انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين بدورته الثانية في الدوحة

بدأت أعمال برنامج المنتدى بكلمة افتتاحية، من د. طارق متري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، تلاها محاضرة افتتاحية، قدمها د. عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين بدورته الثانية في الدوحة

د. عزمي بشارة في المحاضرة الافتتاحية للدورة الثانية من المنتدى السنوي لفلسطين

بدأت أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثانية بالعاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت، والتي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية على مدار 3 أيام.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ويُعدّ المنتدى السنوي لفلسطين الحدث الأكاديمي السنوي الأبرز عالميًا المخصص للقضية الفلسطينية؛ وذلك من ناحية الجودة الأكاديمية للأوراق البحثية المقدمة فيه، وتنوّع المقاربات البحثية والباحثين المساهمين من مختلف أنحاء العالم.

د. طارق متري

وتشمل هذه الأوراق مروحةً واسعةً من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد.

البث المباشر

يمثل هذا المنتدى رافدًا مهمًّا للبحث العلمي بشأن فلسطين، واكتسب سمعةً عربية ودولية، ويجذب حضورًا واسعًا من المهتمين بقضيتها وسياقاتها الإقليمية والعالمية، وهو يُعدّ مكانًا للالتقاء وتبادل وجهات النظر بشأن فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.

تقدَّم في دورة المنتدى الثانية لهذا العام نحو 70 ورقة علمية محكّمة، اختيرت من ضمن 520 طلبًا للمشاركة (قُبل منها 200 مقترح) تُعرض في جلساتٍ متخصّصة توزّع في مسارات متوازية، إضافةً إلى عدد من الندوات العامّة.

من الجلسة الافتتاحية للمنتدى (تصوير "عرب 48")

وينعقد المنتدى هذا العام في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، وقد كُرّست الندوات العامة فيه لتناول الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

وانطلقت أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلال الفترة 10-12 شباط/ فبراير 2024، بمحاضرةٍ افتتاحية قدّمها الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

تطرقت المحاضرة إلى تطوّر حقل الدراسات الفلسطينية والخطر المحدق بإنجازاتها، وبالحرية الأكاديمية عمومًا، نتيجة جماعات الضغط الإسرائيلية ورأس المال المرتبط بها، والطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لدولة إسرائيل، ومحددات الموقف العربي تجاه القضيّة الفلسطينية، وتطوّر العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية ومصالحها المشتركة، ومآلات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، والاستراتيجية المأمول أن ينخرط الفلسطينيون فيها لتحقيق السيادة والاستقلال. وتطرقت المحاضرة أيضًا إلى الجدل الدائر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 المتعلق بعملية طوفان الأقصى، وغيرها من القضايا ذات الصلة.

استهلَّ بشارة محاضرته بالإشارة إلى التقدم الكبير الذي حققته الدراسات الفلسطينية من حيث استقبالها في المؤسسات الأكاديمية المرموقة، مع ضرورة عدم تجاهل الخطر المحدق بإنجازاتها في هذه المرحلة؛ نتيجةً لمحاولة جماعات الضغط الإسرائيلية، واليمين المتحالف معها، وبعض الأكاديميين غير المسيّسين المرعوبين من تهمة العداء للسامية، فرض مكارثيّة جديدة على المؤسّسات الجامعية في الغرب؛ مستغلين أجواء تعرّض إسرائيل لهجمات المقاومة الإسلامية يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحرب الإبادة الإسرائيليّة التي تُشن على قطاع غزّة حتى اليوم.

