيا.

"إنها قراءة صادمة لكل ما تعود عليه المسلمون والمفسرون والمؤرخون أيضا. أما صاحبها فهو المفكر التنويري والباحث السوداني الشيخ النيل عبد القادر أبو قرون".

وللمؤلف الذي تولى الوزارة سابقًا العديد من الكتب "وقد واجه كثيراً من المضايقات والعنت بسبب آرائه الجريئة وطروحاته التجديدية في الفكر الإسلامي".

وفي خلاصة لما طرحه المؤلف، قال: "قد يكون فرعون موسى هو الفرعون الـسود المقاتل، تهرقا، الذي جاء ذكره في التوراة (سفر الملوك الثاني... وسفر اشعيا)... وكان قد اتخذ تانيس عاصمة له وهي ما تعرف بصان الحجر ليكون قريبًا من بلاد الشام ليأمن خطر الأشوريين وقد خاض تهرقا حروبًا ضد الاشوريين بمن فيهم ملوك وأمراء فلسطين وفينيقيا ويهوذا.

"وقد جاءت نتيجة تلك الحروب بهزيمته ورجوعه إلى نبتة. وقد يكون رد فعله على هزيمته في فلسطين -حيث يسكن بنو اسرائيل- هو إزدياد حقده وغضبه على من سكن معه في مملكته من بني اسرائيل... وطغيانه.

"وبعد أن قضى خمس سنين بعد ذلك في التضييق على بني اسرائيل كانت نهايته غرقًا في نهر النيل في تعقبه لموسى... وذلك في شمال السودان في إحدى انحناءات نهر النيل، التي تكثر في المنطقة ما بين الشلال الثاني والرابع. وهذا ما يعلل وجود هرم ثان له في صادنقا غير هرمه المعروف في نوري. وليس لأي أحد غيره من الفراعنة السود هرمان. ومن المحتمل أن أتباعه قد بنوا هذا الهرم الثاني كمقبرة رمزية".

وقال إنه لا يوجد في سيناء حاليا جبل باسم الطور "ولم يذكر القرآن التقديس لجبل بل ذكر واديًا مقدسًا... أما التوراة في سفر الخروج... فقد ذكرت اسم الجبل (حريب) وهو جبل مقدس. وأثبتت الأبحاث ان سيناء لا يوجد فيها جبل بهذا الاسم".

وقال إنّ اللغة المصرية القديمة كانت مستعملة في مملكة نبتة، وأن جبل البركل كانوا يصفونه بـنه مقر الاله آمون رع وبذلك اكتسب صفة الجبل المقدس او الجبل المبارك. وتنطق تلك الصيغة كالآتي "آمون رع حريب وعب جو" ومعناها الاله آمون رع المقيم في الجبل المقدس.

ولفظ حريب في اللغة المصرية القديمة يعني المقيم، أي أن اسم حريب في التوراة من المرجح إنه جاء نتيجة لنسبة الاله آمون إلى الجبل حيث إنه كان الجبل المقدس الوحيد في وادي النيل والمنطقة المحيطة.

وأضاف: "لذلك فمن المستبعد أن يكون موضع تكليم الله... لموسى هو بجبل في سيناء. كما أن التكليم كان من شاطىء الوادي الأيمن، ولا يوجد شاطىء في سيناء والصياغ يدل على أن الجبل بقرب الشاطىء. ولكننا يمكن أن نجد جبلاً مقدسًا بالقرب من عاصمة مملكة كوش. هذا الجبل هو جبل البركل شمال السودان كما سبق ذكره. وهو يقع شرقي نهر النيل في غحدى انحناءاته. والمرجح أن هذه هي المنطقة التي حدث بقربها عبور موسى ببني اسرائيل وغرق فرعون في النهر".

ويورد أبو قرون عدداً من الحجج والبراهين والصور ومنها لمومياءات وتماثيل للتدليل على وجهة نظره.

ويذكر هنا أن بعض المؤرخين وعلماء الآثار أعربوا عن شكهم في وجود اليهود في مصر. وقبل مدة من الزمن ألقت المؤرخة وعالمة الآثار، الدكتورة هيلين صادر، من الجامعة الأميركية في بيروت، محاضرة استشهدت فيها بآراء عدد من المؤرخين الإسرائيليين الجدد في جامعة تل ابيب حيث أعربوا عن شكوكهم في وجود العبرانيين التاريخي في مصر.

التعليقات