"الخنزرة" و"كلها قصص" و"دفع الهجنة"..

أعلم لأية درجة يمكن لهذه القصة أن تزرع الضيق والاضطراب في النفس، ولأية درجة يمكنها أن تثير البلبلة بين الناس. وإني لأرتاب في أن الناشر الذي سيقبل أن يأخذ هذا المخطوط على عاتقه سوف يتعرَّض لمتاعبَ لا تنتهي. لن يكون معفىً من السجن بالتأكيد، ولذلك فأنا أحرص مباشرةً على أن أطلب مغفرته لي على الإزعاج الذي سأسببه له. بيد أنني ينبغي عليَّ أن أكتب هذا الكتاب من دون المزيد من التأخير، ذلك أنهم إذا ما وجدوني في الحالة التي أنا فيها الآن، فلن يرغب أحدٌ في أن يسمعني أو يصدقني

من الإصدارات الأخيرة لـ"دار قدمس:
 
الكتاب: الخنزرة (رواية قصيرة)
عنوان الرواية الأصلي: Truismes
المؤلفة: ماري داريُسِك
ترجمها عن الفرنسية: سهيل أبو فخر
عدد الصفحات: 104 من الحجم المتوسط
-----------------------------
(من الرواية):
 
أعلم لأية درجة يمكن لهذه القصة أن تزرع الضيق والاضطراب في النفس، ولأية درجة يمكنها أن تثير البلبلة بين الناس. وإني لأرتاب في أن الناشر الذي سيقبل أن يأخذ هذا المخطوط على عاتقه سوف يتعرَّض لمتاعبَ لا تنتهي. لن يكون معفىً من السجن بالتأكيد، ولذلك فأنا أحرص مباشرةً على أن أطلب مغفرته لي على الإزعاج الذي سأسببه له. بيد أنني ينبغي عليَّ أن أكتب هذا الكتاب من دون المزيد من التأخير، ذلك أنهم إذا ما وجدوني في الحالة التي أنا فيها الآن، فلن يرغب أحدٌ في أن يسمعني أو يصدقني
 
* * *
(قيل في الرواية):
 
"في استشكاف داريُسِك التراجيكوميدي لطبيعة البشر الحيوانية، يدفع الأسلوب المهذار للراوية الطيّبة، والذي يسخر من كل ما هو ساذج وبسيط، كل تورية للخنزير إلى حدودها القصوى، وأما تعليقاتها المُوات عن مظهرها المتغير فتحاكي تعليقات مراهق يتفكر ببدء سن البلوغ عنده. "الخنزرة" خرافة حديثة مذهلة كتبتها شابة شقت طريقها إلى المشهد الأدبي على نحو درامي (سوزان آيرلند، رِفيو أف كونتمبرري فِكشن).
 
"إذا كانت الرسائل الأخلاقية واضحة في الرواية (الجمال ينغرز عميقًا في البشرة، والبشرية في الغالب أكثر بهيمية من الوحوش)، فإن الفطنة التي تخلو من أي حياة، متفردة" (ترفر لويس. سَندي تايمز).
 
واحدة من أكثر الروايات الإبداعية غرابة في السنوات الأخيرة (جيمس إيف. ذِ تايمز).
 
*****
 
الكتاب: كلهاقصص
تأليف: غايِهبوراليأوغلو
ترجمه عن التركية: بكرصدقي
تصميمالغلاف: زياد منى
إخراج: إياداسمندر
الطَّبعةالأولى: شباط 2011
 
