10/06/2013 - 20:16

"المتسللون": الدخول للقدس بأي ثمن، كما تصوره كاميرا خالد جرار

"المتسللون" اسم فيلم للمصور الفلسطيني خالد جرار، وهو وصف أطلقته إسرائيل على اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون العودة إلى مدنهم وقراهم التي احتلتها إسرائيل عام 1948، وقد عرض ليلة أمس الأحد في سينما مسرح "القصبة" بمدينة رام الله.

- خالد جرّار -

"المتسللون" اسم فيلم للمصور الفلسطيني خالد جرار، وهو وصف أطلقته إسرائيل على اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون العودة إلى مدنهم وقراهم التي احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948، وقد عرض ليلة أمس الأحد، 09.06.2013، في سينما مسرح "القصبة" بمدينة رام الله.

استغرق العمل على الفيلم أربع سنوات ونصف السنة، بحسب جرار، وهو يرتكز على مشاهد حية لفلسطينيين وهم يحاولون الدخول إلى مدينة القدس، من شبان، ورجال، ونساء، متسلقين الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل، بعيدًا عن الحواجز.

رصد كافة النقاط المعروفة "للتسلل"

وقد التقط جرار صوره الحية من مختلف النقاط التي يحفظها الفلسطينيون عن ظهر قلب للتسلل إلى القدس، في بيت حنينا، وبير نبالا، والزعيم، وقلنديا البلد، وحوسان.

وهو يقول حول الفيلم: "طوال كل هذه المدة رصدت محاولات الدخول للمدينة من كافة المناطق المعروفة للفلسطينيين، والتي تحظى برقابة إسرائيلية شديدة."

ووضعت إسرائيل منذ العام 2000، حواجز على كافة الجهات المحيطة بالمدينة، بحيث باتت توصف هذه الحواجز بالممرات الحدودية الدائمة، بالإضافة إلى فصلها عن الضفة الغربية بجدار الفصل العنصري.

ولعل من أكثر المشاهد تأثيرًا في الفيلم، مشهد سيدة تدعى أم صخر جوبية، وهي تحاول الاتصال مع ابنتها في بيت حنينا من تحت الجدار الحديدي الذي أقامته إسرائيل هناك، وقد فصل الجدار الحديدي الأم عن ابنتها في العام 2009، حينما أغلقت إسرائيل منفذا في منطقة بيت حنينا، ولم تر الأم ابنتها منذ ذلك الحين.

وأوضح المصور جرار إن أم صخر جوبية توفيت قبل أقل من عام، ولم يعرف بعد ما إذا تمكنت الابنة من وداع أمها أم لا.

نصب واحتيال

وترتفع وتيرة محاولات الدخول إلى المدينة في شهر رمضان من كل عام، وهو الأمر الذي دفع إسرائيل إلى السماح بين الفينة والأخرى بالدخول بدون تصريح، لكنها كانت تحدد الأعمار للرجال والنساء.

ويرصد المصور جرار بكاميراته مشاهد من ساعات الفجر وعند المساء وفي وضح النهار، تظهر مطاردات بين حرس الحدود وشبان يحاولون دخول المدينة.

ويروي الفيلم حالات نصب واحتيال يتعرض لها كثير من الفلسطينيين، من سائقي حافلات يعرضون عليهم نقلهم إلى وسط المدينة لقاء مبالغ خيالية، لكنهم يتركونهم في نهاية المطاف في منطقة خارج حدود القدس.

ويظهر الفيلم عشرات الشبان وهم ينتظرون مكالمة هاتفية من منسقين على الطرف الآخر من الجدار، يمتهنون إدخال الناس إلى المدينة المقدسة، ثم تأتيهم الإشارة ويتدافعون نحو مركبة بيضاء اللون، ويصعد نحو خمسين شابًّا على متن هذه الحافلة.

اعتقالات وغرامات مالية

وتختلف أهداف قاصدي القدس بين من يبحث عن عمل أو يسعى لتلقي علاج أو يأمل بزيارة أقارب أو الصلاة.

يقترب المصور في كاميرته من أفراد من الشرطة الإسرائيلية، ويلتقطهم وهم يعتقلون عددا من الشبان بعدما تمكنوا من العبور إلى المدينة.

ويقول شاب، امتهن تنظيم عمليات العبور: "من الممكن أن يتم توقيف أي شخص نجح في الدخول، إما أن يتم توقيفه لساعات تحت الشمس، أو اعتقاله وفرض غرامة مالية."

ويضيف: "أنا اعتقلت لمدة 45 يومًا، ودفعت غرامة عشرة آلاف شيكل، بعدما تم إلقاء القبض علي وأنا داخل الجدار."

مجارٍ، وسلالم وحبال

ويعرض الفيلم عائلات من أطفال ونساء ورجال، وهم يمرون نحو مدينة القدس، عبر مستنقع من المجاري تحت الأرض، وتسمع أصوات بكاء الأطفال.

ويتنقل المصور، في كاميرته مجددًا لصور شبان وهم يستخدمون الحبال والسلالم للقفز عن الجدار الفاصل، وكذلك صور لأطفال يهربون الكعك عبر فتحات أوجدوها في الجدار، ليباع الكعك في مدينة القدس.

التعليقات