15/08/2012 - 19:34

فضّول مزّاوي: عاشق الخط العربي!

كانت بداية عشقه اللغة العربية في مرحلةٍ مبكّرة من حياته، لفتَ انتباه معلّميه فشجعوه، كانَ يتدرب على كتابة الحرف أربعة آلاف مرة، فصارَ الحرفُ جزءًا أساسيًا مِن حياته، وظلّ هذا العشق يلازمه، حتى بعد إنهاء دراسته، وانشغاله بعمله كمديرٍ عام ورجل أعمال. فضّول مزاوي يطوّع الخطّ العربي بطريقته، فيخلق عالمًا فنيًا رائعًا!

فضّول مزّاوي: عاشق الخط العربي!


- فضول مزاوي -

كانت بداية عشقه اللغة العربية في مرحلةٍ مبكّرة من حياته، لفتَ انتباه معلّميه فشجعوه، كانَ يتدرب على كتابة الحرف أربعة آلاف مرة، فصارَ الحرفُ جزءًا أساسيًا مِن حياته، وظلّ هذا العشق يلازمه، حتى بعد إنهاء دراسته، وانشغاله بعمله كمديرٍ عام ورجل أعمال. فضّول مزاوي يطوّع الخطّ العربي بطريقته، فيخلق عالمًا فنيًا رائعًا!

لم يَكُن معرض الفن التشكيلي للخطّاطين الذي أقيم مؤخرًا في دارة الثقافة في مدينة الناصرة، أولُ معرضٍ يحتضنُ لوحات الفنان فضّول مزاوي، فهناك العديد من المعارض في البلاد وخارجها تحتفظ بلوحاته التي تروي حكاية الخطّ العربي، كما حصل على عدد من الجوائر المحلية والعالمية التي حصدها من خلال تميّزه في الخط العربي وفي عالم الاتصالات المرئية، ووصلت لوحاته إلى متاحف معروفة في العالم.

أبرز اللوحات التي عُرضت لمزاوي في الناصرة كانت "الله محبة"، والتي كُتبت بخطّين كوفي وفارسي وتمّ تلوينها بتقنيات الحاسوب بعد مسحها ضوئيًا. أما لوحة "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإنّ هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، فقد كُتبت بقصب وحبر صيني، وتعتمد على الخط الديواني والديواني الجلي، وتم قلبها وتلوينها في الحاسوب بعد مسحها ضوئيًا.

جذور الإبداع

برزَ فضول مزاوي في القدرة على كتابة الخط العربي بصورةٍ متميزة منذ كان في الصف السابع الابتدائي، وبالتحديد في المدرسة المعمدانية، وقد لقي تشجيعًا مِن مدرّسه، الأستاذ عيسى جرايسي، الذي دفعه لاستغلال موهبته. ولأنّ حُب الفن يتغلغل في شرايينه، بحث عن مؤسسةٍ تعلّم الخط العربي، فلم يجدها، فقرر أن يعلّم نفسه بنفسه، فاضطُر إلى تقليب كافة الكتب التي تتناول الخط العربي، وهو مجالٌ واسع يحتاج إلى الكثير مِن الوقت لتفكيكه ودراسته وتصميمه.

"نتحدث عن أنواع كثيرة من الخطوط العربية، والتي باتَ يُستند إلى تقنيات الحاسوب لإضافة لمساتٍ إبداعية، يستوعبها الخط". هكذا يعتقد مزاوي، ويضيف: "كنتُ أكتبُ كلٍ حرفٍ 4 آلاف مرة، كان الأمرُ بالنسبةِ لي تمرينًا ممتعًا، يسبق تصميم الخط العربي".

موهبة فضّول ساهمت في التحاقه بالعمل في الصحف المحلية في سنٍّ مبكّرة، وقبل الاعتماد على الحاسوب، كانَ يكتُب هو نفسه الإعلانات التي تُنشر في الصحيفة، وعمل أيضًا في دار نشر، فتميّز بكتابة بطاقات الأفراح وغيرها مِن الأعمال التي برزَت فيها قدرته على تطويع الحروف العربية. هكذا دخل فضول عالم الچرافيكا والتصميم المحوسَب، ومِن هنا بدأ يُعطي محاضرات، ليس في الخطوط وإنما بالألوان والأشكال، واكتشفَ عالم التسويق بِما يحويه من علم النفس والفلسفة وأسلوب التسويق وطرق الإبداع، فصارَ يجمع بين عالم الفن التشكيلي وبين التصميم والتسويق والإبداع (الكرييتيڤ).

