28/03/2009 - 15:47

المرأة في شعر محمود درويش من محاضرة: د. محمد صلاح أبو حميدة- غزة

المرأة في شعر محمود درويش
من محاضرة: د. محمد صلاح أبو حميدة- غزة
تحتل المرأة عند محمود درويش مساحة واسعة من خطابه الشعري؟ إذ تمثل بحكم ترددها في قصائده المحور الدلالي الثالث بعد محوري الأرض والنبات والشجر. وهذا يعكس بشكل أو بآخر علاقة درويش بالمرأة سواء أكانت علاقة سلب أم إيجاب.
وفي الواقع أن هذا الأمر ليس غريبا على مستوى الشعر العربي قديمه وحديثه، إذ إن المرأة تحتل مكانة متميزة في وجدان الشاعر العربي منذ امرئ القيس، وقيس بن الملوح وعمر بن أبي ربيعة، وكثير عزة وبشار بن برد، وأبي نواس وابن زيدون وحافظ إبراهيم، ونزار قباني، ومحمود درويش وغيرهم.
وأعتقد أن هذا الاهتمام إنما ينبع من اتخاذه المرأة معادلا موضوعيا لأحاسيسهم المتلهفة ووجداناتهم المتقدّة، ولحرمانهم من كثير من متع الحياة وشعورهم بثقل القيود الاجتماعية التي تحدّ من حريتهم وعلاقتهم بالمرأة بوجه خاص يفرغون فيها أحاسيسهم المتدفقة.
فإذا كان الشاعر لا يستطيع أن يبوح بأحاسيسه ومشاعره علانية في العالم الخارجي فإنه يبثها في عالمه الشعري من خلال تناوله للمرأة المعشوقة كي يُحدث بذلك توازنا نفسيا داخليا تعقبه راحة وشعور باللذة التي لا تعادلها لذة.
ومحمود درويش ليس بدعا من الشعراء بل هو واحد منهم رأي في المرأة ما رآه الآخرون معشوقة وأماً وأختاً ومعادلاً فنياً للأرض والوطن والإنسان.
ولكن من يتتبع معاني الحب والعشق عند درويش وعلاقته بالمرأة انطلاقا من شعره يجد أن الشاعر قد صبغ خطابه بلون خاص يميزه عن غيره من الشعراء في تعامله مع المرأة وفي التركيز عليها.
ولكي نقترب أكثر من عالم درويش الشعري وخاصة موضوع المرأة فإننا نحدد علاقته بها في محاور أربعة هي:
1- المرأة الأم 2- المرأة العاشقة
3- المرأة الأرض والوطن 4- المرأة الإنسان
1- المرأة الأم:
علاقة الشاعر بأمه علاقة تفيض بالحب والمشاعر والأحاسيس الوجدانية إلى حدّ نجد فيه علاقته بأمه من خلال شعره تفوق علاقته بأبيه وأخوته وأخواته على الرغم من أن علاقته بها في سن الطفولة والصبا وتكاد تكون على عكس من ذلك من وجهة نظره حيث لم يدرك عمق هذه العلاقة وحاجته إليها إلا عندما أودع في السجن وهو في سن الرابعة عشرة حيث شعر بحاجته إلى دفء الأم وحنانها في لحظات مشبعة بالحقد والكراهية والتغطرس تلك التي عاشها في سجن المحتل.
ومما يلاحظ أنه كلما أمعن الشاعر في البعد المكاني عن أمه ازداد حنينه إليها وشوقه لسماع صوتها واستحضار مفاجئات الحياة التي ارتبطت بها إلى حد أصبحت بالنسبة له هي كل شيء، وأصبح هو بالنسبة لها الابن المدلل والمعذب الذي يحتاج إلى مزيد من الحب والحنان والرعاية.