ثم انتقل بشارة إلى التحديات المحيطة بالقضيّة الفلسطينية على مستوياتٍ مختلفة، بما فيها العلاقات الدولية والإقليمية، والأبعاد السياسية والثقافية والقانونية التي تتداخل معها. وأشار إلى الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لدولة إسرائيل التي كشفت الحرب عنها أكثر من أي وقتٍ مضى؛ إذ تصرّف المجتمع الإسرائيلي مثل قبيلة موحّدة تشدُّه عصبية نابذة لأي رأيٍ مخالف، وطغت غريزة الانتقام والثأر على تفكيره، بحيث رأى أنّ السكان الأصليين يجب أن يَدفعوا ثمن ما جرى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر جماعةً بوصفهم لا يفهمون سوى لغة القوّة. وفي هذا الإطار، نفهمُ أنّ الثأر والانتقام لا يمارَسان لإرضاء كبرياء المحتلين وشعورهم بالتفوق اللذين مسَّت بهما عمليّة كتائب القسام في ذلك اليوم فقط، بل يمارَسان أيضًا تطبيقًا لاستراتيجيّة مفادها تلقين الفلسطينيين وجيرانهم درسًا لا يُنسى؛ ما يؤدي حتمًا إلى الإبادة بتعريفها الدولي.

وفي الجزء الثاني من المحاضرة، تحدث بشارة عن موقف الدول العربيّة تجاه قضيّة فلسطين، مشيرًا إلى أنها تكون قضيّة العرب المركزية بوجود مشروع عربي لا بوصفها دولًا منفصلة، أما الآن فليس هناك فاعلٌ يمكن تسميته النظام العربي إلا شكليًّا، وما يوجد في الحقيقة هو أنظمة عربيّة لديها أجندات داخلية وخارجية، من دون مفهوم تصور لأمن قومي عربي، وهو ما أتاح لإسرائيل تكرار زعمها أنّ القضيّة الفلسطينيّة ليست جوهر الخلاف مع الدول العربيّة. وأنّ تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ممكنٌ بتجاهل هذه القضيّة؛ الأمر الذي أثبتته الدول العربية بالفعل في كل موجة تطبيع مع إسرائيل. وفي المقابل، يرى بشارة أن الانفعالات العربية، في توقّع تصرف عربي رسمي مغاير يُلبّي التوقعات منها، تأتي بسبب عناد الهويّة العربية التي تجمعنا وإصرارها على النبض بالحياة، على الرغم من التحوّلات الدولية والإقليمية، وبسبب الرأي العام العربي المتضامن مع فلسطين، بل مع فعل المقاومة أيضًا، والرافض لأي تطبيع مع إسرائيل.

على المستوى الدولي، أعادت عمليّة 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر، وحرب الإبادة الإسرائيلية التي شُنّت على غزة، القضيّة الفلسطينية إلى الواجهة، وإلى جدول الأعمال الإقليمي والدولي. ومع ذلك، نبّه بشارة إلى أنّ إسرائيل تُسابق الزمن لمراجعة هذا التطور المهمّ، وتواصل عدوانها مستهدفةً القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة المنظّمة في قطاع غزة، وإقناع دول عربية بمواصلة التطبيع معها، من دون حلٍّ عادلٍ لقضيّة فلسطين. ومن جهةٍ أخرى، كشف العُدوان على غزة أنّ العلاقة بين إسرائيل والقوى المتحالفة معها في الغرب، لا سيّما الولايات المتحدة الأميركية، تقوم على المصالح ولا تقتصر عليها، فقد شهدنا سلوك المؤسسات الإعلامية الكبرى في التعامل بمعايير مزدوجة؛ ليس فقط مع القضايا السياسية، بل حتى مع الأمور الإنسانية مثل معاناة الفلسطينيين والإسرائيليين.

