19/02/2012 - 02:44

"ظلمة" لليمني محمد الغربي تحصد جائزة "الطيب الصالح العالمية"

فاز الروائي اليمنيّ، محمد الغربي، بجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثانية، والتي يبلغ قيمتها 10000 دولار، عن روايته "ظلمة".

فاز الروائي اليمنيّ، محمد الغربي، بجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثانية، والتي يبلغ قيمتها 10000 دولار، عن روايته "ظلمة".

وأشار مجلس أمناء الجائزة إلى أن السوداني بشرى الفاضل، فاز بالجائزة في فرع القصة القصيرة عن قصته "فوق سماء بندر"، كما حصد السوداني ناصر السيد النور، الجائزة المخصصة لترجمة الأعمال الأدبية عن ترجمته لرواية "تخوم الرماد".

وكانت الجائزة، التي تدفع قيمتها شركة "زين" للاتصالات في السودان، أطلقت العام الفائت فروع الرواية والقصة القصيرة، وأضيفت إليها هذا العام ترجمة الأعمال الأدبية، تخليدا لذكرى الروائي السوداني الطيب صالح، الذي توفي في فبراير/شباط 2009، ومن أشهر رواياته "موسم الهجرة إلى الشمال"، و"عرس الزين"، و"بندر شاه."

وتبلغ قيمة الجائزة الكلية 66000 دولار توزع على الثلاثة الفائزين من كل فرع.

وفي الرواية، نالت الجائزة الثانية الجزائرية هجيرة قويدر بوزيد، وفاز بالمرتبة الثالثة المغربي هشام بن شاري.

أما في فرع القصة القصيرة، جاء في المركز الثاني المصري فؤاد محمود قنديل، وفي المرتبة الثالثة حسن صبري من مصر أيضًا.
وفي مجال ترجمة الأعمال الأدبية فاز بالمرتبة الثانية عمر بابكر سليمان، وجاء في المرتبة الثالثة القذافي هاشم السيد.

و"ظلمة" هي الرواية الثانية للروائي اليمني محمد الغربي، بعد روايته "مصحف أحمر"، الصادرة عن رياض الريس 2010 في طبعتها الأولى، ودار ميريت 2012 في طبعتها الثانية.

"ظلمة"

والرواية الفائزة تعالج فترة مهمة من تاريخ مجتمع جنوب شبه الجزيرة العربية، منتصف القرن الخامس الهجري، حيث استدعى كاتبها التاريخ، مركزا على الصراع الديني بين المذاهب، ليدور صراع عنيف للسيطرة على المجتمع بين ثلاثة مذاهب إسلامية هي: المذهب الإسماعيلي، وكان امتدادا للدولة الفاطمية في القاهرة، والمذهب السني، الامتداد لمذهب العباسيين في بغداد، والمذهب الثالث هو المذهب الزيدي.

وتدور أحداث الرواية في أعالي جبال السروات في اليمن وعسير وحتى الحجاز، وهي بيئة شخصيات الرواية، حين يعيش إنسان ذلك الجزء من العالم في صراع دموي رهيب يقوده زعماء تلك المذاهب، وهو ما يحدث اليوم؛ ففي الوقت الذي كان يقود زعماء تلك المذاهب العامة من قبائل ودهماء ليوجهونهم لنهب المدن وتدميرها بفتوى فساد حكامها، تنتشر عمليات القتل والسلب بدعوى نشر الدين الحق، ليدخل زعيمهم معلنا نفسه أمير للمؤمنين، ليستعد زعماء المذاهب الأخرى بتجييش القبائل لتدور الدائرة، وهكذا دواليك، وما أن يسيطر زعيم مذهب على صنعاء معلنا نفسه إماما على جنوب شبه جزيرة العرب حتى يدعو زعيم مذهب آخر أتباعه وبقية القبائل للهجوم على صنعاء مبيحا النهب والسلب مقابل ما قاموا به.

والرواية تسقط الماضي على ما نعيشه اليوم، فلا يزال الدين وأئمته هم المتحكمون بوعي العامة من الناس، ولذلك يعيش الوطن العربي حالة شبيهة أو مطابقة لما عايشه مجتمعنا قبل ألف عام، مع اختلاف الأدوات، وما نعانيه اليوم، فها هي الثورات الشبابية، وها هي التيارات المتأسلمة تقطف ثمارها دون أن يكون قد قدمت أي تضحيات.

التعليقات