14/01/2016 - 21:44

"كلاكيت فلسطين"... الإنسان والمكان/ بشار ابراهيم

قد يكون البرنامج الحواري الوثائقي "كلاكيت فلسطين"، على تلفزيون "العربي"، بإعداد وتقديم صالح ذبّاح، من أفضل ما تحقّق من نوعية هذه البرامج على الشاشات العربية، سواء على صعيد الشكل أو على مستوى المضمون، بتضامن ما بينهما، وبتكامل الصوت والصور

"كلاكيت فلسطين"... الإنسان والمكان/ بشار ابراهيم

قد يكون البرنامج الحواري الوثائقي 'كلاكيت فلسطين'، على تلفزيون 'العربي'، بإعداد وتقديم صالح ذبّاح، من أفضل ما تحقّق من نوعية هذه البرامج على الشاشات العربية، سواء على صعيد الشكل أو على مستوى المضمون، بتضامن ما بينهما، وبتكامل الصوت والصورة والأداء الدالّ على كيمياء جميلة ما بين الإعلامي والسينمائي، ما بين المعدّ والمقدم وموضوعه الذي ليس سوى تجربة سينمائية لمخرج أو مخرجة، ممثل أو ممثلة، على أمل أن تتراكم حلقات هذا البرنامج لتشمل أكبر عدد من صناع السينما الفلسطينية، بدءاً من الداخل؛ أي من فلسطين المحتلة العام 1948.

11 حلقة مع 11 سينمائياً فلسطينياً، هي باقة أولى مما يتطلّع المشاهد المهتم للاستزادة منها، بخاصة أن هذه الحلقات جاءت في صورة أنيقة، تتحقق فيها جوانب الإمتاع الشخصي الإنساني والإبداعي الفني، كما تقدم الفائدة والمعرفة، للسينمائيين أنفسهم على مقدار المساواة مع المشاهد العادي. اقتراب واعٍ من الإنسان في السينمائي، بغية التعرف الى تجربته الحياتية متمازجة مع تجربته الإبداعية. السينما لدى الفلسطيني ليست ترفاً، بل طريقة تعبير وقول، إن لم نقل موقفاً وصرخة احتجاج. لا يمكن وصف الفلسطيني بـ 'السينيفيلي'. إنه يحاور ويسائل وجوده ومصيره عبر السينما، وبها، ريثما يمكن له أن يصنع سينما مثل الآخرين من شعوب الأرض، ويحبها كما يفعل غيره.

لا تتوقف حلقات 'كلاكيت فلسطين' عند حدود التعريف بالسينما الفلسطينية، وأبرز صنّاعها؛ أمام الكاميرا وخلفها، بل تربط بذكاء رائع ما بين السينمائي ومكانه، ليكون المشاهد مع المخرجة آن ماري جاسر في مدينة بيت لحم، والمخرج توفيق أبو وائل في مدينة أم الفحم، والممثلة ربى بلال في مدينة يافا، والمخرجة سهى عراف في مدينة حيفا، والممثل صالح بكري في مدينة يافا، والممثل علي سليمان في صفورية، والممثل محمد بكري في عكا، والممثلة ميساء عبدالهادي في مدينة الناصرة، والمخرجة نجوى نجار في مدينة القدس، والممثلة نسرين فاعور في ترشيحا، والمخرج هاني أبو أسعد في الناصرة.

وفي حين تتحوّل الحلقة سجلّاً تاريخياً ووثيقة بصرية لتجارب فلسطينية، فتكشف عن البدايات والتحولات والمنجزات والمآلات، وتقدّم إطلالة واسعة على عالمها، من خلال السينمائي نفسه، وعبره، فإن الحلقة ذاتها، تصبح سجلّاً روحياً وبصرياً للمكان، من خلال الكاميرا التي لا تهدأ في دوران مستمر في هذه المدينة الفلسطينية، أو البلدة تلك، مصاحبة السينمائي في مكانه، سواء الـــذي شهد طفولته وصباه، أم الذي شهد ولادة تجربته ونموّها وتطوّرها.

'كلاكيت فلسطين' برنامج يغازل السينما، فينجح في خطب ودّها. ويُعلي عمران علاقتنا مع السينما الفلسطينية، عبر نخبة من أعلامها. ولن يبالغ أحد إن طلب المزيد من الحلقات؛ داخل فلسطين المحتلة وخارج.
 


 


 

(عن موقع 'الحياة')

التعليقات