09/01/2016 - 17:42

أحمد ياسين... فن الرسم على الصبار

يخرج الفنان الفلسطيني الشاب، أحمد ياسين (21 عامًا) عن المألوف في أحد قوالب الفنون البصرية، ليحول جذوع نبتة الصبر، المعروفة في بعض الدول باسم التين الشوكي، إلى لوحات فنية، تحكي حياة الفلسطينيين اليومية ومعاناتهم، وصبرهم وصمودهم في مواجهة ا

أحمد ياسين... فن الرسم على الصبار

يخرج الفنان الفلسطيني الشاب، أحمد ياسين (21 عامًا) عن المألوف في أحد قوالب الفنون البصرية، ليحول جذوع نبتة الصبر، المعروفة في بعض الدول باسم التين الشوكي، إلى لوحات فنية، تحكي حياة الفلسطينيين اليومية ومعاناتهم، وصبرهم وصمودهم في مواجهة التشريد والاحتلال الإسرائيلي.

في باحة منزل عائلة الفنان الشاب، ببلدة عصيرة الشمالية، شمالي مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، تتناثر معاناة الفلسطينيين على ألواح الصبر، بين تشريد لعائلات، وأخرى للاجئين تركوا منازلهم وقراهم قسرًا في زمن سابق، ولوحات تحكي الانتهاكات اليومية التي تمارسها إسرائيل بحق المواطنين العزل.

ياسين، يدرس الفن والتصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية، بمدينة نابلس، يقول 'الفكرة جاءت من الحاجة إلى التغيير والخروج عن المألوف، دومًا نرسم على اللوح المحمول، لكني بحثت عن شيء جديد، لأجد في الطبيعة ضالتي، إنها نبتة الصبر التي تشتهر بها العديد من القرى الفلسطينية'.

ويضيف، 'نبتة الصبر موجودة في فناء منزلي، شعرت أن بداخلها شيء يريد أن يخرج، بريشتي وألواني، أخرجت ما بداخل هذه النبتة التي ترمز إلى الوجود الفلسطيني'.

مواصلًا الرسم على جذوع الصبر، يقول ياسين 'في كل بلدة فلسطينية ينبت هذا النوع من الأشجار أو النبات، وفي كل قرية وبلدة فلسطينية تم تهجير سكانها من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، تجد فيها حتى اليوم نبات الصبر، الذي يدل على حقهم بها'.

ويعتبر التين الشوكي، أحد أنواع نبات الصبار، الذي ينمو في الأماكن الجافة، وهي نبتة معمرة، لها القدرة على مقاومة الجفاف وتقلبات الطقس، نظرًا لسيقانها المليئة بالماء، التي تعتبر طعامًا مفضلًا للإبل في المناطق الصحراوية، برغم أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة.

'في هذه اللوحة (يشير إلى لوحة رسمها على ورق الصبر)، رسمة سيدة فلسطينية تصرخ، ملامح وجهها تعبر عن الصراخ والصمود، تمد يدها حاملة ثمار الصبر في إشارة إلى أننا صابرون، وباليد الأخرى مفتاح العودة، فنحن لن ننسى قرانا التي هجرنا منها، هي لوحة من الواقع لكل فلسطيني لاجئ، حتما سنعود وباقون'، بحسب ياسين.  ويستطرد قائلا ' تشير اللوحة إلى أننا نتقن فن الصبر والصمود رغم الألم والتشريد'.

ويعد هذا النوع من الفن، المزج بين الحداثة والجرافيك، يقول ياسين.

الفنان الشاب الذي يطمح للوصول إلى العالمية، والمشاركة بمعارض عربية ودولية، انتقالاً من مشاركات محدودة بمعارض فلسطينية، استوحى فكرته من فنانين جسدوا نبات الصبر في عدد من اللوحات الفنية، 'لكن لا أحد منهم رسم على نبتة الصبر نفسها'.

يمزج الفنان ألوانا، ويواصل الرسم في فناء المنزل على جذوع الصبر، بوجود كاميرا الأناضول، ويقول 'كان بإمكاني قطع جذوع الصبر والرسم عليها في الجامعة أو في مرسمي الخاص، لكن هنا مكانها في الطبيعة لها جمال خاص'.

ويبتسم الشاب 'أفكر في زرع نبتة الصبر في جامعتي والرسم عليها، قد تبدوا الفكرة غريبة، ولكن أرى فيها واقعاً سيبدو جميلاً ومقبولًا'.

ياسين، المتفوق في دراسته، والحاصل على الدرجة الأولى في كلية الفنون، وعلى معدل 94% في الثانوية العامة، ما يؤهله لدراسة تخصصات أخرى من تلك التي تتطلب معدلات عالية، فضّل دراسة الفنون، 'منذ صغري أرسم، وأحب فن الرسم بأشكاله، لم أتردد في دراسة الفنون، ووجدت دعماً عائلياً في ذلك'.

ويسعى الشاب الفلسطيني للرسم على أشجار الزيتون المعمرة (أكثر من ألف سنة)، وعلى الحجارة، إلا أنه يطمح بإكمال دراسته الجامعية، والوصول بفنه إلى العالمية، بحسب قوله.

التعليقات