الثقافة والإبداع/ سعاد جبر

-

الثقافة والإبداع/ سعاد جبر
يدق ناقوس ثقافة الصمت في عالمنا العربي ، واسقاطات لغة القهر وهروب الأنا الجمعية في مزالق لغة الهروب في كافة الأبعاد ، بحيث غدت النتاجات في كافة الأبعاد قوالب ضحلة هزيلة ، وهنا تتأجج معادلة الرفض من معطيات هذا الواقع الضحل ، في تساميات لغة المفكرين والمبدعين ، للخروج من هذا النفق المظلم في لغة ديكارتية تستهدف وضع الأوراق على المائدة وتمحيصها نقدا وصقلها بالرؤى التنويرية التي تستهدف النهوض الثقافي الجاد في عالمنا العربي والخروج من لغات الصدمة على اختلاف أشكالها وأزيز انكساراتها ، وهنا تبرز أهمية المأسسة في عالمنا العربي التي تستهدف تعميق معاني المجتمع المدني وحرية التعبير والخروج من نمطية لغة القهر والمقهورين ، لتجتاح عوالم إبداعية حرة ، تلتزم بكافة متطلبات الوعي الحضاري من جهة تقدير مسارات الحضارية العربية الإسلامية وتنفتح جادة مرنة على معطيات الاتجاهات العالمية الحداثية بما لايخل بما تلتزمه من أبعاد المبادئ والقيم الفكرية .

ولايخفى اختراق العوالم الإلكترونية لكافة معطيات الثقافات العالمية ، وهنا تبرز أهمية تفعيل لغة النهوض الإلكترونية في عالمنا العربي بعيد ا عن الانزواء والقوقعة الفكرية ، والمناداة بكافة مظاهر المساءلة الجادة للوحة الفكرية المفككه في عالمنا العربي ، والتزام خط المبادرة في تعميق الوعي الثقافي الإلكتروني عبر المؤسسات الثقافية الإلكترونية ، وهنا تبرز أهمية دعم وتقدير المتواجد منها في الساحة الثقافية الإلكترونية في كافة الاتجاهات الثقافية والإعلامية ، وأهمية إحداث مراجعات ذاتية من قبل كوادر مؤسسيها لكي تخرج من نفق الأحادية والعلاقات الشخصية إلى بعد التوحد مع الهدف والفكرة السامية والانطلاق الجاد الإبداعي .

وهذا يقتضي المراجعات الفكرية تلو المراجعات للخروج بنتاجات إبداعية تتسم بالجودة والفاعلية وتمتلك طاقات التأثير في القارئ والمتابع لها ، بحيث تشكل لونا متفردا من الوان الطيف المسافر بلا حدود في عوالم الحرية والإبداع مما يخرجها من قوالبها النمطية التي تفتقد التفرد والتنوع في الطرح ، وتتسم بلغة ببغاوية لاتتمتع بروح الجديد في حلة التجديد ، وهذا هو المنشود من كافة الوان الخط الثقافي الإلكتروني بكافة أشكال مؤسساته الثقافية والإعلامية .

وهناك معايير يجب مراعاتها في هذا الصدد منها وجود خطة محكمة تسير عليها كوارد تلك المؤسسات في ظل استراتيجيات هادفة جادة تتسم بالمرونة وقدرات التنسيق العالية ، واعتماد مبدأ الكيف لا الكم في إنتاجها الفكري وتعميقها كافة لغات الحوار المفتوحة مع النخبة المثقفة ودعمها لذلك ، والتزامها المراجعة العلمية لإدارة ذاتها وقدرتها التكيفية مع لغة النقد والتعاطي الإيجابي معها ، فضلا عن إثراء منجزاتها بلغة التشبع من التجربة الإنسانية والتواصل المرن معها .

والمتتبع الناقد لمعطيات الأزمة في اللوحة الثقافية في عالمنا العربي يبرز له الأتي:

هناك مثقفون عبر شاشات الكاميرات والأعلام ولكنهم لايفهمون في الثقافة شئ

وهناك مثقفو الماضي لكنهم لايفقهون في لغة الواقع شئ

وهناك مثقفو السلطة لا الضمير

وهناك مثقفون في سوق الجواري لبيع المبادئ والقيم

وهناك مثقفون بالجوهر والفعل والإمكان ولكنهم في مستنقعات القهر العربي على لغة باولو فرير

وهذا الواقع المزري على لغة ديكارت يحتاج إلى فكر ناقد يرفض مسلمات القهر ويبادر الى لغة الوعي والتفكير الجادة بحيث يخرج عبر اللغة الإلكترونية إلى مساحات الوعي الحضاري وبث الثقافة الجادة بعيدا عن لغة الثقافة المزورة التي تغزو إعلامنا وكافة ما نعي وما لانعي من الوجود ، لأن مساحات الواقع تعاني من زخم العثرات والمعيقات البشرية ، وتتسم المساحات الإلكترونية بفضاءات أوسع وبحبحة فكرية اكثر رحابة في التواصل الثقافي ومحاكمة المسلمات وبعث لغة الاستنهاض ، وان كان فيها ما فيها ، ولكنها أهون الشرين ، وفي الكل أزمة والواقع أزمة وربما غدا وجودنا في الوجود أزمة .

التعليقات