كتابة عربية على عملة صليبية.../ د. محمد عقل

خلال حفريات قامت بها دائرة الآثار في سوق الخردوات (العتق) في مدينة يافا، عثر يوم 16 آذار 2005 على قطعة نقدية تحمل كتابة عربية إلى جانب رموز مسيحية، وهو أمر نادر في فلسطين خاصة والشرق عامة.

كتابة عربية على عملة صليبية.../ د. محمد عقل
خلال حفريات قامت بها دائرة الآثار في سوق الخردوات (العتق) في مدينة يافا، عثر يوم  16 آذار 2005 على قطعة نقدية تحمل كتابة عربية إلى جانب رموز مسيحية، وهو أمر نادر في فلسطين خاصة والشرق عامة.
 
يعود تاريخ القطعة النادرة إلى فترة مملكة القدس الصليبية(1099-1291م)، والقطعة النقدية هي عبارة عن نصف درهم (نصف دراخما) من الفضة.
 
الكتابة الموجودة على الوجهين وضعت في داخل مربع. وهي مكتوبة بخط عربي قديم، والغريب في الأمر أنها تُشير إلى الثالوث المسيحي المقدس(الأب، الابن والروح القدس) على وجهي القطعة المذكورة. بجانب الكتابة العربية يمكن ملاحظة رموز(موتيفات مسيحية): صليب من جهة، ووردة جوري من الجهة الأخرى. في أسفل طرفي القطعة حول المربع تظهر كتابة أخرى وهي عبارة عن المباركة المسيحية.
 
يرى روبرت كول، وهو متخصص في علم النقود، إن مثل هذه النقود سكت في عكا خلال فترة قصيرة جدًّا (بين سنة 1251-1257م) حين قلّد الصليبيون نصف الدرهم المسكوك في دمشق في العهد الأيوبي في النصف الأول من القرن الثالث عشر.
 
وعن سبب الدمج بين الكتابة العربية والرموز المسيحية يقول روبرت كول إن ذلك مرتبط بزيارة قام بها ممثل البابا البيشوف الفرنسي  Eudes De Chateauroux لفلسطين سنة 1250م حيث اكتشف هذا المطران أن السكان واصلوا سك نقود تحمل اسم "محمد رسول الله" مع تعابير إسلامية أخرى، فطلب من البابا في روما التدخل شخصيًا في الأمر. بعد توجه المطران المذكور أصدر البابا أمرًا بفرض الحرمان على كل من يسك نقودًا من هذا الصنف. وحتى لا يتم الالتفاف على هذا الحرمان البابوي سك السكان نقودًا تحمل رموزًا مسيحية مع الكتابة بالعربية.
 
كانت اللغة العربية لغة الثقافة والأدب والمعاملات والنقود وقد فرضت احترامها على الفرنجة القادمين من أوروبا!
 

التعليقات