05/11/2022 - 17:00

الناصرة: اختتام أمسية احتفاء بالأديبة مي زيادة

وفي حديث لـ"عرب 48" قال المترجم الفرنسي، سمير بلحمرا "أنا واحد من أشد المعجبين بأدب مي زيادة، وقد بدأت بترجمة مقالات مي زيادة واحدا تلو الآخر، دون أن تكون لدي نية بترجمة كتابا كاملا لها، لكن كتاب "ظلمات وأشعة" اجتذبني

الناصرة: اختتام أمسية احتفاء بالأديبة مي زيادة

جانب من الحضور في الأمسية (عرب 48)

نظّم المعهد الفرنسي في حيفا والناصرة، يومي أول من أمس الخميس، وأمس الجمعة، يومين خاصين احتفاء بالأديبة والكاتبة الفلسطينية ابنة مدينة الناصرة، مي زيادة.

وقد اختار المعهد الفرنسي تكريم الأديبة، مي زيادة، في أمسيتين نظرا إلى أنها كانت تتحدث اللغة الفرنسية من بين تسع لغات أتقنتها الأديبة الراحلة (1886-1941) وحضر في الأمسيتين المترجم الجزائري، سمير بلحمرا، وزوجته الجزائرية نور اليقين، وهما من قاما بترجمة كتاب "ظلمات وأشعة"، للأديبة مي زيادة، وقد صدر الكتاب في فرنسا مؤخرا.

وقد سبق الاحتفالية التكريمية في الناصرة، أمس الجمعة، زيارة لمنزل مي زيادة في البلدة القديمة في الناصرة، وقد شارك في الزيارة القنصل الفرنسي، ستيفان توليه وسمير بلحمرا، مترجم كتاب "ظلمات وأشعة" وزوجته نور اليقين، والكاتب الأديب، ناجي ظاهر، والكاتبة زينة فاهوم، رافقتهم في الزيارة الصحافية ياسمين مخلوف، سكرتيرة ومركزة البرامج في المعهد الفرنسي في الناصرة، وأليس لافون سكرتيرة المعهد الفرنسي في حيفا. واعتبر الجزائري سمير بلحمرا هذه الزيارة بمثابة حلم سعى لسنوات طويلة من أجل تحقيقه.

وفي حديث لـ"عرب 48" قال المترجم الفرنسي، سمير بلحمرا "أنا واحد من أشد المعجبين بأدب مي زيادة، وقد بدأت بترجمة مقالات مي زيادة واحدا تلو الآخر، دون أن تكون لدي نية بترجمة كتابا كاملا لها، لكن كتاب "ظلمات وأشعة" اجتذبني بشكل خاص وقد بدأت بترجمته سنة 2007، لأنتهي منه في العام الماضي 2021 وصدر مؤخرا في فرنسا حيث أعيش أنا وزوجتي بمدينة نانت الفرنسية".

وتابع بلحمرا "أول ما اكتشفت أدب، مي زيادة، كنت في طور المرحلة الثانوية، هناك درست نص ‘العيون‘ وأعجبت به كثيرا، وحين أصبحت في الجامعة اكتشفت الدرر الكامنة في كتاب ‘ظلمات وأشعة‘ ولم يكن أحدا قد سبقني لترجمة هذا الكتاب، رغم أن الفرنسيين يحبون ترجمة كتب الأدباء العرب، وهذا أمر معروف، وعندها قررا ترجمة الكتاب، ثم انطلقت بداية بترجمة ‘العيون‘ ثم ‘بكاء الطفلة‘ و‘أنا والطفل‘ و‘سيدة البحار‘ وإذا بي أترجم الكتاب كاملا".

وأضاف بلحمرا متحدثا لـ"عرب 48" أنه "حين انتهيت من ترجمته عرضته على دار نشر فرنسية فوافقت على توقيع عقد معي لطباعة العمل، وقد قام الوزير الأول في حكومة الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أورلاندو، بوضع مقدمة الكتاب ونشر الكتاب متاح اليوم في المكتبات الفرنسية ويمكن اقتناؤه عبر مواقع الإنترنت".

وخلال الأمسية الحاشدة التي أعقبت زيارة منزل، مي زيادة، تحدث القنصل الفرنسي ستيفان توليه وأثنى على الحضور الكبير الذي شارك في الأمسية وتحدث عن الأسباب وراء تسليط الضوء على أدب مي زيادة، وأهمها أنها أحبت وأتقنت اللغة الفرنسية.

وكانت عدة مداخلات بدأتها المربية ديمة إغبارية عفيفي، مديرة مدرسة "مي زيادة" في الناصرة، التي أتحف طلابها الحضور بفقرات موسيقية رائعة بقيادة معلم الموسيقى في المدرسة، توفيق خورية.

وقدمت سلسلة من المداخلات بدأها المترجم الجزائري سمير بلحمرا، تناول فيها أدب مي زيادة وقرأ نصا لها كتبته باللغة الفرنسية، ثم استعرضت الأديبة، زينة فاهوم السيرة الذاتية للأديبة مي زيادة، نجاحاتها ومعاناتها.. وتحدث الكاتب د. أسامة مصاروة عن صالون مي زيادة الأدبي والذي كان يجمع كبار الأدباء أمثال طه حسين وأحمد شوقي وخليل مطران، بينما كانت هي فتاة في ريعان الشباب وغاية في الحسن والجمال.

وتحدث الأديب الكاتب، ناجي ظاهر، عن مسيرة مي زيادة الأدبية وما كتبته وما كتب عنها، وعن مكانتها بين الأدباء. وتحدث خالد عوض الباحث في الفلكلور الشعبي ومدير جمعية "السّباط" للتراث الفلسطيني، عن مي الأسطورة ومقارنتها بالآلهة "عشتار".

ثم كانت مداخلات للجمهور ونقاش شاركت فيه د. سماح خوري - صفوري، تحدثت فيها عن "العبقرية توضع في العصفورية" والعصفورية هو مستشفى المجانين الذي وضعت فيه مي زيادة في نهاية حياتها بسبب طمع أقاربها بثروتها. وتحدثت هناء كنانة الباحثة في الأدب العربي الحديث وألقت أبياتا شعرية من أدب مي زيادة، وأدار الكاتب عطالله جبر، حوارا أدبيا بين المشاركين في الأمسية.

التعليقات