حيفا: كونسيرت "وحل" جدير بالمشاهدة

ستون دقيقة على خشبة مسرح 'كريغر في حيفا تجلى بها فرج سليمان بعزفه على آلة البيانو الغربية، صعودا وهبوطا وسكينة في ما بينهما، بالتزامن مع تقديم المغنيات رنا خوري وميساء ضو ومنى حوا ورهام خوري كورلات صوتية.

حيفا: كونسيرت "وحل" جدير بالمشاهدة

"وحل" تصوير: حبيب سمعان

ستون دقيقة على خشبة مسرح 'كريغر في حيفا، تجلى بها فرج سليمان بعزفه على آلة البيانو الغربية، صعودا وهبوطا وسكينة في ما بينهما، بالتزامن مع تقديم المغنيات رنا خوري وميساء ضو ومنى حوا ورهام خوري كورلات صوتية.

مشاهد بصرية على المنصة تنقل حياة ليلةً واحدة في الوطن العربي، فملاك أبيض يطوف على المنصة بحلقة لولبية وأخرى حياتية يومية يعيشها البشر في حالة السلم والحرب، مثل وضع الماكياج لسيدة في الصباح وتناول كعكة بشراهة وتنظيف الأسنان.

قام سليمان بتأليف وتلحين الموسيقى بعد أن استحوذته أخبار العالم العربي وأبى أن يكون مجرد مستهلك للإعلام، بكل ما يدور من محيطه الجغرافي والانتمائي العروبي ومن أحداث العالم العربي، فقرر تأليف موسيقى ليتعمق في 'وحل' الوطن العربي.
 
الأخبار اليومية التي استحوذت عليه دفعته إلى أن ينطلق ويبدع  بتأليف موسيقاه على آلة البيانو.

تجربة جديدة

التجربة الجديدة بمزج ودمج الموسيقى والمسرح في مشاهد بصرية على خشبة مسرحنا الفلسطيني شيء لم نعتده من قبل وربما وريثما يسهل بعض الشيء في تسويق وجذب الجمهور لكونسيرت موسيقي غربي. 

فلا مكان للنوم والسكينة، وفق المشهد البصري، بل كوابيس جامحة ترافق البشر كل ليلةً في بعض الأماكن من الوطن العربيّ، عمل فني مختلف يبدأ بطفلة تستيقظ من نومها مرعوبة من سريرها تركض إلى أمها لضمها وتهدئتها.

 أداء الممثلين كان جميلا، عايشوا من خلاله صور ليلة درامية عربية. أربعة عشر ممثلا وممثلة يطوفون المسرح في مشاهد عربية تعيشها المنطقة العربية في الوقت الراهن، شباب في ربيع عمرهم فلسطينيون يحملون المقلاع وهم ملثمون بالكوفية الفلسطينية ونصف جسدهم عاري.

ينتهي العرض بعودة الطفلة إلى سريرها، كابوس لطفلة تحلم وأعادتها أمها لسريرها.

كتيبة 'داعش' والأسرى واللجوء

لم يبخل علينا المخرج نزار أمير زعبي، في المشاهد البصرية لوصف الأوضاع المزرية للعالم العربي من كتيبة لداعش مع السيوف إلى الأسرى داعش الذين ينتظرون دورهم للموت، إلى طفلة تحتضن لعبتها، الدب الصغير، آخر ما استطاعت أن تأخذه معها قبل أن تنصرف من بيتها، والرحيل إلى اللجوء.

مشهد الموت البشري حاضر بقوة على خشبة المسرح برقي وبالحفاظ على حرمته وخصوصيته دون مشاهد سيل الدماء المبتذلة التي أشبعتنا إياها وسائل الإعلام العربية دون رحمة ورأفة. ويبقى المشهد الأقوى الذي ظهر في النهاية عائلات لاجئين حملوا من بيوتهم ما استطاعو قبل التهجير واللجوء.

ويبقى دورنا نحن الجمهور العربي الفلسطيني، أن نشيد وندعم كل عمل فني وإنتاج نقي مستقل دون تردد، كونه نتاج فلسطيني حر يمثلنا وغير مرتبط  بالتمويل الإسرائيلي المسبوق بالإشتراط الشكلي والمضمون.

يُعتبر 'وحل' العمل الموسيقي الرابع لسليمان بعد عرضه الأوّل 'تسجيل دخول' والثاني 'ثلاث خطوات'، كما مشاركته في مهرجان 'بيانو سيتي' في مدينة ميلانو الإيطاليّة وإقامته الفنيّة في العاصمة الفرنسية باريس.

التعليقات