ومما يلفت النظر أن الشاعر عندما يتحدث عن المرأة الأم يكون أقرب إلى الواقع والحقيقة من الخيال الشعري فما يذكرها حتى يذكر المشاهد الحياتية التي ارتبطت بها والتصقت بذاكرته منذ نعومة أظفاره فيقول:
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر فيّ الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت
أخجل من دمع أمي
فالأم عند درويش تعني له الحب المفقود والملاذ الذي يلوذ إليه عند الشعور بالحرمان أو قسوة الحياة، فيرى في استحضار صورتها خلاصا من الشعور بالوحدة والضياع والغياب، يقول:
أمي تَعُدُّ أصابعي العشرين عن بُعد، تمشطني بخصلة شعرها الذهبي،
تبحث في ثيابي الداخلية عن نساء أجنبيات، وترفو جوربي المقطوع،
لم أكبر على يدها كما شئنا، أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرُخام.
***
2- المرأة العاشقة:
تمثل المرأة العاشقة/ المعشوقة عند الشاعر تجربة الحب الأولى التي استيقظ عليها في بواكير كتابته الشعرية، والمتتبع لعلاقته بالمرأة المعشوقة يرى أن العلاقة بينهما غير متكافئة، فحين تبدو المحبوبة حريصة على دوام العلاقة والتضحية من أجلها.. نرى الشاعر يقف في موقف اللامبالي أو غير المكترث بتلك العلاقة، مما يشير إلى أن حبه للمرأة لم يتجذر في وجدانه، ولم يربطه بها سوى علاقات حسية تنتهي بانتهاء اللحظة العاطفية التي تجمع بينهما، لذلك لا نجد عنده معاني السهاد والبكاء والجوى والهيام، يقول:
قسوت حبيبي، حرام... حرام نضيع أيامنا
إلى أين نمضي .. أناديك، إني خلفك، فيك، أحُثَ المنى
لعينيك ... ليلي الطويل ... وفجري القصير، وكل الذي في الدُّنى
لعينيك عيناي .. قلبي، ذاتي، فكري ... جسمي كلي أنا
أحبك.. حتى القساوة فيك ... وحتى فرارك من دربنا
فعلاقته بالمرأة لم تبلغ حدّ العشق المتبادل، وإنما هي علاقة تعكس نزوة من نزوات الشاعر التي ترافق سنا بعينه، سن الصبا والمراهقة، وهو الوقت الذي نظم فيه الشاعر أغلب قصائد الحب العاطفي في ديوانه الأول: "عصافير بلا أجنحة" والذي سلخه فيما بعد من مجموعته الشعرية.
وهذا ما أكده شاعرنا المرحوم توفيق زياد عندما قال: "إن محمود في حبِّه لا يعرف الذل أو التزلّف، إنه ليس عاشقا مريضا، ولا عاشقا من أصحاب الدموع الغزيرة والشكوى المتواصلة المريرة، وهذا يُذكرنا بعمر بن أبي ربيعة عندما تتعلق به الحسان ويبحثن عنه وهو يتعالى عليهن ويترفع عن مبادلتهن الحب والشوق:
قالت لتُرب لها تُحدثها لنُفسدّنَ الطواف في عمر
قومي تصدي له ليعرفنا ثم اغمزيه يا أخت في خفر
قالت لها قد غمزته فأبى ثم استعرت تسعى على أثري
يقول درويش:
أختاه
غيبني، ولم أدر
كيف اندفعت إليه في سيري
قد قال لي يوما وفي شفتيه ما يُغري
شفتاك عنقودان من عنب
يا كرمة العنب
ومضى ولم يترك سوى الزَغب
من كرمة العنب
