"الحركات الإسلامية حوّلت الإسلام إلى أيديولوجية"

ولكن خلال ذلك، تحول الإسلام - لدى الإسلاميين، وعلى عكس طبيعته - إلى أيديولوجية حداثية، يمكن مقارنتها بالماركسية والقومية، لا دين يعامل كالمسيحية واليهودية، مما ولّد العديد من التناقضات

"الحركات الإسلامية حوّلت الإسلام إلى أيديولوجية"

قال الباحث المتخصص في الإسلام السياسي، الدكتور محمد عفان، إن هناك تناقضًا في الخطاب الإسلامي منذ نشأته، يتمثل في أن المخيّلة الإسلامية رفضت الفكرة الحداثية الداعية إلى الفصل التخصصي بين المجالات وتقسيم العمل، وربطتها بالسياق العلماني الأوسع، وارتبطت فكرة الدمج المؤسسي لمختلف المجالات برفض العلمنة، من ناحية، وإن إشكالية العلاقة بين الدعوي والسياسي في خطاب الإسلام السياسي هي إشكالية حداثية في جوهرها، من ناحية أخرى.

وحاجج عفان، أثناء استضافته في حلقة أمس، الأحد، في برنامج 'تقدير موقف'، على شاشة التلفزيون العربي، أن بعض الإسلاميين يظنون أن الإسلام دين سياسي بامتياز، مرجعًا أسباب ذلك إلى نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر على يد حسن البنا، حيث ربط الأخير بين فكرة شمولية الإسلام بشموليّة المؤسسة، ولكن 'خلال ذلك، تحول الإسلام - لدى الإسلاميين، وعلى عكس طبيعته - إلى أيديولوجية حداثية، يمكن مقارنتها بالماركسية والقومية، لا دين يعامل كالمسيحية واليهودية، مما ولّد العديد من التناقضات'.

و طرحت حلقة أمس من البرنامج، الذي يذاع يوم الأحد على شاشة التلفزيون العربي، عددًا من التساؤلات الهامة في علاقة السياسي بالدعوي، وإمكانات الفصل بينهما، في ضوء الأزمات التاريخية التي يتعرض لها الخطاب الإسلامي، لا سيما بعد تعثر ثورات الربيع العربي. إذ جاءت التساؤلات على النحو التالي:

- ما هي جذور مشكلة العلاقة بين السياسي والدعوي عند الإسلاميين؟

- أيهما أخطر على الدعوة والسياسة والحركات الإسلامية، الدمج أم الفصل بين السياسي والدعوي؟

- كيف يمكن تقييم التجارب المختلفة للإسلاميين في تحديد علاقة الدعوي بالسياسي؟

- ما هو مستقبل الإسلام السياسي بعد تعثر الربيع العربي وانتشار العنف؟

 

التعليقات