شارون وحماتي: كتاب فلسطيني ترجم الى 15 لغة

ام سليم سيدة فلسطينية في التسعينات من عمرها، لم تكن تعرف ولا زالت انها تشارك رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بطولة قصة ترجمت الى خمس عشرة لغة.

"شارون وحماتي" هو عنوان كتاب المهندسة المعمارية سعاد العامري التي لم تعتقد يوماً ان ما كتبته سيكون محل اهتمام عالمي.

تقول سعاد العامري: "الصحيح ان هذا الكتاب جاء، رب رمية من غير رام ٍ، كما يقولون. فانا لست بكاتبة، ولم تكن في نيتي كتابة هذا الكتاب. ولكن عندما اجتاح الاسرائيليون مدينة رام الله والمدن الفلسطينية الاخرى عام 2002، تم وضعنا تحت نظام منع التجول. وام سليم، حماتي، تسكن بالقرب من المقاطعة. وعندما رفعت السلطات الاسرائيلية منع التجول لساعات معدودة، استطعت الوصول الى بيت حماتي واحضرتها الى بيتي، فوجدت نفسي مع ام سليم، وقررت ان اراسل بعض الاصدقاء عبر البريد الالكتروني لاصف لهم هذا الوضع".

يروي كتاب "شارون وحماتي" قصصاً من حياة سعاد وزوجها وحماتها واصدقائها. ويتألف الكتاب من جزئين كتبتهما باللغة الانجليزية كونها اللغة التي استخدمتها لارسال الرسائل الالكترونية.

وعن تسمية الكتاب تقول سعاد "العنوان يرمز الى عدة معاني، الاول ان هناك عذاب ناتج عن الاحتلال وهو عذاب خارجي، وكذلك هناك عذاب داخلي، فمثلاً ان يكون لديك سبعة اطفال وانت تقبع تحت منع التجول، او ان يكون لديك زوجة او زوج مزعج في مثل هذه الظروف يؤثر بالمجمل على الحياة، ويعني ان الاحتلال يدخل الى تفاصيل حياتنا. كما ان في التسمية رمزية تشير الى ما يمثله الجيش الاسرائيلي وشارون من قوة عسكرية هائلة مقابل حماتي ام سليم المرأة التي تبلغ 91 سنة".

الجمهور الذي استمع الى قراءات من كتاب "شارون وحماتي" اعرب عن تقديره لمثل هذا الاسلوب كما يقول عدنان داغر "هذا ادب انساني قريب الى النفس، يمكن ان نطلق عليه في الادب مصطلح السهل الممتنع، فعند سماعنا لهذه القصص، نقول لانفسنا انه بامكاننا ان نكتب اشياء مشابهة، لكن هذا العمل هو عمل عميق جداً، شخصي لكنه يحمل الطابع العام".

اما نائلة خليل فتقول ان هذا النوع من الكتابة هو ما يحتاجه الفلسطينيون "الناس ملّت من السياسة والانشاء، نريد تجربة انسانية لنلقي الضوء عليها من اجل ان نوصل رسالة الى العالم حول ما نعيشه يومياً.

من جانبه تمنى زياد خلف ان تكون لديه "حماة مثل حماة سعاد".