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من التعدد الظاهري لمفردات الأنثى في معجم المرأة مثل "دلال، فيروز، أمينة، سونا، ليلى، سوزان، ريتا، شولميت، شهرزاد، هاجر، جانا، مريا، فاطمة، خديجة، مريم، جيم... على الرغم من ذلك فإنه لا ينم عن تجارب عاطفية خالصة انخرطت فيها الأنا مع الآخر، وإنما في الواقع يشير إلى مواقف سياسية ووطنية وعاطفية استجلاها الشاعر من خلال تعامله مع مفردات المرأة، أو بعبارة أخرى أن كثيرا من أسماء المرأة التي وردت في خطابه الشعري بمثابة أقنعة فنية يُخفي الشاعر وراءها رؤية أيديولوجية معينة أو هدفا سياسيا محددا، والدليل على ما أقول أننا لا نستطيع أن نلمس تجربة حب ناضجة بين الشاعر ومحبوبته، ونعجز عن أن نلملم صفات جسدية أو معنوية متكاملة لشخصية واحدة، من هذه الشخصيات، فورود الأنثى في نص شعري يأتي غالبا مرتبطا بموقف مأساوي أو تجريدي، بحيث ينتهي دور الأنثى بانتهاء ذلك الموقف، مثال ذلك قوله:
عاشق يأتي من الحرب إلى يوم الزفاف
يرتدي بدلته الأولى
ويدخل حلبة الرقص حصانا
من حماس وقرنفل
وعلى حبل الزغاريد يلاقي فاطمة
وتغني لهما
كل أشجار المنافي/ ومناديل الحداد الناعمة
فلم تكن فاطمة سوى الفتاة الفلسطينية التي تنتظر بفرح لحظة اللقاء بعريسها، أو التي ترمز إلى انتظار الفلسطيني للحظة اللقاء بوطنه، فالعرس لم يكن عرسا بهيجا لالتقاء المحبين بل كان عرسا لوداع أحد طرفي المعادلة وهو العاشق، أو كما يقول:
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا شهيدا أو شريد
وهكذا فإن فاطمة لم تأت لتمثل تجربة خاصة مع الآخر، وإنما جاءت رمزا لحركة أكبر وأشمل تمثل حياة لشعبنا الفلسطيني في شكلها المأساوي، وورودها بهذه الصورة يشحن الخطاب ودلالات مجازية واستعارية عميقة.
لذلك لا ينبغي أن يخدعنا تعدد أسماء المرأة في خطابه الشعري، فتجربة الحب مع المرأة لم تشغل سوى صفحات معدودة بالنسبة لإنتاجه الشعري الضخم أكثر من اثنين وعشرين ديوانا، وقد توقفت تلك التجربة عند مرحلة بعينها، مرحلة المراهقة أو مرحلة التجريب الشعري التي تأثر فيها بشكل خاص بالشاعر السوري نزار قباني... استيقظ الشاعر بعدها ورفضها ليسمح لنفسه بدخول مرحلة شعرية جديدة: يقول:
أو ليس عارا هجعتي وصبابتي والكل ساهر
أو ليس خزيا باردا نومي وشعبي الحي ثائر
وأنا هناك على الدروب ألوك أحلام الحرائر
وضح النهار ألا أنتقم يا حب!! إنك أنت كافر
وضح النهار ولم أزل في النوم مخمور المشاعر
إن إرادة الانتقام من الحب العاطفي التي جلّتها الأسطر الشعرية توحي بحركة تحول جذرية للشاعر تنقله من حب المرأة إلى حب الوطن. وفي التجربة الجديدة يتخذ الشاعر شكلا مغايرا لعلاقته بالمرأة فهو إن كان يبدو متعاليا متجاهلا لمشاعر المرأة في التجربة الأولى يأخذ ولا يعطي، فإنه في المرحلة الثانية يبدو أكثر خضوعا وأشد تعلقا بالموضوع، أي أن الشاعر محمود درويش لم يخض تجربة حب صادقة إلا مع وطنه وكل ما سواها إنما هي خطرات آنية لم تتجاوز حدود القشرة الخارجية للتجربة.
***
3- المرأة / الوطن والأرض:
في تجربة حب الوطن كثيرا ما يختلط الأمر على المتلقي أثناء تعامله مع التصوف بحيث لا يستطيع أن يُفرق بين المحبوبة والوطن، فالحديث ظاهريا يتجه نحو المرأة: حبيبتي تنهض من نومها، أحبك أو لا أحبك، تلك صورتها وهذا انتحار العاشق.
