20/12/2010 - 00:57

الطّاهر بن جلّون يتفيّأ ظلال "الأركانة" المغربيّة

أعلن قبل أيّام فوز الرّوائيّ والشّاعر المغربيّ الطّاهر بن جلون، بجائزة الأركانة العالميّة للشعر، وذلك في حفل تكريميّ حضرته عشرات الشخصيات التي تنتمي لعالم الفكر والأدب والفنّ.

الطّاهر بن جلّون يتفيّأ ظلال

 

أعلن قبل أيّام فوز الرّوائيّ والشّاعر المغربيّ الطّاهر بن جلون،  بجائزة الأركانة العالميّة للشعر، وذلك في حفل تكريميّ حضرته عشرات الشخصيات التي تنتمي لعالم الفكر والأدب والفنّ.

واعتبر القائمون على الجائزة، أنّ ما يميز عطاء بن جلّون، تبنّي كتابته أسس "الحوار بين لغتين".

هذا وتسلّم بن جلّون الجائزة في احتفاليّة التقى فيها الشّعر بأغاني مجموعة "ناس الغيوان"، الّتي أتحفت الحضور بأغانيها المعروفة، وكلماتها التي أرّخَت لمراحل هامّة من التّاريخ الاجتماعيّ والسياسيّ، والفنيّ للمغرب الحديث.

يعود اسم الجائزة إلى الأركانة، وهي شجرة نادرة لا تنبت إلاّ جنوبيّ المغرب، ويصف منظّمو الأركانة العالميّة للشّعر هذه الجائزة بأنّها "تقديرٌ مغربي لشعراء حافظوا على لغةٍ متفرّدة"، وتميّزوا بالحقل الشعريّ والانسانيّ، ودافعوا عن قيم الاختلاف والحرّيّة والسّلم.

وسبق أن فاز بهذه الجائزة الّتي يمنحها بيت الشّعر في المغرب، كلّ من الشاعر الصيني بي ضاو (2000)، والشّاعر المغربيّ محمد السّرغينيّ (2004)، والشاعر الفلسطينيّ الراحل محمود درويش (2008)، والشاعر العراقيّ سعدي يوسف (2009(.

كتابة ابن جلون تعبّر عن حوارٍ عميق بين لغتين وحضارتين

واعتبر رئيس بيت الشعر بالمغرب، نجيب خداري، أنّ ما يميز عطاء بن جلّون، تبنّي كتاباته أسس "الحوار العميق بين لغتين وثقافتين وحضارتين"، بالإضافة إلى تميّزه في السّرد والشّعر.

وقال خداري إنّ بن جلون منح رفقة بعض الشّعراء الآخرين، أمثال محمد خير الدّين، وعبد اللطيف اللعبيّ، وغيرهما، التّخييل العربيّ والمغربيّ "فرصة العبور إلى اللّغة الفرنسيّة، والإقامة في التعدّد اللغويّ والثقافي".

كما أشار إلى التزامه في كتاباته بمجموعةٍ من القضايا الكبرى، مثل مناهضة العنصريّة، والهجرة، والقضيّة الفلسطينيّة.

من جهته اعتبر رئيس لجنة تحكيم الجائزة، الشّاعر محمد السّرغيني، أنّ اختيار بن جلون يجد مبرّره في التّراكم الكبير الّذي حقّقه على مستوى النّشر، وهو ما يجعله متفوّقًا على مجموعة من الكتّاب الفرنكفونيين الآخرين على حدّ تعبيره، وأوضح السّرغيني أنّ ما يميّز بن جلّون تمسّكه بهويّته المغربيّة، رغم أنّه يكتب بالفرنسيّة، وأضاف أنّ "الكتابة من اليسار إلى اليمين، لا تعني بالضّرورة التخلّي عن الهويّة."

ووفقَ الشاعر المغربيّ، حسن نجمي، فإنّ أهمّ ما ميّز جائزة الأركانة هذه السّنة، لفتها الانتباه للتجربة الشعريّة "الخلاقة والعميقة" لبن جلون، بعد أن طغت تجربته الروائية على ما سواها في مساره الأدبيّ، وأضاف نجمي في تصريح للجزيرة نت، أنّ جائزة الأركانة انتصرت للشّعر، و"كبُرت" باسم بن جلون، كما أنّها استطاعت أن تعيد نصّه الشعريّ للعربيّة.

هل تنازل ابن جلّون عن هويّته وطبّع مع إسرائيل؟

في المقابل، يرى آخرون أنّ الانتشار الواسع الذي حققته مؤلفات بن جلّون، لم تمنع عنه انتقادات الكثيرين، خصوصًا في علاقته بالانتماء والهوية، حيث يتّهمه البعض بأنّ ارتباطه بفرنسا أكبر من ارتباطه بوطنه الأمّ المغرب.

كما اتّهم بن جلّون مؤخّرًا بالتطبيع الثقافيّ مع إسرائيل، وذلك بعد أن نشرت وسائل إعلام مختلفة خبرًا عن مشاركته في مؤتمر إسرائيل الأدبيّ بحيفا، وهو ما جرّ عليه سيلاً من الانتقادات رغم عدم تأكيد الخبر بشكلٍ رسميّ.

ويأخذ عليه خصومه أنّه غادر بلاده المغرب إثر تبني الحكومة قرارًا بتعريب تدريس الفلسفة الّتي كان يدرّسها بالجامعة، واستقرّ بعدها في فرنسا حيث انتشر وعرف أدبه، وبدأ اسمه باللّمعان.

وتوّجت مسيرته الابداعيّة في فرنسا، بأن وشّحه الرّئيس نيكولا ساركوزي، وسام جوقة الشّرف من رتبة ضابط عام 2008، بعد أن كان الرّئيس الراحل فرانسوا ميتران، قد وشّحه بالوسام نفسه من درجة فارس عام 1988 .

يُذكر أنّ ابن جلون ولد عام 1944 بمدينة فاس، وحصل على الدكتوراة في علم النّفس، ويعتبر أحد أبرز وأشهر الأدباء المغاربة الّذين يكتبون بالفرنسيّة، حيث صدرت له 15 رواية من بينها "حرودة"، و"طفل الرّمال"، و"ليلة القدر" الحائزة على جائزة الغونكور عام 1987، بالإضافة إلى إصدار أعماله الشعريّة الكاملة عن دار النشر "غاليمار". 

التعليقات