أثار مشاركون في "مهرجان صغير" الذي نظمه مسرح خشبة في حيفا، وصندوق روى، قبل أيام، العديد من النقاشات ضمن فعاليات المهرجان الثقافية والسياسية والاجتماعية، تمحورت حول الاحتياجات الأساسية لأبناء المجتمع العربي في البلاد، على كافة الأصعدة ومختلف المجالات.
وعن أبرز الاستنتاجات التي جرى تلخيصها من نقاشات المشاركين في المهرجان، قالت عضو صندوق "روى"، المحامية سهير أسعد، لـ"عرب 48" إن "الهدف من المهرجان لا يكمن فقط في القضايا التي طُرحت من خلال الورشات والمضمون الذي تم عرضه، بل من خلال النموذج الذي حاولنا أن تقديمه عبر 'مهرجان صغير'. وهذا النموذج جاء لكسر أنماط العمل السياسي والشعبي، والتي ترتكز بالأساس على تمويل ضخم وعلى أولويات لا نحددها نحن بالضرورة، ولكن نبدأ من الحاجة التي يحتاجها مجتمعنا، وقد برزت الحاجة الأساسية في خلق مساحة يصل إليها ناشطون وناشطات، ولطرح مبادرات مختلفة وخاصة بعد انتفاضة الوحدة في أيار/ مايو الماضي، وذلك لطرح القضايا الحارقة عند الناشطين ليجري تبادل الدعم، والتفكير بالأسئلة المشتركة، ولمتابعة المشاريع الثقافية التي تم إنتاجها وكانت ضمن عمل يدعم مسار مقاوم ومناضل ولتحدي الثقافة المهيمنة".
وأكدت أن "المهرجان انطلق من الحاجة لبناء مساحة للناس ولتبادل النقاش، من خلال دعم متطوعات ومتطوعين من تمويل وتطوع أصحاب خبرات لبناء ورشات بشكل تطوعي. نحن لا نريد احتكار المهرجان لنا في مسرح خشبة ومؤسسة روى، بل نريد خلق تجربة تعلم ومعرفة ونقلها لأماكن أخرى في المستقبل".
وخصت أسعد بالقول إن "العبر التي تم استخلاصها من مهرجان صغير هي إتاحة المعرفة لناشطين يريدون التعلم عن هذه التجربة من خلال توفير نموذج مفتوح لتراكم هذه المعرفة والتعلم لنتيح هذه التجربة للناشطين، ونوفر تجربة من المراكمة في نوع عمل شعبي عند الناس تبدأ من احتياجات الناس، وتوفير مساحات بهذا النمط تتكل على قوة الناس وقدرتهم في المساهمة بالسياسة، وأيضا تتكل بقدرتنا لتوفير احتياجاتنا والتفكير بسؤال التمويل بشكل مختلف ينطلق من أولوياتنا".
التعليقات