يرى بشارة أنّ الفلسطينيين يقفون على مفترق طرق؛ لأن قضيّة فلسطين عادت إلى الواجهة، وأنه يمكن أن نقترب من تحقيق إنجاز على مستوى الحل العادل، أو أن نبتعد عنه. فمن جهة، سوف تحاول إسرائيل وحلفاؤها فرض "ترتيبات سياسية جديدة" تُبعد الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقوقه الوطنية أكثر مما أبعدته اتفاقيات أوسلو. ومن جهةٍ أخرى، لا تستطيع المنظومة الدولية والإقليمية تجاهل الثمن الفادح الذي دفعه الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ولذا فإنّ الرصيد المعنوي كبير، ولا يمكن تجاوزه إقليميًّا ودوليًّا. وإذا أرادت السلطة الفلسطينية إحباط مخطط بنيامين نتنياهو وأنْ تحكم سلطة واحدة الضفة الغربية وغزة، فعليها أنْ تدرك أنّ هذا الأمر غير ممكن إلا من خلال أحد خيارين؛ إما بالتفاهم الوطني مع فصائل المقاومة في الطريق إلى السيادة والاستقلال، وإما على ظهر دبابة إسرائيلية في الطريق إلى تكريس السلطة الفاقدة للسيادة. وإذا أرادت فصائل المقاومة المشاركة في تقرير مستقبل الشعب الفلسطيني والمناطق المحتلة وترجمة نضالها وتضحياتها إلى إنجازات سياسية، فيجب أن تدخل في منظمة التحرير الفلسطينية، الجهة الشرعية الرسمية الممثلة للشعب الفلسطيني، وأن تتوافق الأطراف على شروط ذلك.

واختتم بشارة المحاضرة بملاحظة بشأن الجدالات الدائرة حول عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ومسؤولية المقاومة ومسؤولية الجيش الإسرائيلي عن بعض حالات قتل المدنيين، التي استثمرت آلة الدعاية الإسرائيلية جميع ما في جعبتها من وسائل لكي تديم تسيّد هذا الموضوع الحوارات الإعلامية، بحيث يطغى ما تعرضت له نتيجة لعمليّة واحدة للمقاومة على فظائع الحرب الشاملة المؤلّفة من مئات العمليات والمجازر التي تشنّها هي على قطاع غزّة، مؤكدًا على ثلاث نقاط، هي: أولًا، أن القضيّة الرئيسة هي قضيّة الاحتلال وممارساته التي أدّت إلى هذه العملية، وحملة العقوبات الجماعية والثأر والانتقام التي تصل إلى حدّ جرائم الإبادة التي أعقبتها. ثانيًا، ضرورة التمييز بين المستوى الأخلاقي والمستوى التحليلي في هذه النقاشات، وبين دعم الصمود ونسج الأوهام التي تُلحق ضررًا بقضيّة العدالة، وتعوق توجّه الناس إلى اتخاذ مواقف والقيام بأعمال من شأنها أنْ تُسهم في صمود الشعب الفلسطيني في وجه ما يتعرّض له، وتحقيق إنجازات سياسيّة لقضيّة فلسطين؛ كيلا تذهب هذه التضحيات سدى. ثالثًا، تكثيف جهود المثقفين الفلسطينيين في التضامن الوطني والإنساني لتخفيف معاناة الناس في غزة، والعمل على التصدي لدعاية حرب الإبادة الإسرائيلية وافتراءاتها، والضغط على القوى السياسية الفلسطينية المركزية لكي تأتلف في قيادة موحدة في إطار منظمة التحرير؛ بحيث تترجم نضال الشعب الفلسطيني وتضحياته إلى إنجازاتٍ سياسية.

الجلسة الأولى

وبعد الكلمة والمحاضرة الافتتاحية، عقدت الجلسة الأولى والتي توزعت على 4 مسارات، ومنها المسار الأول والتي كانت تحت عنوان: "فلسطين وحركات التضامن العربية"، إذ ترأس الجلسة، محمد حمشي، وتحدث خلال الجلسة كل من عمر إحرشان حركات التضامن مع فلسطين، دراسة حالة المغرب، ومن ثم أحمد صاري وتحدث عن القضية الفلسطينية بين الموقف الشعبي والخطاب الرسمي الجزائري في مقاربة تاريخية، ومن ثم تحدث مصطفى بوصبوعة الألتراس في الجزائر ودعم القضية الفلسطينية، مجتمع التهميش وسرديات النضال.

وفي المسار الثاني، والذي كان تحت عنوان: "فلسطين في السياق الدولي"، وتحدث خلال المسار، إيلان بابيه عن السلطة والمال والأخلاق، اللوبي المؤيد للصهيونية على ضفتي الأطلسي، تلاه ماندي تيريز والذي تحدث عن "الصراع" الإسرائيلي الفلسطيني في المملكة المتحدة، وفهم صراعات الهيمنة ومكافحتها، 7 تشرين أول/ أكتوبر، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ومن ثم يان بوصة والذي تحدث عن الدبلوماسية الفلسطينية وصناعة النظام الدولي، تأثير دبلوماسية الدول المتنازع عليها في السياسة الدولية".

