القدس في الوعي التاريخي العربي - الإسلامي

القدس في الوعي التاريخي العربي - الإسلامي
دمشق ـ ' القدس العربي': أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة جديدة بعنوان 'آفاق مقدسية' كتاب الشهر بعنوان ' القدس في الوعي التاريخي العربي- الإسلامي: بين التاريخي والفضائلي '، وهو من تأليف شمس الدين الكيلاني ومحمد جمال باروت، وتقديم وإعداد خيري الذهبي الذي أوضح أنّ مؤلفي الكتاب حاولا استثمار مفهوم التلاحم ما بين التاريخ وبين السرديات لرؤية أثر المخيلة وعملها في طبيعة الحقيقة التاريخية، كما هو في كل مدونة تنطلق من رؤية للتاريخ أو تسهم في تكوينها.
جاء الكتاب في قسمين، يقوم الأول منهما على دراسة موقع القدس في المدونات التاريخية الإسلامية عامة، كمحور تاريخي، في حين أنّ القسم الثاني يفحص موقع القدس في المدونات الفضائلية الإسلامية كمحور فضائلي، من التفضيل أو القيمة.
فإذا كان المحور التاريخي يهتم بالرؤية الإسلامية القائمة على العلاقة ما بين السرد والتاريخ، وتلمس بواكير الوعي التاريخي عبر التدوين الأنسابي والعلاقة ما بين المؤرخ والمحدث، وصولاً إلى تقصي تاريخ القدس ما قبل الإسلام وفق المنطق السابق، وكيفية إعادة بناء الماورائي في إطار المؤسسة النبوية المقدسة التي تمتد من إبراهيم وحتى محمد عليهما السلام، هذه النظرية التي ترى أنّ المسجد الأقصى الذي بُني لاحقاً، إنما شيّد معمارياً على مكان مقدس سلفاً.
وقد حاول المؤلفان ربط هذا التاريخ بتحليل أقوامي لموقع العرب ضمن السلالات التي سكنت المنطقة أو ما يُعرف بالمشرق العربي.
بالمقابل نقرأ في القسم الثاني كل ما ورد عن فضائل ' القدس ' كما ذكرت في المدونات التاريخية الفضائلية، والتي رسخت تصوراً عبر ثلاثة عشر قرناً مضت لمكانة هذه المدينة، وأهميتها على ما عداها من بلدان، كما وردت في عناوين تحمل القيمة الفضائلية مثل ' باعث النفوس، تحصيل الأنس، إثارة الترغيب والتشويق، الروض المغرس، الأنس الجليل ' وكلها مدعمة بحشد من الرؤى والتأويلات والنظم الرمزية والحكايات العجائبية، والكرامات التي تعلي من قيمة السرد الروحي المقدسي.
ليخلص الكتاب إلى التميّز ما بين مكان عادي وآخر مقدس، واختلاط الرؤية التاريخية الإسلامية لنشأة القدس وتاريخها بتلك الرؤية الفضائلية الروحية.

المصدر: القدس العربي

.

التعليقات