31/10/2010 - 11:02

صيّادُ النّرجسِ / مروان مخُّول

-

صيّادُ النّرجسِ / مروان مخُّول




 


قالَ لي مَن حَاوَلَ أن يُعلّمَني


درساً من الطغيانِ :


رَدّدْ :


دالٌ وألِفٌ : دَا ، وَراءٌ : دَارٌ .


كرّرَتُ لا لِطاعَتِهِ


بَلْ لأرى دَاري


بَعدَما مَرَّ الزّمانُ


عَلى جَناحِ مَسافةٍ فرّقتنا .


 



واستمَرَّ :


دَالٌ وَواوٌ : دو ، وَراءٌ : دورٌ


 



قلتُ :


" دورٌ " كَيْ نعودَ إليها سَالِمينَ


وَكيْ أراني هُنا لَستُ وَحْدي ،


فالغربَة ُ


مَنْ دَعَتني لِشهْوَتِها كَيْ تكون ،


وَمَنْ أكونُ إن لبيْتُ دَعْوَتهَا


وَرُحتُ وَحْدي ؟؟


 



قَالَ :


دوريٌ على ما أظنُّ ، وَتجْهَلُ نفسَكْ


 



قلتُ :


رُبّما ،


وَرُبّما نَسرٌ حَلّقتُ فَوقَ عُشّي


كيْ أهْبِط َ فِي الطّمأنينةِ


وَاقِفاً ،


أو لأخلي لَكَ الجَوّ


فهذا العطاءُ وجدتهُ


يومَ إجتسَسْتُ نبْضَ القلبِ


لأكتشِفَ الحَيَاةَ تسْكُنُ بي .


 



وقالَ حينَ عَادَ حَامِلاً لي


مَا يُريدُ مِنَ الرّحيلِ :


عَلى الخِزْيِ وَالعَارِ


إِحمِلْ مَنفاكَ وَإرْحَلْ


الى حيثُ لا أراكْ .


 



قلْتُ :


لي غَدٌ سَلّمَ لِي رُتبَة الجُنديِّ


لأنّي حَمَلتُ سِلاحِي


مِنْ جِراحي التي نَزَفَ العُنفوانُ فِيها ،


هُوَ جُرْحي الذي انتظرتُهُ


لأكبُرَ فِي شكلِهِ الدّمَويِّ :


ناراً مِنْ رمادٍ


ضامرٍ لمن يستهينُ بي .


 



قالَ :


هكذا تجني عَلَى نفسِكَ ،


وَتردَ المَخاطِرَ شارِباً


مِن ينابيعَ جفّتْ


مُنذ ُمَاتَ المَاءْ ،


فماذا ، يا ترى ، دهاك ؟؟


 



قلتُ :


كانَ الخَيالُ بي وَاقِعِيُّ


لمّا رَفضّتُ المَجيءَ


إلى حَقلٍ زَرَعَهُ المَوتُ


لي بالمَوتِ ، خَاصّة ً


وإذ أدْرَكتُ أنَّ الصّدى


راعِي المَكانْ ! .


 



قَالَ :


مَا أسْمُك ؟


 



قلتُ : لا أعْرِفْ


 



- مَن كُنتَ فِي المَاضي إذاً ؟


 



- لا أذكرُ ،


ربّما غيّرتُ اسْمي


بَعدَما نَادَيْتَ بِِه ،


وَرُبّمَا أهْدَيّتهُ لِلحَدَائِقِ


كي يزدَهرَ الحُسنُ أكثر ،


فعلاً لا أذكرُ .


 



قَالَ :


ضَعْ كَلامَكَ عَلى مِحَكِّ الوُضوحِ ،


وَإلا ذَبَحتُك خِفيةً ،


فدَمُكَ وَإنَ سَالَ لَنْ يُرى


ما دامَ الليلُ داهمٌ


على ظلامِهِ


من بابِ الغياب ! .


 



قلْتُ :


أنا رَفضِي وَفوضَايَ \


سَيِّدُ الرّأيِ \


أنا اُفقي أرَاهُ يَشقُّ الطّريقَ إليَّ \


شَمْعَة ً أشعَلَها الليلُ


كي يّحنَّ الشراعُ


الى المرسى القديم .


 



قالَ :


كَيفَ عُدتَ عَلى قدَمَينِ


مِن خَطرٍ حَذّرْكَ مِنّي طَويلاً ،


ألَمْ تخَفْ وَأنتَ قادِمٌ


نحوَ الموت حياً ؟؟


 



قلتُ :


جِئتُ لأنَّ دُوني لَنْ تكونَ ،


ولَنْ يُجدي كلامُكَ


مَا دَامَ الفراغُ


يُمْلي عَليهِ الكَلامْ .


أكونُ " خلودٌ " إن لم أكن


وإن كنتُ فأنا أنا ، لا سواي ،


ألا ترى بي سنبلة ٌ


تنمو كي يرتاحَ الحَصَادُ


مِنَ الإنتِظارِ ،


أو ليَرسُمَ السّحابُ شَكلَهُ


في حَقلٍ قد تفرّغَ


مِنْ جَديدْ ؟؟


" دَارٌ وَسُنبُلةٌ " حُلُمي


يا أيّها البدائيُّ ،


والشّرُودُ عَاصِفةٌ تَمُرُّ ومَا تمرُّ


بالحَزانى إنْ يحْبَلنَ بِالأفراح ،


الأفراحُ من وُلِدُت معي


فآخيْتها


وأخذتُ منها رجولتي


حتى يكتَمِلَ البُلوغ ،


هيَ من علّمتني التقدّمَ


الى حَيثُ لا خَلفَ للخلفِ \


إلى جنّةٍ


في مُتناوَلِ الصّلواتْ ،


هكذا تصْبِِحُ مثلي ، إن تغيّرتَ ،


فهلا أتيتَ معي الى الفجرِ


قبلَ طلوعِ الندى ،


أم أنكَ في الليلِ


تنتظر النهار ؟؟



التعليقات