وفي المسار الثالث، والذي حمل عنوان "في حق العودة الفلسطيني"، رئيسة الجلسة، آية رندال، وتحدث فيها عبد الحميد صيام، والذي تحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومحاولات الالتفاف عليه، ومن ثم تحدث ناصر ثابت عن إنكار حق اللاجئين في العودة جريمة ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم تحدثت نورس المناصرة عن، قرية وادي فوكين المهجرة في الفترة بين 1953- 1972، نموذجا لتحقيق العودة في ظل استعمار استيطاني.

وفي المسار الرابع وحمل عنوان "استعادة الأرشيف المسروق" وكان رئيس الجلسة عصام نصار، تحدث خلال الجلسة عزة الحسن حول أيد على يد السرقات، ونحو منهجية جديدة لاستكشاف الصور والأفلام الناجية من النهب الاستعماري، ومن ثم تحدث نظمي الجعبة عن أرشيف دائرة الآثار الفلسطينية في حقبة الانتداب البريطاني ومجالات استخدامه في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، وفي الختام تحدثت رولا شهوان عن الأرشيف الفلسطيني المنهوب موضوعًا رئيسًا في الأفلام الوثائقية.

الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية، والتي شملت 4 مسارات، حيث حمل المسار الأول عنوان: "رؤى من خلال سجلات الأرشيف"، وكانت في رئاسة الجلسة تمارا خروب، وتحدث خلال الجلسة بلال شلش، عن مراجعات في ظل البنادق، وعن رؤية المقاتلين لدور أهل فلسطين في الحرب (كانون أول/ ديسمبر 1947، أيار/ مايو 1948)، ومن ثم د. محمود محارب عن "جاحل وماحل"، المجندون من خارج البلاد للجيش الإسرائيلي في حرب 1948، ومن ثم هاشم أبو شمعة حول محو التاريخ ومجزرة الطنطورة.

وفي المسار الثاني تحت عنوان: "الاستيطان في الضفة الغربية"، حيث كان رئيس الجلسة نديم روحانا، وفي المسار تحدث إمطانس شحادة وإيناس خطيب حول دولة إلى جانب دولة، السياسات الاقتصادية والاجتماعية الإسرائيلية تجاه المستوطنات في الضفة الغربية منذ عام 2009، ومن ثم ملكة عبد اللطيف والتي تحدثت عن الاستيطان الصهيوني الديني في القدس ودراسة حالة جميعة "إلعاد"، ومن ثم تحدث فراس القواسمي حول الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة، قراءة سياسية.

وخلال المسار الثالث من الجلسة الأولى، والذي حمل عنوان: "القدس: سياسات المحو والمقاومة"، وأدارت الجلسة دينا طه، تحدثت في الجلسة نادرة شلهوب- كيفوركيان، عن الإهالة بوصفها منظومة لولبية لخنق الفلسطينيين واماتتهم في القدس المحتلة، وتلتها كيت روحانا والتي تحدثت عن الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، سكّان محرومون وغير ممثلين، ومن ثم تحدثت سبينوزا نجار عن المجتمع المدني وتهويد القدس الشرقية.

وفي المسار الرابع الذي كان تحت عنوان: "نظام الأبرتهايد والهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية"، وكان رئيس الجلسة معين الطاهر، حيث تحدث في المسار نزار أيوب عن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في القانون والممارسة، نظرة عامة، ومن ثم تحدث ساري عرّاف، عن المعضلة الديمغرافية نشأة الفصل العنصري، في جنوب إفريقيا والجزائر وفلسطين، ومن ثم أريج صباغ خوري، والتي تحدثت عن الوعي المنفصم والدفاع عن الديمقراطية الكولونيالية".

واختتم المنتدى أعمال اليوم الأول بندوة عامة بعنوان "المواقف العربية والدولية من العدوان على غزة".

