16/12/2016 - 15:01

تحويل الدمار الإسرائيلي إلى فن غزي بنكهة هولندية

تمكنت الفنانة الهولندية مارجان تياوين، البالغة من العمر (65عامًا) من تحويل منزل فلسطيني، تعرض للتدمير بشكل شبه كُلي، جراء تعرضه للقصف الجوي الإسرائيلي، أثناء العدوان على قطاع غزة عام 2014، إلى تحفة فنية، تشد أنظار المارة إليه.

تحويل الدمار الإسرائيلي إلى فن غزي بنكهة هولندية

تمكنت الفنانة الهولندية مارجان تياوين، البالغة من العمر (65عامًا) من تحويل منزل فلسطيني، تعرض للتدمير بشكل شبه كُلي، جراء تعرضه للقصف الجوي الإسرائيلي، أثناء العدوان على قطاع غزة عام 2014، إلى تحفة فنية، تشد أنظار المارة إليه.

ويعد هذا العمل، الذي مولته مؤسسات أهلية، الأول من نوعه في العالم العربي، والسابع على مستوى العالم، بحسب الفنانة الهولندية.

ونجحت تياوين في إتمام العمل بشكل كامل، في غضون ثلاثة أشهر من العمل المستمر، بمساعدة عمال فلسطينيين، لديهم خبرة في مجال البناء والحدادة.

ورغم خطورة العمل ومشقته، مقارنةً بكِبر سن الفنانة، إلا أنها أصرت على إنجازه.

وبدأت الفنانة مشروعها، بعملية تأمين لجدران وأسقف المنزل حتى لا يقع، بمساعدة حداد فلسطيني، قام بتثبيت جسور حديدية كبيرة أعلى وحول المنزل، ومن ثم بدأت بتنظيف المنزل من الركام.

وكان جميع ما كان في المنزل من رُكام، مادة الفنانة الهولندية الرئيسية في العمل، فسدت بها جميع جدران المنزل بشكل هندسي مُتقن، دون استخدام الإسمنت.

كما جلبت قطع من الجبس الأبيض، ووضعتها بشكل مُتقن حول أحد أعمدة المنزل المكون من طابقين.

وشيدت كذلك، أعمدة خشبية مطلية بالخراسان أسفل قطع السقف التي توشك أن تقع.

وكانت الفنانة الهولندية تياوين تقضي أكثر من 6 ساعات يوميا داخل المنزل المُدمر، وتنقل بيدها الحجارة، وتُعطيها للعمال وتأمرها بوضعها بالشكل التي ترغب به، رغم كبر سنها.

وفي هذا الخصوص تقول الفنانة 'أعمل في المباني التي يتم تدميرها، عبر تدخلي بها كفنانة'.

وأضافت 'منذ مسيرتي المهنية حتى اليوم، أشرفت على سبع مباني، أربعة منها في هولندا، وخامس في روسيا، وآخر في جنوب أفريقيا، والسابع في غزة'.

وتابعت 'اختياري للعمل في غزة، خطوة جديدة في مسيرتي المهنية، حياتي تسير في قطبية ثنائية غريبة، ألا وهي المقاربة بين التدمير والبناء، والربط بين الفوضى والنظام، بين الوقوف والسقوط، هذه القطبية هي الموضوع الأساس في حياة الإنسان'.

وتستطرد الفنانة الهولندية 'في غزة لا أستطيع أن اقترب من تلك الثنائية القطبية، لأنها عاشت ثلاث حروب في عشر سنوات، الكثير من المباني دُمرت، لكن الناس في غزة يعيدونَ بناءها؛ يبنون من جديد بيوتا ومباني وكذلك يبنون حياةً جديدة'.

وأردفت 'مجيئي إلى أرض غزة لا يعني أنني ألقيت للتو خطابًا سياسيًا، فأنا لستُ امرأة سياسة، ولا صحافية ولا حتى اجتماعية، أنا فقط فنانة، ولذلك فلغتي هي الفن'.

من جانبه، يقول مساعد للفنانة الهولندية، محمد أبو دقة (37عامًا)، إن العمل بدأ منذ نحو 3 شهور.

وأضاف 'طبيعة مهمتي كانت مشاركتها في تحويل المنزل المُدمر للوحة فنية، رغم المخاطر الجمة التي تحدق بنا، لأن المنزل الذي سنعمل به آيل للسقوط وخطير جدًا، ورفضت شركات التأمين وضع تأمين على حياتنا'.

ويوضح أبو دقة، أنه وافق على العمل، الذي عُرض عليه، رغم المخاطر، وتحمس كثيرًا للمشاركة فيه، كونه 'المشروع الأول من نوعه في الوطن العربي والسابع عالميًا'.

وأضاف 'العمل شاق ومُكلف، لكن العزيمة والإرادة صنعته بهذا الشكل أخيرًا'.

التعليقات