"الفن في بلادنا لا يُطعم خبزًا"

بعد سنواتٍ طويلة أمضاها رفيقًا للخط العربي، وعاشَ جزءًا مِن حياته بالاعتماد على الخط، قرّر التنحّي قليلاً، وجعل الفن التشكيلي جزءًا منعزلاً عن عالم الأعمال الذي يشغله.

"يزعجني أن يكون في أيدينا كنز ثمين، هو الخط العربي، ويتم إهماله، حتى يكاد يصل إلى منزلقٍ خطير، يقترب من الإضمحلال، بينما نقتبس الكثير مِن العادات الغربية، أما العالم الغربي فيسعى لتبنّي الفنون العربية والشرقية ويُحسِن تذوقها".

"خصصت استوديو في البيت، أعملُ فيه خلال ساعاتِ الليل، وأشاركُ ابنتي ياسمين وهي فنانة تشكيلية، في الرسم والتصميم، لنخلق عالمًا جميلاً دافئًا مِن الفن". وإذا كان مزاوي قد عزل الخط العربي عن مكتب التسويق والإعلانات الذي يعمل فيه، فإنه لا يُنكر أنّ عمله في المكتب هو جزءٌ مِن التصميم الذي يحتاج إلى قدرة على الإبداع.

"إنّ جذوري في عالم الخلق والإبداع (creative) ساهمت كثيرًا في نجاح أعمالي أيضًا، وما كان باستطاعتي الاعتماد على الفن لوحده، فهو في عالمنا العربي لا يُطعم خبزًا، أو بحروفٍ أخرى لا يُمكن العيش من خلاله، إنه عالمي الخاص وحنيني الدائم، لكنّ الأعمال هي مصدر معيشتي، مع ذلك ما يشغلني طوال الوقت، ولا يزال، هو مسألة تنشئة جيل من الفنانين، هذا ما سعيتُ لتحقيقه من خلال تقديم دورات في التصميم الغرافي والفن الإبداعي بالاستناد إلى إحدى الكليات الرائدة في البلاد، وهذا أيضًا ما أسعى لتحقيقه من خلال اعتمادي على طاقمٍ مهني في المكتب، الذي نجحَ فعلاً في تحقيق إنجازاتٍ مهنية وأخلاقية عالية".

___________________________________________________________

بطاقة تعريف:


·    مواليد عام 1971.

·    لقب أول في الاتصالات المرئية  ودراسات متقدمة في إدارة الأعمال والتسويق في أوروبا والولايات المتحدة.

·    متزوج من سوزان قزموز مزاوي – إعلامية، ووالد لياسمين 13.5 والتوأمين راني ونتالي 4.5 عامًا.

·   المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "مزاوي" للدعاية والاعلام، تأسست الشركة عام 1995، ويعمل بها 16 موظفًا.

·   مبادر وشريك وعضو إدارة في شركات تجارية وستارت-أب في البلاد والخارج.

·   رئيس الفن والإعلام والعلاقات العامة في المكتب الرئيسي للغرفة التجارية الأوروبية EEIG  في بروكسل

·   رئيس الغرفة التجارية الأوروبية EEIG  في البلاد.

·  عضو إدارة رابطة شركات الإعلان في البلاد.

·   مستشار لشركات تجارية في البلاد والخارج في مجال التسويق، الإعلانات واختراق الأسواق المتخصصة.

·   موجه ومحاضر ضيف في الجامعات والكليات (في اسرائيل والعالم) في مجال الاعلان والاتصالات المرئية.

·   حاصل على عدة جوائز محلية وعالمية في الفن والاتصالات المرئية.

·  عضو في مجلس الإدارة العالمي لصندوق مبادرات ابراهيم.

·  ناشط اجتماعي.

 

التعليقات