21/05/2019 - 13:00

صراع العروش... النهاية

عاصفة من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعي مسلسل "غيم أوف ثرونز"، عبّر فيها بعضهم عن خيبتهم من مستوى الحلقة، مقابل حزن أو فرح بنهاية المسلسل من البعض الآخر.

صراع العروش... النهاية

(أ ب)

سجّلت الحلقة الأخيرة من مسلسل صراع العروش "غيم أوف ثرونز"، التي عرضت أول أمس الأحد، أكثر من 19.3 مليون مشاهدة، محقّقةً بهذا رقمًا قياسيًّا يتجاوز الرقم القياسي السابق للمسلسل، والذي وصله في حلقته قبل الأخيرة قبل أسبوع مسجّلًا 18.4 مليون مشاهد، إلّا أنّ هذه المشاهدات والرّقم القياسيّ أعقبه عاصفة من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعي المسلسل، عبّر فيها بعضهم عن خيبتهم من مستوى الحلقة، مقابل حزن أو فرح بنهاية المسلسل من البعض الآخر.

فكتبت الناشطة دارين حسن عبر صفحة "النسوية"، منشورًا طويلًا اعتبرت فيه حلقة المسلسل الأخيرة الخاتمة لثمانية مواسم منه "مخزية" و"غبيّة" قائلةً إنّها تتمنّى "أن تكون مجرد مزحة وهناك حلقة مفاجأة قادمة".

وقالت حسن في منشورها إنّ "النهاية ببساطة لا تليق بكل الشخصيات ولا بالنجاح الساحق للمسلسل عبر عشر سنوات. هناك تناقض رهيب للنهاية مع كل أحداث المسلسل وقلب لشخصياته. وكأن كاتبي المسلسل قد تعبوا من الكتابة وقرروا إخراج مشاهد سريعة وتحولات غير منطقية لإنهاء المسلسل الذي أنهكهم بأي ثمن، وكأن أحدًا  ما قرر تحويل كل القصص المنطقية التي شدتنا وأثرت بنا لأحداث دمّرت كل الشخصيات وما بنوه خلال ١٠ سنوات".

وأضافت: "من الممكن توقع نهاية السلام ولو بعد قتل الملكة، لكن أن يأتونا بتحولات لا تناسب سير الرواية، ولا الحبكة، ولا الشخصيات، ليست منطقية، ولا تعطي المسلسل حقه؛ بل كانت نكسة هبطت به من اروع مسلسل في التاريخ لأكبر خيبة أمل. عشر سنوات من عمرنا هذا ليس بوقت قليل، يحق لكل المعجبين الغضب على هذا الاستهتار بكتابة النهاية، علمًا أنني من الذين توقعوا ان تصبح الملكة ديكتاتور بسبب السلطة والقوة المطلقة، وتوقعت موتها على يد جون سنو، لكن ليس قتلها غدرًا، وليس إنهاء شخصية جون سنو بتحويله لانهزامي يرضى بأي شيء".

من المسلسل (أ ب)

فيما اعتبرت متابعة أخرى على حسابها في "فيسبوك" أنّ العولمة ساهمت في تدمير المسلسل الجميل، مبيّنةً أنّ " المسلسل في الجزأين الماضيين كان كله بيلف ويدور حتى يصل لتدمير كل القيم والأبطال ويصل لفكرة أن العولمة لازم هي اللي تحكم...متمثلة في بران اللي أصلًا مش شخص ولا نعرف عنه شيئًا، فيما يعرف هو عنا كلّ شيء".

ورأت لوسي أنّه "بعد أن كان يمكن أن يكون المسلسل كلاسيك خالدة تعيد مشاهدتها الأجيال واللي شافوه يفضلوا يعيدوا ويزيدوا فيه طول عمرهم؛ محدش دلوقتي حيشوفه تاني، بعد ما عرفوا كل الملحمة اللي كانت بتتبني حتخلص على أتفه وأعبط وأكثر النهايات غباوة ونمطية". خاتمةً منشورها بالقول: " شيء آخر متميز في عالمنا تنسفه ثم تدنّس حتّى ذكراه النسوية والديموقراطية والبوليتيكال كوركتنس، وبالذات العولمة....الإجراميين".

وكتب جو حداد على حسابه في "فيسبوك" منشورًا قال فيه: "احذف الموسيقى التصويرية وستحصل على أبشع وأكثر حلقة ركيكة وتافهة ومستهترة في التاريخ؛ في الكثير من المشاهد تشعر أن الممثلين سيبدأون بالضحك ومخاطبة طاقم التصوير والإخراج، وأن الموضوع ليس مشهدًا حقيقيًّ من المسلسل"، معتبرًا أن أحداث الحلقة الأخيرة من المسلسل كان فيها "تجاهل واضح لكل ما تم البناء عليه منذ بداية المسلسل، وتلفيق أي كلام، وحوارات كوميدية رخيصة.. حاجة بائسة جدًّا"؛ مضيفًا "لو كان في تقييم صفر للحلقة كنت عملته".