ولكن ما إن تتعمق الدلالة جيدا وتصل بين مكونات الصياغة حتى ترسو على قاعدة صلبة هي حب الوطن، وتصبح المحبوبة في أغلب قصائده هي الوطن فلسطين، ففلسطين بالنسبة له هي أمه ومحبوبته وأخته ومعشوقته، هي كل شيء في حياته لذلك لقب بمجنون التراب، شاعر الأرض المحتلة، عاشق من فلسطين، شاعر الثورة.
فعملية التمازج بين المرأة والوطن هي ظاهرة بارزة عند الشعراء المحدثين، لكن درويش عمّق من عملية التمازج وبلغ ذروتها حتى درجة التوحدّ.
الأرض أم أنت عندي أم أنتما توأمان
من مدّ للشمس زندي الأرض أم مقلتان
سيان سيان
إذا خسرت الصديقة فقدتُ طعم السنابل
وإن فقدت الحديقة ضيعت عطر الجدائل
وضاع حلم الحقيقة
لذلك رسم الشاعر ملامح الوطن في شعره كما يرسم ملامح المرأة المحبوبة دون أن تشعر بمفارقة بينهما.
فلسطينية العينين والوشم، فلسطينية الاسم
فلسطينية الأحلام والهم، فلسطينية المنديل والقدمين والجسم
فلسطينية الكلمات والصمت، فلسطينية الصوت
فلسطينية الميلاد والموت
حملتك في دفاتري القديمة
نار أشعاري
حملتك زاد أشعاري
وباسمك صمت في الوديان
خيول الروم أعرفها، وإن يتبدل الميدان
"سأكتب جملة أعلى من الشهداء والقتل
فلسطينية كانت ولم تزل"
وعملية التمازج بين المرأة والأرض أو الوطن ممتدة في التراث الإنساني لما بينها من نقاط التقاء وتشابه فكلتاهما رمز للخصب والنماء، كما أنهما رمز للحياة وبينهما البدء الإنساني يتم بالخروج من رحم المرأة فإن المنتهى الإنساني يكون دخولا في رحم الأرض.. وهما الوعاء الذي تُلقي الطبيعة فيه بذورها.
وإن كانت تجربة درويش تعتمد على ثنائية الأرض/ المرأة وتقديسها باعتبارهما مصدرين للحياة، فإن هذا التقديس دفع الشاعر لأن يتغنى بخطاب المرأة إمعانا في تقديس أرضه ووطنه، فإذا كانت الأرض عنده مقدسة وهي في الواقع مستباحة من قبل المحتل الصهيوني فإن وسيلته في مقاومة هذا الانتهاك تجلت على مستوى اللغة عندما يمزج بينهما... بحكم أن المرأة تظل عفتها وعِرضها بعيدا عن أي انتهاك في عُرف الإنسان العربي.
وبالعودة إلى الوراء فإن وأد المرأة في المجتمع الجاهلي ليس احتقارا لها أو تقليلا من أهميتها في المجتمع بل هو حفاظ على قدسيتها كي تبقى في منأى عن الانتهاك العرضي، ولهذا علت قيمة الحب العذري للمرأة على قيمة الحب الصريح.
وإذا كانت المرأة في التراث تكتسب قداستها لأنها حاملة لقيم الشرف عند الرجل، فإنها عند درويش مقدّسة لأنها تمثل عنده الوطن الذي لم يُستبح بعد، بحيث يلجأ إليها ويحل فيها عند شعوره بالغياب والضياع وعدم القدرة على العودة.
لذلك لا يتورع الشاعر في مخاطبة الأرض/ الوطن كما يخاطب المرأة المعشوقة، وتصبح المرأة قناعا يُفرغ من خلاله كل مشاعر الشوق والحنين والحب تجاه وطنه وأرضه: يقول:
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبة
وأنا لست مسافر
إنني العاشق والأرض حبيبة
وحب الشاعر لمعشوقته الأرض لا يتوقف عند حدّ الاشتهاء والرغبة، بل يصل إلى حالة من التوحد الصوفي حيث يفنى المحب في محبوبته ويجد في عذابه وموته لذة لا تنتهي.
