23/07/2006 - 20:20

قلبي على بيروت (شعر) / أحمد بشير العيلة

-

قلبي على بيروت (شعر) / أحمد بشير العيلة
قلبي على بيروت وردٌ ذابلٌ
طيرٌ يعاودُ ريشَه من طلقةٍ في الخصر
شِعرٌ يسيلُ على كتابٍ في الركام
قلبي اختناقٌ للكلام
وارتجافٌ مفجِعٌ مما أُصيبَ به الحمَام
قلبي ازدحامٌ الحزن ِ
ينحته الحُطام

قلبي على بيروت سربٌ جاهشٌ
نفضَ الهديلَ على دبابيس الأزيز
جُرِحتْ سماءٌ فوقنا
كم من الشهداءِ يلزمنا لتلتئم الجراح
كم من الطرقاتِ تعبرنا لنعبر من ثقوبٍ في الجناح
كم من الأطفالِ نطلقهم إلى سحبٍ بعيدة
كم من الجرحى يجرون الرمالَ إلى دماهم
قبل أن ينبت عشبٌ في قصيدة

قلبي على بيروت تهزمهُ المسافةُ
تتعبه الأناشيدُ التي حُصِدتْ مع القمح الشهيد
قلبي اختصارٌ للفجيعة
وانتحارٌ للسؤال
قلبي على بيروت
لا يقوى على مسكِ القذيفةِ
قبل أن تهوي على طفلٍ يفكر في ابتسامة
لا يقوى على مسح الدموع من الشجر

قلبي على بيروت
تسحبني المجازر من دموعي
"لا جسرَ في بيروت "
قالها طيرٌ يودُّ عبور أضلاعي إليها
كيف أعبرُ من جراحي لجراحي
كيف أسرجُ غيمةً فقدت قواها
من لهاثٍ غامقٍ تحت القذائف
كيف أقرأُ صفحةً من ماء بحرٍ مغلقٍ بالطائرات
لزِجٌ هوائي عندما أدنو
صمتي جدار
لغتي انهيار
والقلبُ سكينٌ على رئتيّ
يطعنني بأخبار الدمار

قلبي على بيروت
لا يقوى على قطف الزنابق قبل هذا الموت
لا يقوى على دفع الصغار إلى ملاجئهِ الدفينةِ في الصدور
لا يقوى على جمع القصائد من رسائل عاشقٍ قبل انهياره
لا يقوى على نبضٍ جديدٍ للضحايا
قلبي نهارٌ مُجهَدٌ من صوت هذا القصف
أصابته القذيفة في ضياءٍ قادمٍ للتو
يا ضوءنا الأبديّ
فلتصمد
كلنا نلتفُّ حولك
منهكين وضائعين وجائعين وميتين
كلنا درعٌ لأنفاسكِ
كلنا يا ضوء حيطان فتيلك
فوق بيروت صباحاً ،
كلُّ هذا اللحم والأرواح
والدم المسفوك والشهداء
والقلقون
والملقون خلف دمار هم
كلنا
كفان تشتعلان
في زمّ الضياءِ من الشوارع بعد قصف البارحة
كلنا يا ضوءُ ننهض من حطام عظامنا
نكنسُ ما تكسّر من نفوسٍ وابتساماتٍ قديمة
نغسل روحنا
هذا الدُّخان على زجاج الروحِ
تمسحهُ دموعٌ حين تبني بعلبك
لدينا قرب هذا القصف أغنيةٌ لفيروز النهار
نوقفهُ بأجفانٍ مُنفّخةٍ
لننشد مع ملائكةٍ ترافقُ صوتها
( من قلبي سلامٌ لبيروت )
دمعةٌ خدشت قذيفتهم قُبيلَ وصولها برج البراجنة
قُبلةٌ
وقت الفجيعةِ
أوقفت بعض الشظايا في فراغ المشهد الدمويّ في بيروت...

التعليقات