31/10/2010 - 11:02

أحمد زكي لـ"الحياة" على فراش المرض: الآن أعرف "عدوي" وسأحاربه بالكيماوي...

أحمد زكي لـ
الآن يعرف النجم أحمد زكي حقيقة مرضه بعد أن ظل أسابيع لا يعرف الحقيقة, واستقبل ذلك بإيمان وصبر, وقال: "سأقاومه بحبكم ودعائكم".

وبدا أحمد زكي خلال زيارتنا له في مستشفى دار الفؤاد مساء أول من امس(الأربعاء), والتي امتدت ساعتين, في حال معنوية جيدة وتفاؤل كبير, وما زال حريصاً على توجيه الشكر لكل من اهتم به, أو هاتفه أو زاره أو أرسل له برقيات تحمل دعوات بالشفاء.

من يزور أحمد زكي ليس في حاجة إلى أن يسأل أحداً أيــن تقــع غرفته. فالكل يعرف مكانها... ومن لا يعرف, ترشده باقات الورود والزهور التي تمتــد خــارج غرفته بأمتار وتحمل تواقيع وزراء وسفراء وفنانين ومواطنين من مختلف الدول العربية.

وعبر أحمد زكي عن شكره وتقديره الكبيرين للاهتمام الذي يلاقيه, وقال: "المعنى الكبير الذي لا استطيع أن أسدده هو احتـضان الرئيس مبارك واهتمامه بي على رغم كل شواغله وهمومه الداخلية والخارجية". وقال: "أنا أعرف حقيقة مرضي, وهــذا العــدو الــذي يحاربني أنا قررت ان أحاربه بالكيماوي وبحبكم ودعواتكم".

وعن موعد نزوله لتصوير فيلم جديد, قال: "تم تأجيل فيلم "رسايل بحر" مع داود عبدالسيد حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل وهو فيلم رومانسي". وذلك بعد الانتهاء من الدورة الكيماوية الثانية.

ولأن الفن بالنسبة لأحمد زكي هو حياته كانت نظرته للمرض نظرة فنية, وقال: "أديت أدواراً كثيرة في السينما وكنت أسمع أنها تنال رضاكم, ولكن هذا الدور (المرض) الذي أنا فيه لم أختره, هذا دور سخيف ولكن سأقاومه بإذن الله بدعواتكم وحبكم".

ولأن أحمد زكي استثناء في فن التمثيل, حصل حوله إجماع. والسؤال الذي لم يطرحه أحـد هـو: من لم يزره أو يسأل عنه؟ الإجابة: الجميع سأل عنه واهتم به. ولم يستغرب كثيرون أن يحرص أقرباء رؤســاء مصــر علــى زيارته والاطمئنان عليه, وكـان أول من بادر بذلك نجلا الرئيس مبارك علاء وجمال مبــارك اللذان زاراه لنحــو ساعتين. زارتــه ايضــاً جيهان السادات وإحدى بناتها وأحفادها وأرسل الدكتور خالد عبدالناصر باقات ورود, واتصلت منى عبدالناصر أكثر مــن مرة للاطمئنان عليه, وزاره عدد من الوزراء والمسؤولين والإعلاميين وجموع من الفنانين.

كل هذا يؤكد الإجماع حول فنه. فهو أجاد كل الأدوار وبحرفية وصدق, من شخصية الضابط الى شخصية البواب, من شخصية عبدالناصر الى شخصية السادات. وأدرك أن لكل مرحلة أدوارها, ويقول: "عندما كنت في سن شباب اليوم, كنت أقدم أدواراً تليق بعمري وتعبر عن هموم الشباب في تلك الفترة, وقدمت "الحب فوق هضبة الهرم" و"البريء" و"النمر الأسود" وغيرها, وبعد ذلك دخلت مرحلة عمرية جديدة كنت فيها وجهاً جديداً وقدمت شخوصاً كنت محروماً منها في السابق بسبب عمري الزمني, فقدمت أدوار "زوجة رجل مهم", "الأمبراطور", "الهروب", "ضد الحكومة" و"الراعي والنساء", وهذه أدوار أكبر سناً من الولد الذي كنت أعمله. وفي هذه المرحلة كنت أيضاً محروماً من تجسيد أدوار الرجل الناضج, التي انتقلت اليها في مرحلة لاحقة, وكانت ادوار "أرض الخوف", أو الأب في "اضحك الصورة تطلع حلوة" أو "معالي الوزير" و"ناصر" و"السادات", إذاً أنا كنت في كل مرحلة عمرية وجهاً جديداً. وقدمت أيضاً أدواراً شعبية وسياسية في كل مرحلة عمرية. ولهذا عندما يأتيني موضوع يشبه ما قدمته, ابتعد عنه, لأنني في كل مرحلة عمرية احتاج لعمل يناسبها, لأننا في التمثيل نعبر عن الشارع والبيت.

وعلى رغم أن أحمد زكي يعتبر من أكثر الفنانين حصولاً على جوائز, فإنه لم يضع عينه يوماً على جائزة: "لا أضع عيني على الجمهور ولا على الجوائز ولا على الفلوس ولا على البيت, أنا عندما أدخل الاستديو أكون مع الشخصية فقط, لأن الفنان لو فكر في شيء غير الشخصية لا يركز في أدائه الذي سيكون فيه "شوشرة", تماماً مثل الطبيب عندما يدخل غرفة العمليات لإجراء جراحة, لو فكر في إشادة الناس به وهو فاتح بطن المريض, ساعتها المريض يموت, الأساس إذاً هو اتقان العمل من دون انتظار شيء, ويترك التقويم بعد إنجاز العمل للمتخصصين".

وخلال السنوات الماضية لم يكن أحمد زكي يوماً يصدق أنه "محاط" بكل هذا الحب, حتى أصابه المرض وساعتها توّجت حالة الهلع والفزع التي اصابت جمهوره قيمته الفنية والسينمائية وهو عبر عن هذه الحالة بقوله: "لم أكن أعرف أنني محبوب قدّ كده.. أنا كمان أحبكم وادعُوا لي".
______________________________________________

(القاهرة - محمود شحاتة)

التعليقات