--------------------------
 
ثمة إحدى عشرة قصة في كتاب غايي بوراليوغلو البسيط والصغير، تكمل كل منهما الأخرى، وتحكي  مجتمعة عن اللحظات السعيدة، والتعيسة، لامرأة عازبة، وتتحدث عن مشاعرها وأفكارها المخبوءة جداً.  باختصار يسرد الكتاب حياة امرأة عازبة. تضم سلسلة هذه القصص في ثناياها تفاصيل مذهلة تشترك مع استدلالات غريبة وغامضة، وأفكار ساذجة تؤدي بنا إلى أن نجد أنفسنا كامرأة.
بكل تأكيد لانرغب في قبول هذا. فقد دون الكتاب إخفاقات العلاقات مع الزوج، والحبيب، والوالدين، والزملاء، والأصدقاء، وحتى مع مدبرة المنزل أو السمكري، بطريقة بالغة الأمانة.
لعبة "إتعاس الذات" هذه تعكس مزاجاً فكهاً حقيقياً، حتى وإن لم تتعمد الكاتبة هذه الطريقة. تتضح هذه اللعبة للقارئ على أنها سخرية من الذات. والكتاب لا يستخف بالمواقف الصعبة والحرجة، ولا يقلل من شأنها، بل يبرزها أمامنا بطريقة مريحة وسلسة. لكننا كنا قد أسسنا لتعاطفنا، مسبقاً، بسبب هذا الموقف، وقبلناه على نحو أكثر راحة.
شأن معظم النساء، بطلة الكتاب ساذجة، لكنها قوية. تنشغل بتوافه الأمور، لكنها إيجابية، غير فاعلة لكنها مضحكة. وبإمكانها أيضاً أن تجعل من نفسها تسخر من أي شيء.
في "كلها قصص" ثمة رؤية حدية عميقة، هي لـ"امرأة". وهذا أكثر من مجرد حساسية لوجهة نظر أنثوية معيارية. ويرى المرء ذلك بكل وضوح، فالكتاب لا يقول "شأن امرأة لي" (شأن امرأة مني)، لكنه يخلق وجهة نظر نسائية عبر كل شيء. العلاقة بين امرأة ورجال. علاقة مع إنسان، ومع نفسها، بالطبع، هي علاقة  بالحياة .. علاقة بالحياة.
 
********
 
الكتاب: دفع الهجنة في ارتضاح اللكنة
تأليف: معروف الرصافي
عدد الصفحات: 104 صفحات
 
 
لعمري أن الترك لو تيسّر لهم تجريد لغتهم عما سوى التركية لخدموا اللغة العربية بذلك خدمة جليلة يجب لهم بها الشكر على العرب، فإنا نرى العرب اليوم حتى كُتّابهم يرتضخون اللكنة وينطقون بالهجنة في كلامهم وفي كتاباتهم، ولم يأتهم ذلك إلا من استعمال الترك كثيرا من الكلمات العربية في اللسان العثماني استعمالا غير منطبق على اللهجة العربية، ويستعملون كثيرا منها أيضًا بغير معانيها في لسان العرب. ولا شكّ أن الترك لكثرة اختلاطهم بالعرب قد أثّروا في لسانهم تأثيرا عمّت به العجمة فشملت منهم الخاصة والعامة. وليس ذلك بعجيب فإن العرب يسمعون في كل يوم كلامهم ويقرأون كتبهم وجرائدهم فيأخذون الكلمات العربية من لسانهم ويستعملونها من حيث لا يشعرون في المعاني التي يعنيها الترك منها.
 
ولقد نظرتُ في الكلمات العربية المستعملة في اللسان العثماني فوجدتُها تنقسم إلى خمسة أقسام: (ما لم يغيروا لفظه ولا معناه)، (ما غيروا لفظه ومعناه)، (ما غيروا لفظه دون معناه)، (ما غيروا معناه دون لفظه)، (ما وضعوه من عند أنفسهم قياسًا على القواعد العربية وليس هو من كلام العرب) . . (معروف الرصافي).
 
هذا الكتاب لم يلفت انتباه الباحثين في العالم الإسلامي، لأن اسمه لا يحتوي على أي كلمة متعلقة باللغتين العربية والتركية.. وبعد عودتي إلى تركيا وجدت نسخة منه في مكتبة بلدية استانبول بمجموعة عثمان أركين (الرقم 943) وحصلت على صورة الكتاب وقرأته بدقة وأعجبني إعجابًا شديدًا فرأيت أن أنشره من جديد وأمليته من جديد وترجمت الأمثلة العثمانية التركية إلى اللغة العربية حتى يفهم العرب كنه الكتاب. ورقمت الكلمات العثمانية التركية في كل قسم من أقسام الكتاب على حدة، وكتبت رقم كل صفحة للنسخة الأصلية للكتاب بين القوسين. كما رمزت إلى الكلمات التي لا تزال تستخدم في التركية المعاصرة . . (موسى يلدز).

التعليقات