31/10/2010 - 11:02

الإذاعية المصرية الكبيرة فريدة الشوباشي لعرب48: بفضل الجيش الإسرائيلي أصبحت نشرات الأخبار "للكبار فقط"

-

الإذاعية المصرية الكبيرة  فريدة الشوباشي لعرب48: بفضل الجيش الإسرائيلي أصبحت نشرات الأخبار
لسنوات طويلة اعتاد المواطن العربي سماع نشرة الأخبار من إذاعة مونت كارلو بصوت الإذاعية المصرية المعروفة فريدة الشوباشي والتي ظلت تعمل في هذه الإذاعة لمدة تتجاوز العشرين عاما أجبرت خلالها الإذاعة الفرنسية على تغيير مفرداتها من الحزام الأمني إلى الشريط الحدودي المحتل في جنوب لبنان وتغيرت كلمة القدس إلى القدس العربية المحتلة ولم تفلح كل محاولات الترغيب والترهيب في إجبار فريدة الشوباشي على تغيير مصطلحاتها فلم تجد إذاعة مونت كارلو وتحت الضغوط الصهيونية إلا أن فصلها من عملها وليس ذلك فحسب بل منعتها الإذاعة من استلام كل مستحقاتها المالية مما اضطرها إلى اللجوء إلى المحاكم الفرنسية والتي لا زالت تنظر القضية حتى الآن لتصبح قضية فريدة الشوباشي هي أطول قضية عمالية في تاريخ القضاء الفرنسي

بعدها استقرت فريدة الشوباشي في التليفزيون المصري رغم كل الاغراءات التي عرضت عليها كي تعمل في الفضائيات العربية

واكتفت بعمل برنامج وحيد في الفضائية المصرية

التقت عرب 48 بالإذاعية الكبيرة لتحدثنا عن تجربتها في العمل بمونت كارلو وما واجهته من صعوبات وأيضا تقييمها للقنوات العربية

*كيف بدأت الأزمة مع إذاعة مونت كارلو ؟

**بدأت الأزمة عندما رفضت إجراء حوار مع شيمون بيريز وكان وزيرا للخارجية آنذاك، وأصرت إدارة الإذاعة على أن أقوم أنا بإجراء هذا الحوار ولكني رفضت ذلك بشدة لأني اعتبر مثل هذا الحوار هو تطبيع، وهو ما ارفضه تماما ولو كلفني ذلك وظيفتي وهو ما حدث بالفعل، والغريب أن الجانب الإسرائيلي هو من طلبني بالاسم لإجراء هذا الحوار وأصروا على ذلك. وعندما ذهب زميل آخر لإجراء الحوار رفض الجانب الإسرائيلي وسألوا عن أسباب رفضي لإجراء هذا الحوار، مما يعني انهم كانوا يريدون فريدة االشوباشي لا لشيء إلا لكسر موقفها السياسي المناهض للاحتلال والعدوان الإسرائيلي، حتى أن مرافقي بيريز أصيبوا بحالة من الغضب الشديد بسبب رفضي إجراء هذا الحوار. ومن وقتها والمضايقات بدأت في الإذاعة ضدي ونجحوا في إخراجي منها بعد مدة عمل طويلة دون الحصول على مستحقاتي المالية كاملة رغم التعاطف الذي أبدته الصحافة الفرنسية معي.

*هل لجأتي للقضاء الفرنسي للحصول على مستحقاتك المالية ؟

بالطبع ولازال القضاء الفرنسي ينظر القضية والتي تعد أطول قضية عمالية في تاريخ القضاء الفرنسي

· ولماذا اكتفيت ببرنامج وحيد في قناة النيل للأخبار ؟

· في الحقيقة عرضت عليا كثير من الفضائيات العمل فيها ولكني فضلت النيل للأخبار لأنه لا يوجد لدي خطوط حمراء أو محاذير في النيل للأخبار ولا يوجد أي رقابة بينما الفضائيات العربية وان كانت لديها الإمكانيات المادية الكبيرة إلا أنها لا تستطيع أن تنتقد بعض الدول أو الأشخاص الذين يمولونها، ولذا فإنها تكون جريئة في نقد مصر أو سورية مثلا ولا تجرؤ على انتقاد وزير صغير في الدولة التي تمولها وهو أسلوب في العمل لا أوافق عليه وأنا المعتادة على العمل بحرية وبدون سقف.

