31/10/2010 - 11:02

ندوة في حيفا عن كتاب "مذكرات رشيد الحاج ابراهيم"

ندوة في حيفا عن كتاب
بمبادرة مؤسسة الدراسات المقدسية – رام الله ، ومركز مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، ومعهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية، وضمن سلسلة "سهرة كتاب" عقدت في قاعة معهد اميل توما بحيفا ندوة حول كتاب "الدفاع عن حيفا وقضية فلسطين - مذكرات رشيد الحاج ابراهيم الصادر مؤخرا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، ويقع الكتاب في 390 صفحة وقدم له الأستاذ وليد الخالدي.

افتتح الندوة وتولى عرافتها الكاتب سلمان ناطور، مدير معهد اميل توما مشيرا الى أهمية نشر مذكرات رشيد الحاج ابراهيم "لأنه لم يكن فقط شاهدا على أهم الحقب في التاريخ الفلسطيني بل لأنه أيضا كان أحد صانعي هذا التاريخ كأحد الشخصيات الحيفاوية الفلسطينية البارزة وكرئيس للجنة القومية في حيفا وأحد وجوه المدينة"، وروى الكاتب ناطور أنه "في أثناء الحرب العالمية الثانية عندما حاولت الطائرات الايطالية والألمانية قصف مدينة حيفا ومعامل تكرير البترول هربت العائلات البرجوازية من المدينة الى القرى المجاورة، وقد احتمت أسرة رشيد الحاج ابراهيم وأسرة زكي التميمي بدالية الكرمل في بيت جدي ومكثوا حوالي شهرين في أيام الصيف وكان جدي يحدثني عن رشيد الحاج ابراهيم باعجاب وقد أعد لهم في أرضه التي كانت كرما من التين والخوخ والمشمش مكانا في ظل شجرة تين وارفة وكان الحاج ابراهيم والتميمي يقضيان وقتا طويلا في النهار وهما يلعبان الشطرنج". وأكد الكاتب ناطور في ختام كلمته ان اصدار هذه المذكرات هو اضافة نوعية لمشروع صياغة الرواية الفلسطينية وطرح جملة من الاسئلة حول كيفية التعامل مع المذكرات الشخصية كوثائق تاريخية أم جزء من التاريخ الشفوي وما هو دور المؤرخين في تثبيت المذكرات خاصة لشخصيات سياسية .

وقال الدكتور محمود يزبك المحاضر في جامعة حيفا والباحث في تاريخ المدينة: "لقد فاجأني صدور مذكرات رشيد الحاج ابراهيم فان ما كنت أعرفه عنه كان من خلال الوثائق وما كتب في الصحف في حينه، وأضاف د. يزبك: "لقد كتب في مذكراته أنه ترك حيفا في 14 نيسان بسبب توجهه الى القاهرة لانهاء خلاف مع المفتي وفي أثناء وجوده في القاهرة وصله نبأ وفاة ابنه سميح في بيروت فترك القاهرة وسافر الى بيروت لاجراء مراسيم الدفن وفي 19 نيسان توجه الى دمشق ليستكمل النقاش الدائر وهو من أجل احضار سلاح الى حيفا وفي خلال هذه الفترة سقطت حيفا، وهذا يعني أن غياب رشيد الحاج ابراهيم عن حيفا في أثناء سقوطها منعه من احضار كل ملفاته ووثائقه، فهذه المذكرات كتبت من الذاكرة واعتمادا على بعض قصاصات الورق التي حملها معه في حقيبته فهي ليست وصفا دقيقا للأحداث بل استعادة لوقائعها وقد كتبها عام 1952 وتوفي عام 1953، وهنا يتساءل الدكتور يزبك: لو نشرت هذه المذكرات مباشرة بعد الانتهاء من كتابتها ماذا يكون رد الفعل السياسي بين القادة العرب؟

وقرأ الدكتور يزبك فقرات من المذكرات التي تشير الى محطات هامة في سيرة رشيد الحاج ابراهيم كرئيس للجمعية الاسلامية وعلاقته بعز الدين القسام وتأسيس صحيفة اليرموك وانتخابه عضوا في بلدية حيفا وتأسيس اللجنة القومية التي ترأسها حتى سقوط حيفا.

ولخص الدكتور يزبك محاضرته بقوله ان هذه المذكرات هي محاولة لكتابة تاريخ فلسطين بدون أساطير وتلقي الضوء على علاقة اللجنة القومية المحلية مع الهيئة العربية العليا برئاسة المفتي الحاج أمين الحسيني، وخطة تشكيل حامية حيفا.
وكانت المحاضرة الثانية للدكتور جوني منصور المحاضر في كلية بيت بيرل وكلية عبلين وأحد مؤرخي مدينة حيفا فقال: "المذكرات هي صورة أو شهادة رسمها رشيد الحاج ابراهيم في فترة زمنية عاشها بنفسه وتفاعل معها وله فيها مواقف، فهي ليست أوراقا يومية انما كتبها لاحقا. هذه المذكرات تجمع بين السرد الموضوعي والسرد الذاتي فهو يستلهم الأحداث التاريخية داعما اياها بالتواريخ والشهادات الشخصية والوثائق. كاتب هذه المذكرات يتحكم باختيار الحدث ويبني رواية كما يتصورها، وهكذا فان المذكرات عادة هي ملمح من الملامح التاريخية وليست مصدرا تاريخيا للحدث. ثم استعرض الدكتور منصور أهم الوقائع الواردة في المذكرات وتساءل في سياق محاضرته: لم يتحدث رشيد الحاج ابراهيم عن الشبكة الدفاعية التي أقامها اليهود في حيفا ولم يشر الى الخطط العسكرية والاستحكامات والمعارك المركزية التي وقعت في المدينة وخاصة خطة المقص (المسبرايم) لاحتلال حيفا ما بين 21 و 22 نيسان ، ألم يكن يعلم بهذه الخطة؟
واختتم الدكتور منصور محاضرته بقوله ان رشيد الحاج ابراهيم كان مطلعا على أسماء الأمكنة والاشخاص في حيفا فهو يذكر عشرات الأسماء والمواقع وأسماء العائلات، وهذه المذكرات تشكل شهادة ووثيقة هامة في كثير من جوانبها ولكن يبقى سقوط حيفا أحد الأسرار والأمور العالقة حتى يومنا هذا خاصة قضية تسليم المدينة والشروط التي فرضتها "الهاجاناة" ودور الجنرال البريطاني ستوكويل في سقوط المدينة وتسليمها.

التعليقات