وقالت الباحثة في "المركز العربي" للأبحاث ودراسة السياسات ومنسقة المنتدى السنوي لفلسطين، آيات حمدان، لـ"عرب 48"، إن "أهمية المنتدى السنوي لفلسطين هذا العام تكمن في أنها تنعقد خلال فترة حرجة تعيشها القضية الفلسطينية وفي ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع، إذ أن الاستهداف يطال كل شيء داخل القطاع من الشجر والحجر والإنسان والثقافة، لذلك قررنا أن تكون غزة في المؤتمر وبكثافة".

ولفتت إلى أن "كل الجلسات المسائية ستكون مخصصة لغزة، وذلك لتناول أبعاد هذا العدوان من جوانب مختلفة، ومنها إعادة الإعمار ومستقبل غزة السياسي، وغير هذه الأمور الكثير التي نعتبرها محض اهتمام".

وعن الحضور، ذكرت أن "الحضور لافت جدًا، وهذا ناتج عن مجموعة من الأسباب أهمها أنه يسد فراغا حقيقيا موجود اليوم ويكاد يكون المكان الوحيد الذي يلتقي فيه الفلسطينيون من مختلف أماكن تواجدهم وأيضا المهتمين بالقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة وليس فقط الجانب الأكاديمي البحثي، إنما الجوانب الأخرى ومنها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وأنهت حمدان حديثها بالقول، إن "المنتدى يشكل رافعة ومرجعا للبحث العلمي حول القضية الفلسطينية بجوانبها المختلفة، لذلك الحضور واسع وكبير".

وقال مدير دائرة الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، د. مجدي المالكي، لـ"عرب 48"، إن "المنتدى السنوي لفلسطين هو أكبر تجمع لفلسطين يحدث خلال عدة سنوات، إذ أنه في العام الماضي كانت الدورة الأولى وهذه الدورة الثانية، وهنا تجمع يجمع الفلسطينيون في مختلف أماكن تواجدهم في الشتات والـ48 والأراضي المحتلة، وايضًا يسمح لطرح الأفكار مع عدد من المفكرين والباحثين".

وأضاف "المواضيع والأوراق البحثية التي تقدمت تتوزع على عدة جوانب ومجالات ومنها التاريخ والأرشيف الفلسطيني، ودراسات لها علاقة بالواقع الاقتصادي والظروف السياسية ودراسات لها علاقة بالثقافة الفلسطينية، ولكن كما ذكرت تمت إضافة العديد من الأوراق البحثية لبحث تداعيات ما يحصل في غزة والمنطقة، إذ تم استدعاء مجموعة من الخبراء والسياسيين والمختصين".

وأوضح أن "هذا المنتدى هو حصيلة جهد وتعب طويلة من مؤسستين رياديتين في المجال البحثي والفكري، وهما مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية، والحدث الأساسي الذي يتم تناوله هذا العام هو الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

ولفت د. المالكي إلى أن "التحضير للمنتدى بدأ منذ عام تقريبًا وقبل الحرب على غزة، وكانت العديد من الأوراق البحثية التي تتحدث عن التاريخ والنكبة والسياسة والجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأزمات المختلفة، ولكن بعد الحرب على غزة تم إدخال العديد من المواضيع التي تعالج الواقع السياسي الحالي في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعيات هذه الحرب من مختلف الجوانب".

وحول أهمية مثل هذه المنتديات، ختم حديثه بالقول "هناك أهمية كبيرة لمثل هذه المنتديات وخصوصا أن القضية الفلسطينية على مفترق طرق، لذلك هناك أهمية كبرى لتجمع السياسيين والمثقفين وقادة المجتمع المدني لبحث مصير القضية الفلسطينية وتداعيات ما يحصل اليوم، وذلك في ظل الواقع السياسي الجديد لأن ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر ليس كما قبله".


* لمزيدٍ من المعلومات حول جلسات المنتدى وندواته، يرجى الاطلاع على جدول الأعمال

* لتفاصيل المنتدى والمشاركين، يرجى الاطلاع على كتيب المنتدى

التعليقات