28/04/2011 - 00:45

وفاة الشاعر التشيلي الكبير جونالثو روخاس عن عمر 93 عامًا

توفي الشاعر التشيلي الكبير، جونثالو روخاس، أحد أبرز الشعراء المعاصرين في أميركا اللاتينية، أول من أمس، عن عمر يناهز 93 عامًا، حسبما أعلنت أسرته.

وفاة الشاعر التشيلي الكبير جونالثو روخاس عن عمر 93 عامًا

 

توفي الشاعر التشيلي الكبير، جونثالو روخاس، أحد أبرز الشعراء المعاصرين في أميركا اللاتينية، أول من أمس، عن عمر يناهز 93 عامًا، حسبما أعلنت أسرته.

وكان روخاس نقل إلى المستشفى منذ أكثر من شهرين، وقد قال نجله غونزالو روخاس-ماي أورتيث، لإذاعة "كوبراتيفا"، إن والده "كان في وضع صحي حرج منذ إصابته بجلطة في الدماغ في شباط/فبراير الماضي".

وقال وزير الثقافة لوسيانو كروث كوك، خلال مؤتمر صحافي، إن "الحكومة أعلنت الحداد يومي الثلاثاء والأربعاء."

وحصل روخاس عام 2003 على جائزة ثرفانتيس، أبرز جائزة أدبية للدول المتحدثة بالإسبانية.

وولد الكاتب العام 1917 في مدينة ليبو الساحلية، على بعد 500 كيلومتر جنوب سانتياغو، وحاز ايضا جائزة الملكة صوفيا في إسبانيا (1992)، وجائزة أوكتافيو باز في المكسيك (1998).

وكانت أعماله تتناول موضوعات الحب، والشبق، والطابع الانتقالي للحياة، وشغل الشاعر منصبًا دبلوماسيًّا في ظل حكم أليندي، في كل من الصين وكوبا، وكان يقيم في هافانا حينما أعلن نبأ انقلاب بينوشيه.

ومن دواوينه "بؤس الرجل" (لا ميزيريا ديل أومبري 1948) و"المنور" (ال الومبر أدو 1986).

 

من قصائده:

القارئ العاطل عن العمل

الفقط.. جرح

ريح الخليج العاصف التي تضرب الصخرة العالية / جرح

أفعى تثقب المبادئ..

بحر.. وبحر من جانب لآخر..

كيركجارد.. وكيركجارد

مثقب.. وبالتالي جرح

والحبَل كحبّلٍ في بهاء كأسه

جرح

* * *

ضد الموت

مع كل يوم يمرّ

أنتزع نظري.. وأنتزع عيناي /

لا أريد ولا أستطيع رؤية الرجال يموتون جوعاً كل يوم /

أفضّل أن أكون صخرة / أن أكون مظلماً / على أن أتحمل

قرف تليين الأعماق والضحك ذات اليمين وذات الشمال لكي تروج تجارتي..

يحدثونني عن الله وعن التاريخ

أهزأ من الذهاب لغاية تلك الأقاصي

بحثاً عن تفسير للجوع

الذي ينهش أحشائي

جوع العيش كالشمس

بحمد الهواء.. إلى الأبد

* * *

الفحم

أرى نهراً متدفقاً يلمع كالسكين

يقطع مدينة ليبو شطرين من عطر، أسمعه

أتنشقه، أداعبه، أجوبه بقبلة طفل كالماضي

عندما كان الهواء والمطر يهدهدان سريري..

أحسّ به كشريان آخر بين صدغي ومخدتي

إنه هو.. إنه المطر..

إنه هو.. يأتي والدي مبللاً

إنه عطر

حصان مبلل..

إنه خوان أنطونيوس روخاس

على صهوة جواد يعبر نهراً..

ما من جديد..

الليلة العاصفة تتداعى كمنجم غارق

ويهزها شعاع برق

أمّاه أنه موشك على الوصول فلنفتح البوابة

ناوليني هذا المصباح.. أريد استقباله أنا

قبل أخوتي.. دعيني أحمل له كوب نبيذ

لكي ينتعش ويعانقني بقبلة

ويغرس فيّ وجنتي مسامير لحيته

هاهو ذا الرجل آتياً..هاهو آتٍ

ملوث بالوحل / شائط غضباَ من سوء الطالع

ساخط على الاستغلال، متضوّر جوعاً..

هاهو آت بلفحته المصنوعة في كاستيجا

يا عامل المنجم الخالد.. هذا بيت السنديان

بيتك الذي بنيته بنفسك

تفضّل.. لقد أتيت لأنتظرك على البوابة

أنا السابع من أبنائك.. لا يهم أن يكون قد مرّ الكثير من النجوم

في السماء على مدى هذه الأعوام

وأن نكون قد دفنّا زوجتك في شهر آبٍ رهيب

فأنت وهي ستتكاثران.. ولا هم إن خيمت على كلانا ليلة سوداء

ادخل.. لا تبق حيث أنت.. تنظر إليّ

دون أن تراني تحت وابل المطر..

* * *

العتمة الرائعة

في المساء.. لمستك.. أحسست بك

دون أن تسمع يدي ما هو أبعد من يدي

دون أن يسمع جسدي ولا سمعي

بشعور يكاد يكون بشرياً

أحسست بك..

