22/12/2011 - 19:19

"سيرة وانفتحت": ما بين الثقافة والسياسة

هل الثقافة هاجس لدى السياسيين؟ وكيف يُترجم هذا الهاجس في حال وجوده إلى خطة عمل؟ هل وضعنا الثقافي غير مُرضٍ بسبب شحّ الميزانيات فقط؟ ما هو الدور الذي يراه السياسي ملقى عليه في مسألة الهمّ الثقافي الفلسطيني؟ النواب العرب يجيبون ويقيمون الوضع الراهن والأُفق المستقبلية

 

هل الثقافة هاجس لدى السياسيين؟ وكيف يُترجم هذا الهاجس في حال وجوده إلى خطة عمل؟ هل وضعنا الثقافي غير مُرضٍ بسبب شحّ الميزانيات فقط؟ ما هو الدور الذي يراه السياسي ملقى عليه في مسألة الهمّ الثقافي الفلسطيني؟ النواب العرب يجيبون ويقيمون الوضع الراهن والأُفق المستقبلية
 
 
ضمن سلسلة ندوات "سيرة وانفتحت" الشهرية، التي ينظمها كل من مسرح "الميدان" وموقع "قديتا" الثقافي، انعقدت الندوة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي، في مسرح "الميدان" بحيفا، لتتمحور هذه المرة حول العلاقة الجدلية والمفترضة بين العمل السياسي لدى فلسطينيي الداخل، وبين الثقافة على تنوعّها، والتي استضافت النواب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة؛ وجمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني الديموقراطي؛ ومسعود غنايم عن القائمة العربية الموحدة، وحاورهم الصحافي وديع عواودة، رئيس تحرير صحيفة "حديث الناس"، حيث تمحورت الندوة حول الهواجس والتساؤلات لدى أهل الثقافة والمهتمين بها في الداخل الفلسطيني ليتلوها نقاش بين النواب والجمهور.
 
في بداية الندوة عُرِض جدول إحصائيات يُظهر مدى نشاط النواب الثلاث داخل الكنيست على القضايا الثقافية من خلال اقتراح قوانين واستجوابات وطرح قضايا داخل اللجان المختلفة، حيث اعتبر النائب محمد بركة أنه يجب التعاطي مع الموضوع ليس من ناحية الكم بل من ناحية الكيف، فيما اعتبر النائب جمال زحالقة أنه يجب عدم فصل قضايا التعليم في هذه الإحصائيات كون الثقافة تشمل أيضا قضايا التعليم التي هي أكثر القضايا التي يعمل عليها النواب العرب مشددًا على وجود ليس فقط تمييز معنا بهذه القضايا كأقلية عرب إنما أيضا عدائية، فيما اعتبر النائب مسعود غنايم أن الميزانية قبل كل شيء هي موقف، فالدولة تقوم بفرض مناهج التعليم علينا والسؤال الذي يجب أن يطرح ما موقفنا من الميزانية التي تُمنح لأنشطة ثقافية نحن نختلف معها مضمونا.
 
 
وحول مبادرات الفعاليات السياسية والثقافية لتغيير هذا الواقع، قال بركة إنّ العمل البرلماني في نهاية المطاف هو انعكاس لما يحصل على الأرض والسؤال الذي يجب طرحه هو أي حيز تشغل الثقافة في هموم الناس في ظل واقعنا كأقلية قومية تتعرض لشتى أنواع التمييز من مصادرة أراضي وهدم البيوت، معتبرًا أنه في حال تم التخيير ما بين الخبز والبسكويت فسوف نختار الخبز. بينما اعتبر زحالقة أن وضع الخبز مقابل البسكويت غير منصف معتبرًا أنه يوجد مشكلة في صلب الموضوع وفي التعامل مع الثقافة في السياق الإسرائيلي فالقضية ليست الميزانيات بقدر ما هي قضية المضامين نفسها ويجب ضمان الاثنين معًا من خلال إدارة ثقافية مستقلة. بدوره اعتبر غنايم أن عضو الكنيست ليس "سوبر مان" والعمل على القضايا الثقافية لا يقتصر بالأداء البرلماني إنما في العمل الميداني أيضا متسائلا هل كون العمل على القضايا الثقافية غير مربحة للسياسي مشددا على ضرورة عدم حصر الثقافة في نشاطات ثقافية.
 
وتطرقت الندوة أيضًا إلى العلاقة بين الأحزاب ومؤسساتها الإعلامية وبين الصوت الحر للمثقفين، وفي الختام وفيما يتعلق بلجنة المتابعة وعلاقتها بالثقافة اعتبر بركة أن المتابعة مؤهلة وغير مطلوب منها أن تحتضن التعددية الثقافية في ظل وجود أشخاص فيها لا يشاهدون مسرحا أو سينما أو أن تخرج حافلة للمشاركة في النقب ويتم إخراج امرأة منها. بينما رأى زحالقة أنه يجب أن تكون للمتابعة قيادة منتخبة لها مؤسساتها الثقافية قائلا "نريد الخطر في البحث وليس السلامة في الإتباع". بدوره قال غنايم أنه يجب عدم تسييس الثقافة بل يجب تثقيف السياسة محذرا من حصر الثقافي بالأداء السياسي إذ يجب أن يكون سلام ومصالحة بين الشقين.
 

التعليقات