12/12/2022 - 11:08

جمعية تشرين تفتتح المعرض الفنّي "هيچ" للفنان شادي شبيطة

يضم المعرض 8 لوحات فنيّة بالألوان الزيتية تصف الحالة الصوفية كتجربة إنسانية تدعو إلى تحرير النفس من أسر المادة والظاهر والانطلاق بها نحو عوالم روحانية عُليا.

جمعية تشرين تفتتح المعرض الفنّي

من المعرض الفنّي "هيچ" للفنان شادي شبيطة (تصوير تشرين)

وسط حضور واسع، افتُتح، مساء أول من أمس السبت، في الحيّز البديل لجمعية تشرين المعرض الفنّي "هيچ"، وهو معرض فردي يضم أعمال حديثة للفنان التشكيلي شادي شبيطة. اسم المعرض مأخوذ من اللغة التركية، وتعني كلمة "هيچ" العدم أو الفناء. أما معناها الصوفي فهو ذوبان النفس في الكون اللامتناهي.

يسعى المعرض إلى إتاحة الفرصة أمام الجمهور للتفكّر بمفهوم العشق وذوبان النفس في الكون وانعكاسات كل ذلك على نهج حياتهم من خلال المرآة الّتي يقدمها النهج الصوفي. ويتعامل المعرض مع الجمالية الصوفية حيث يحاول ترك المساحة للمشاهد ليتجاوز ما هو ظاهر ويغوص إلى ما هو باطني.

بخيار واع عمل شبيطة على تجسيد أعمال لا تتطرق إلى تقسيم جندري معين أو إلى فئة معيّنة أو حتى تجسيد أشخاص بعينهم، المعرض يقص رواية الأب/ الأم/ الأخ/ الأخت/ إلخ.

يضم المعرض 8 لوحات فنيّة بالألوان الزيتية تصف الحالة الصوفية كتجربة إنسانية تدعو إلى تحرير النفس من أسر المادة والظاهر والانطلاق بها نحو عوالم روحانية عُليا.

تسعى هذه الأعمال لترك تأويلها وتفسيرها للمشاهد ليرى نفسه بها ويفسرها وفقًا لتجربته الذاتية مع الكون، لهذا عمل شبيطة على إخفاء الملامح في اللوحات كتأكيد على أهمية الباطن والجوهر، إلا أنها بالوقت ذاته تطرح إشكالات مجتمعية واضحة، عن معنى الجسد والروح، عن الهيمنة والحكم الأبوي والسلطوي، وعن المعنى الحقيقي لحياتنا.

كما تضم الأعمال الفنيّة مُجسّما لراقص بلباس صوفي. وللدوران حول الذات في الصوفية معنى عميق، حيث يدور المتصوّف حول نفسه عكس اتجاه عقارب الساعة وتُمثّل عملية الدوران هذه انسجامًا مع الكون الّذي يكون في حالة دوران دائمة. وبذلك فإن الصوفيّ الّذي يدور حول نفسه يكون على اتساق مع حركة الكون واتصال روحاني به، إلا أن الثابت الوحيد في حالة الدوران هذه هو الضوء، حيث يدور الكون بحثًا عن ضوء الشمس وكذلك المجسم الذي يعرضه لنا شبيطة، يدور بحثا عن النور في داخله، بحثًا عن الدفء والسكينة وليعكسها من داخله للخارج.

ويتخلّل المعرض أيضًا فيديو أرت، الّذي يعكس سيرورة كاملة لحياة عائلة تسعى للعودة للاستقرار دومًا، على الرغم من كل الصراعات والخلافات والتخبطات الدائمة التي يواجهها أفراد هذه الأسرة. كما يعكس مسار حياة، ولا يحاول أن يدعو لأي معنى غير السردية القصصية التي يحويها، ومع ذلك فهو يطرح أسئلة تسعى للخوض في غمار صراعات الفرد في مجتمعه، ازدواجية الحياة بين الحب والحرية، بين السيطرة والثبات، بين الواحد مقابل القطيع، ويطرح أسئلة عن معنى التفرّد والتميّز.

تفاعل الحضور مع الأعمال الفنية وأبدى إعجابه بها. وفي نهاية الافتتاح نظمت حلقة حوارية مع الفنان التشكيلي شادي شبيطة، والّتي تحدّث فيها عن مفهوم هذه الأعمال بالنسبة له، وعن سيرورة اختياره ودمجه للجمالية الصوفية في أعماله الفنيّة.

وسلطت جمعية تشرين الضوء على أهمية تفاعل الفنّان مع محيطه، مشددة على استقطاب المواهب الفنية المحلية وإتاحة مساحة للفنانين المحليين لطرح أعمالهم الفنيّة لمجتمعهم ومناقشتها معهم وبناء مساحة تشاركية.

يُذكر أن المعرض مستمر لغاية 10 كانون الثاني/ يناير 2023، في الحيّز البديل- جمعية تشرين.

التعليقات