في المقابل، رأى بعض المتابعين أنّ الحلقة كانت جيّدةً وإن كانت دون توقّعاتهم، فكتب نافع سعد منشورًا قال فيه: "رغم كل الانتقادات للموسم الأخير من "غيم أوف ثرونز"، أنا أعجبتني الحلقة الأخيرة... رأيي الأولي أنّه كان ممكن الموسم يكون 10 حلقات أو حتى موسمين من مجموع 12 حلقة"، واعتبر أنّ "الاستعجال أدى لأخطاء هذا طبيعي، وطبيعي أيضًا الناس يكون عندها خيبة أمل، لكن بالمقابل مفروض نعرف أنّ الترفيه يُحكم بقواعد تسويق وبث وإنتاج... وبالنهاية مش قضية الكون المركزية هيدا المسلسل ولا شغلته يوصل للمثاليّة ليرضي طموحاتك، يظل من المسلسلات المهمة يلي حضرتها، يمكن لم يعد الأول بس بعده بين الثلاثة الأوائل!".

وفيما عبّر العديدون عن مفاجأتهم بل وصدمتهم من التّحوّلات الدّراماتيكيّة للأحداث، كتب المدوّن المغربي رضوان في موقع "دليل التّلفزيون العربي" مقالًا نقديًّا للحلقة الأخيرة من المسلسل، بعنوان: "غيم أوف ثرونز: هل تفاجأت؟"، قال فيه إنّ مما يستحق الذكّر هو "سعي الكتاب في هذا الموسم بالذات بشكل متكرر ومستفز إلى ‘مفاجأة‘ الجمهور بهدف مفاجأته فقط لا غير، وهو ما يجعله مستفزًا"، قائلًا: "أنا أتفهم الأمر، هذا المسلسل بنى سمعته على القيام بأشياء لم يجرؤ أي مسلسل أخر على فعلها من قبله، وفعلها مخالفًا لكل توقعات المشاهد، لكن تلك المفاجئات كانت مبررة ومنطقية وجاءت بعد خط سردي معين مؤدٍ إلى هدف معين وهناك فكرة خلفه".

من المسلسل (أ ب)

وأضاف رضوان في مقاله: "الكلّ في الكلّ كانت نهاية قريبة قدر الإمكان من النهاية المثالية، لكن كونها جاءت متسرعة ودون أي بناء عاطفي جعلها نهاية بعيدة كل البعد عن المثاليّة. النّهايات يجب ان تكون مستحقّة، يجب أن نشعر أن هذه الشخصيات وصلت إلى تلك النهاية لأن الأحداث أدت إلى ذلك، وليس فقط لأن ذلك هو مصيرها المفترض. أظن أن الكتاب يعتقدون أنه فقط لأن هناك نبوءة ما في الموسم الثاني حول النهاية فهذا يعفيهم عن البناء، على العكس تمامًا، النبوءة تعني أنه على المشاهد أن يشعر عند تحقيقها بأنها كانت محتمة، وليس أن تحدث فقط لأنه تم التنبؤ بها".

في المقابل، كتب حسن الغباس على حسابه في "فيسبوك" منشورًا اعتبر فيه أنّ حلقة الخاتمة للجزء الأخير من مسلسل "غيم أوف ثرونز" ليست في الحقيقة "نهاية" السلسلة، مشيرًا إلى أصل المسلسل المأخوذ عن سلسلة روايات من 7 أجزاء كتبها جورج مارتن، ولم ينشر منها حتّى الآن سوى 5 أجزاء، وأشار الغباس في منشوره إلى أنّ المسلسل منذ بدأ وحتى موسمه الخامس تقريبًا كان يستقي أحداثه من وقائع الروايات المنشورة.

إلّا أنّ المسلسل، وفقًا للغباس، قد بأ ينحرف عن مسار الرّواية بعد الموسم الرابع، مع الإبقاء على بعض الأحداث، ولكنّه مع وصول الموسم السّابع، كان قد انتهى من كلّ التّفاصيل الّتي يمكن أن يأخذها من الروايات، ومع تأخر الكتاب السادس، واحتياج المسلسل لإنتاج جزء جديد، اضطر الكتّاب لتأليف أحداث غير مستندة على أحداث الرواية المفترض وقوعها، معتبرًا بهذا أنّ نهاية المسلسل ليست النهاية الحقيقية للسلسلة.

التعليقات