تنبضين كنبض دم أو كنبض سحابة

شريدة

مطرزة في داري

أيتها العتمة التي ترتفع.. وتنخفض.. هرولتِ في بيتي

متلألئة

هرولتِ في بيتي الخشبي

شرّعتِ نوافذه

شعرت بك تنبضين الليلة بكاملها

يا ابنة الهاوية، الصامتة، المحاربة

يا غاية الرهبة والروعة

كل ما هو موجود.. لم يكن ليوجد لولا شعلتك

* * *

الجميلات

مثيرات.. عاريات في المرمر المتأجج المنسحب من البشرة إلى الثياب

ممتلئات.. متحديات.. الإعصار سريع.. تطأن العالم، وتطأن برج الحظ بأقدامهن المرهفة.. تتبرعمن في الشارع كالأعشاب البريّة

وتلقين بأريجهن الأخضر القاسي..

دافئات غير ملموسات في الصيف الذي يصهل كالجزار.. لسن زنابق ولا ملائكة مرسلين..

آه فتيان البلد.. برّاجات الرجال.. وشيء أكثر

من الدفء المتلاًلئ..شيء أكثر.. شيء أكثر من هذه الأغصان المياسة

اللاتي عرفن ما تعرفن كما تعرف الأرض..

لكم هن شبقات هؤلاء الرقيقات ولكم هن عميقات في مواكب صيد العيون الزرقاء، وشرارات عاجلة أخرى في رقصة الشوارع السريعة..

أناثى.. أناثى.. في خضم الموج المتحشرج.. حيث نلقي شباك الحواس الخمس، لنحصل بالكاد على قبلة الزبد..

* * *

أحجية المشتهية

فتاة غير كاملة.. تبحث عن شاب غير كامل

عمرها 32، وشروطها: قراءة أوفيديو، وتعرض:

(1) ثديي قبّرة.

(2) كل بشرتها الناعمة للقبلات

(3) نظرة خضراء لتحدي بلاء العاصفة.

لا تذهب إلى البيوت

ليس لديها هاتف، وتقبل انجذاب الفكر

ليست فينوس

إنها شراهة فينوس!!

* * *

ماذا نحب عندما نحب؟

يا إلهي..

ماذا يحب المرء عندما يحب؟

نور الحياة الرهيب أم نور الموت؟

عم يبحث؟ وعلى ماذا يعثر؟ وما هذا؟

أهو الحب؟ من هو؟ أهي المرأة بأعماقها، بورودها، ببراكينها؟

أم هذه الشمس الورديّة التي هي دمي الهائج عندما ألج فيه إلى آخر الجذور؟

أو ليس كل هذا يا إلهي مجرد لعبة، وما من امرأة ولا رجل هناك

بل جسد واحد

جسدك المبعثر في نجوم الروعة

وذرات شهب الخلود المرئي؟

إنني أيها الربّ أموت في هذا.. في وطيس حرب الذهاب والمجيء

بينهن في الشوارع.. حرب العجز عن عشق ثلاثمائة امرأة دفعة واحدة

لأنني محكوم بواحدة.. بتلك الواحدة.. تلك التي منحتني إياها في

الجنة القديمة..

* * *

صورة امرأة

الليلة ستمكث أبداً أيتها المرأة

كي تراك وجه لوجه

وحيدة أمام مرآتك/ منعتقة من بعلك / عارية

بحقيقة ودقة الرعشة الكبرى والرهيبة التي تدمّرك

سيكون لك دوماً

ليلتك وسكينك، والهاتف البارد

لتسمعي وداعي بشرطة واحدة.

أقسمت لك أن لا أكاتبك.. لذا أخطابك على الهواء

لكي أقول لك: لا شيء، فكما يقول الجوف: لا شيء..لاشيء

إنما نفس الشيء... والمزيد دوماً من اللا شيء

الذي لا تسمعينه مني أبداً، وذاك الذي لا تفهميه مني أبداً

رغم أن شرايينك تغلي من هذا الذي أقول..

ضعي الفستان الأحمر الذي يليق لثغرك ودمك

واحرقي بسيجارة الخوف الأخيرة حبي الأكبر

اذهبي حافية القدمين في الهواء الذي أتيت على متنه

بجرح جمالك المرئي.. وا أسفاه على الذي يبكي ويبكي في العاصفة

لا تموتي..

فلسوف أرسم ملامحك على شعاع برق

تماماً مثلما أنت.. عينان لرؤية ما هو مرئي وما هو غير مرئي

أنف ملاك ، وفم وحش، وابتسامة تعذرني

وشيء مقدس لا عمر له يحلّق على جبهتك

يثير أشجاني

لأن محيّاك محيّا الروح

تجيئين.. وتذهبين.. تتعبدين البحر

الذي يسرقك بزبده.. وتقبعين كالمتسمّر.. تسمعيني

أناديك من هاوية الليل.. وتقبليني كما الموجة

لغزاّ كنت.. ولغزاً ستكونين.. لن تحلّقي معي.. هاك أيتها المرأة

هاك قامتك أتركها هنا..

بماذا نخادع أنفسنا؟

بماذا نخادع أنفسنا؟

أنخادعها بشعلة العطر

بالليلة العصرية

للمصورين السينمائيين

العتبات الأرضية للقبر

فنفتح بصبر عشّنا كي لا يلقي إلينا أحد

الراحة بأسف

ولنحفر الثقب كل مساء

بعد أن نكسب خبزنا

أن يكون في هذه الأرض جوف للجميع

للفقراء.. وللأغنياء

لأن ثمة هدية للجميع في الأرض

الضعفاء / الأقوياء / الأمهات / المومسات

يسقطون منبطحين..أو يسقطون شاقولياً على رؤوسهم

أو جالسين

وحيث مركز الثقل في أجسامهم يسقطون ويسقطون

حتى لو كان التابوت مصقولاً أو من الكريستال

حتى لو أن الألواح بدون سنفرة وكقشرة مكسورة لحبة مسحوقة البذور

الجميع يتساقطون

وأثناء سقوطهم يفقدون أحمالهم

حتى الأرض العتيقة والبديعة كذلك..


التعليقات