أموت/ أحبك
إن ثلاثة أشياء لا تنتهي
أنت والحب والموت
فكوني امرأة/ كوني مدينة
بهذا العشق الصوفي للوطن تتأكد الملاحظة التي ذكرتها من قبل، وهي اللحظة العاطفية بينما حبه للوطن يتسم بالصدق والديمومة المستمرة.
***
4- المرأة الإنسان:
يمكننا أن نتناول هذا المحور من خلال حديث الشاعر عن فتاة يهودية هي "ريتا" حيث ورد اسمها في كثير من دواوين الشاعر: آخر الليل – العصافير تموت في الجليل – حبيبتي تنهض من نومها – أحبك أو لا أحبك- أعراس – أحد عشر كوكبا... استطاع الشاعر من خلالها أن يُعبر عن علاقة عاطفية حارة بينه وبينها على خلاف ما عهدناه في علاقته مع الفتيات العربيات، وهذا يدفعنا إلى تبرير هذه العلاقة وتفسيرها.
فريتا فتاة يهودية أحبها الشاعر واتخذ من حبها رمزا للعلاقة الإنسانية المنشودة علاقة الحب والإخاء والمودة على هذه الأرض، بعيدا عن العصبية والعدائية والعرقية، وقد بالغ في علاقته بريتا وانشداده نحوها ليستغل ذلك في التعبير عن قسوة الاحتلال وظلمه، وأن الاحتلال هو رمز لتحطيم العلاقات الإنسانية الطيبة، واعتداء على الحرمات الخاصة والعامة، مما يجعل من صورته صورة منفرة مرفوضة عالميا.
يقول في قصيدته ريتا والبندقية:
بين ريتا وعيوني ... بندقية
والذي يعرف ريتا ينحني
ويصلي لإله في العيون العسلية!
ففي هذه القصيدة يعبر عن جو السعادة والهناء في قربه من محبوبته ريتا ولكن هذا الجو لا يفسده إلا عنف المحتل وقسوته:
اسم ريتا كان عيدا في فمي
جسم ريتا كان عرسا في دمي
وأنا ضعت بريتا ... سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين!
آه ... ريتا
أي شيء رد عن عينيك عيني
سوقي إغفاءتين
وغيوم عسلية
قبل هذي البندقية
وفي موضع آخر:
نامي هنا البوليس منتشر
هنا البوليس كالزيتون منتشر
طليقا في أثينا .... الخ
وإمعانا في تقبيح صورة اليهودي فإن الشاعر يصوره حتى في حالات الحب والعاطفة قاسيا متجبرا وكأن هذه الخاصية ملازمة له لا تفارقه
يقول في قصيدة كتابة على ضوء البندقية:
وأحست كفَّه يفترس الخصر
فصاحت: لست في الجبهة..
قال: مهنتي!
قالت له: لكنني صاحبتك
قال من يحترف القتل هناك
يقتل الحب هنا
ويقول:
وريتا تنام .. تنام وتوقظ أحلامها
نتزوج؟
نعم/ متى؟
حين ينمو البنفسج
على قبعات الجنود
هكذا يبدو شاعرنا متعلقا بريتا وسواء أكان جنة لها حبا حقيقيا أم فنيا فإنه استغل تجربة الحب هذه في التعبير عن قضيته الإنسانية
اختتم الدكتور ورقته القيّمة بقوله: في الختام فإن المرأة عند درويش ليست كأي امرأة وإنما هي امرأة فنية يستغلها الشاعر في التعبير عن تجربة وطنية عاشتها الذات الشاعرة داخل الوطن وخارجه ووجد في لغة المرأة وسيلة ناجعة لتفريغ الشحنات العاطفية المكتنزة في داخله تجاه الوطن وشعبه الفلسطيني.
* هذه المادة هي تلخيص لمحاضرة د. ألقيت في تاريخ 11-11-2008 في مدينة غزة ضمن فعاليات صالون نون الأدبي، بإدارة : الأديبة: فتحية إبراهيم صرصور وأختها مي. الذي قام بتكريم الشاعر الكبير المرحوم: محمود درويش.
.

التعليقات