· ما هو تقييمك للفضائيات العربية من حيث متابعتها للأحداث الجارية؟

· من حيث متابعة الأخبار فان فضائية الجزيرة القطرية هي الأفضل بدون منافس، سوى فضائية العربية والتي تأتي في المرتبة الثانية والجزيرة لها أسلوب مميز في العمل وان كنت اختلف معه وهو أسلوب الإثارة، وان كنت أميل إلى المدرسة الثانية في العمل الصحفي وأنا تميزت الجزيرة بأنها الفضائية الوحيدة التي نشرت حوارات مطولة مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وبدون حذف أو تدخل وان كنت آخذ عليها اعتبار أن قطر ووزير خارجيتها مناطق محرمة لا يجوز الاقتراب منها وتهاجم الجزيرة الدول العربية المتعاونة مع الولايات المتحدة الأمريكية رغم أن قطر بها اكبر قاعدة أمريكية في المنطقة

وعلى منبر الجزيرة ينطلق صوت غريب على المجتمع العربي والإسلامي وهو صوت الإسلام المتشدد وتجد هناك من يتحدث عن أن صوت المرأة في محاولة لصرف الانتباه عن واقع الأمة العربية المتردي وتجد على منبر الجزيرة من يفرق بين القومية والوطنية والدين في محاولة لتذويب الوطن في الدين وافتعال خلاف غير موجود بين الإيمان بالقومية وبين الانتماء الديني وفي المرتبة التالية من ناحية الحرفية المهنية تأتي قناة العربية وما فيها من متابعة إخبارية جيدة وكذلك عشرات الأفلام التسجيلية والوثائقية المهمة

في المرتبة الثالثة تأتي قناة دبي _في رأيي _لأنها قناة متزنة ولها خط حرفي مميز وخط قومي واضح وأرى أن النيل للأخبار من القنوات الأخبارية المميزة المتزنة والبعيدة عن الإثارة .

*هل قام الإعلام العربي بدوره في التوعية بقضايا الأمة خاصة في أحداث العراق وفلسطين ؟

** اعتقد ذلك إلى حد كبير ، فالمواطن العربي يتابع بصورة مباشرة الأحداث في العراق وفلسطين لكن هذه المتابعة قد تأتي بنتائج عكسية فالعقل العربي تعود على مشاهد الدم والقتل مما قد يصيبه ببلادة تؤثر سلبيا عليه وهو وعي اكثر من اللازم قد ينقلب إلى ضده ولك أن تتخيل كيف يشاهد المواطن العربي _الآن _ جندي أمريكي يقتل جريح عراقي اعزل أو أسير بدم بارد دون أن ينتفض هذا الشعب العربي ضد هذه الممارسات الوحشية. وكذلك الوضع في فلسطين فهناك جندي إسرائيلي قتل طفلة فلسطينية بدم بارد ثم افرغ سلاحه الآلي في جثتها بعد أن تأكد من أنها فارقت الحياة ولم ينتفض الشارع العربي مثلما حدث في حالة الشهيد محمد الدرة لان الشارع العربي قد اعتاد على هذه المشاهد .وبفضل الجيش الإسرائيلي أصبحت نشرات الأخبار للكبار فقط

ويبدأ المذيع النشرة بكلمة مساء الخير وطوال النشرة تبحث عن هذا الخير فلا تجده بل تجد مشاهد القصف والقتل والتدمير

*بعد أن عشتي اكثر من عشرين عام في فرنسا ولاحظتي تطور المجتمع الأوروبي في نظرته للعرب والمسلمين هل تعتقدي أننا بحاجة إلى قنوات إعلامية لمخاطبة الرأي العام الغربي ؟

**اعتقد أن نظرة الغرب لنا نتحمل نحن العرب والمسلمين جزءا كبيرا منها خاصة عرب أوروبا ومسلميها فهناك بعض الجماعات الدينية هي التي أساءت للإسلام باستخدامها إياه عباءة اختفوا خلفها لتنفيذ أحط الجرائم مثل تفجير القطارات وقتل الأبرياء وهي مجموعات عميلة بلا شك لإيقاع الضرر بالأقليات العربية الموجودة في الغرب وتنامي هذا السلوك بعد الثورة الإسلامية في إيران واندلاع الحرب في أفغانستان ضد الوجود السوفيتي _آنذاك _ ووجدنا أوروبا وقد أصبحت تواجه خطرا متناميا لابد من مواجهته ثم كانت الطامة في 11 سبتمبر

واعتقد أن تصحيح هذا المفهوم لدى المواطن الأوروبي سيأخذ وقتا طويلا ويجب أن تكون هناك فضائيات عربية باللغات الغربية لشرح وتقديم الإسلام الحقيقي للمواطن الغربي بدلا من تقديم تلك الصورة المشوهة التي يقدمها المتطرفون .

التعليقات