31/10/2010 - 11:02

عرب48 يحاور الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة

-

عرب48 يحاور الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة
في تصريح خاص لعرب 48 قال الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة انه بصدد البداية في كتابة مسلسل تاريخي يتناول قصة حياة معاوية بن أبى سفيان ويأتي هذا المسلسل في أثناء اشتداد الأزمة بين أسامة أنور عكاشة والمتشددين الإسلاميين الذين بدءوا بالفعل في المطالبة بتفريق أسامة أنور عكاشة عن زوجته بذريعة انه مرتد لأنه وصف عمرو بن العاص بالحقير وذلك أثناء برنامج تليفزيوني على فضائية دريم المصرية ويقول عكاشة انه يفكر في كتابة مسلسل آخر عن حياة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري لإبراز صورة المسلم الثائر من اجل الفقراء أمام العالم الغربي الذي يجهل الكثير عن الإسلام الصحيح

**أنت متهم بالانحياز لعصر على حساب عصر آخر ، فالمتابع لأعمالك الدرامية يكتشف أن عصر عبد الناصر كان عصر الإنجازات بينما عصر السادات هو عصر التراجع والانحدار ؟

***أنا لا أنكر إعجابي وإيماني بجمال عبد الناصر الرمز والفكرة ولكن في الوقت نفسه هناك تجاوزات كثيرة حدثت أيام حكم عبد الناصر، والقول بأنني امجد فترة حكم عبد الناصر ادعاء مكذوب، فالمتابع لحلقات ليالي الحلمية يكتشف أن المسلسل تحدث باستفاضة عن أخطاء حدثت في فترة حكم عبد الناصر والتي أدت في مجملها إلى نكسة يونيو1967. أما عن عصر السادات فقد اختلفت معه في لحظة معينة وهي لحظة زيارته المشئومة للقدس المحتلة سنة 1977 أما قبلها فكنت اعتبره أحمس الجديد الذي اتخذ قرار الحرب وحارب وانتصر. أما بعد زيارة القدس فاعتبرته باع مصر برخص التراب وحقق للعدو أهم هدف استراتيجي وهو إخراج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي لتنفرد إسرائيل بعد ذلك بالعرب والشعب الفلسطيني بالذات، فبعد خروج مصر لا يوجد في الوطن العربي من يمكن له أن يتصدى لعدوانية إسرائيل، وأثبتت الأيام صحة وجهة نظري ومعي فيلق كبير من العرب يرى أن خروج مصر في هذه اللحظة التاريخية كان توريطا للعرب، وما حدث في مدريد وأوسلو وكل الجولات الفاشلة من المفاوضات هو تداع طبيعي لمعاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل ولا أقول معاهدة السلام لأنها ليست كذلك.

**أشرت كثيرا إلى أحداث القضية الفلسطينية في أعمالك الدرامية فأين الانتفاضة الثانية في هذه الأعمال الدرامية ؟

***الانتفاضة الفلسطينية هي مرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني ولها مفرداتها الخاصة وأنا معها قلبا وقالبا، ولكني افرق بين الانتفاضتين الأولى وهي انتفاضة الحجارة والثانية وهي انتفاضة الأقصى . في الانتفاضة الأولى تغير الموقف العالمي من القضية الفلسطينية بفعل نبل النضال الفلسطيني ووقف العالم مشدوها أمام أطفال الحجارة وهم يقاومون الدبابات بالأحجار أما في انتفاضة الأقصى فان النضال الفلسطيني اتخذ من العمليات الاستشهادية سبيلا لمقاومة المحتل، وهو ما عجزنا عن تبريره أمام الرأي العام العالمي واستغلته إسرائيل كي تظهر المقاومة الفلسطينية بمظهر المنظمات الإرهابية التي تعتدي على مدنيين آمنين رغم كل التبريرات التي قالت أن الإسرائيليين شعب داخل الجيش، ولم يقتنع الرأي العام العالمي بتبريراتنا لهذه العمليات الاستشهادية وظهرنا أمام العالم وكأننا إرهابيين مما افقد القضية الفلسطينية الكثير من مؤيديها في العالم الغربي وهي اعتبارات لم يراعها الاخوة في مختلف الفصائل .وهنا أتساءل لماذا لم تستمر الانتفاضة بالحجر والمقلاع، ولا ننسى أن غاندي استطاع بالمقاومة السلبية للاحتلال البريطاني أن يخرج بريطانيا العظمى من الهند وبدلا من أن نصل إلى قلوب العالم الغربي وعقول ساسته بالنضال النبيل، ظهرنا وكأننا إرهابيون ولم يتفهمنا الغرب، لان الغرب لا يعرف فكرة الاستشهاد ولذلك ينظر إليها على أنها عمليات انتحارية او عدمية أما على مستوى الأعمال الدرامية فلا تستطيع الدراما أن تسجل الأحداث اليومية لأنها ليست جريدة يومية كي تفعل ذلك . كما أن الدراما لا يمكن أن تسجل عمل ما دون أن يكتمل والانتفاضة ظاهرة مستمرة لم تكتمل او تظهر نتائجها بعد والكاتب العالمي الكبير تولستوي كتب عن حروب نابليون في روسيا بعد اكثر من سبعين عاما على نهايتها ولذلك رفضت أن اكتب فيلماً عن حرب أكتوبر رغم مرور ثلاثين عاما عليها لاقتناعي أنها ليست مدة كافية لكشف كل تفاصيل الحرب.

**ولكن هناك تركيز في أعمالك الدرامية على أحداث سياسية وظهر ذلك جليا في ليالي الحلمية ؟

***هذه مجرد خلفيات وإشارات لأحداث وليست سردا لها او كتابة عنها

**لك اهتمامات سياسية معروفة فما هو موقفك من الإصلاح السياسي المنشود في مصر ؟

*** لا اعتقد أن هناك صاحب رأي او كاتب او مثقف إلا وبح صوته من الصراخ بالمطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي بعد نفاذ الصبر والاقتناع بان بقاء الحال من المحال، وكل ما نريده هو أن نوفر على مصر والعالم العربي كله انفجارات قد تأتي على الأخضر واليابس .ونحن نقول للسادة الملتصقين بكراسيهم والمصرين على البقاء في السلطة إلى الأبد نقول لهم ابدأوا الإصلاح بإرادتكم ويجب عليكم التوقف عن خداع شعوبكم وللأسف بدلا من الإصلاح الحقيقي فانهم يقومون بعملية تبديل المقاعد دون تغيير حقيقي في السياسات، فيتم عزل عاطف عبيد ويأتي بدلا منه أحد وزرائه ويتم تشكيل مجلس أعلى لحقوق الإنسان لا يعرف اختصاصاته او صلاحياته وكذلك يتم إلغاء محاكم الطوارئ ويبقى قانون الطوارئ وكل ما يحدث هو عبارة عن دجل سياسي ولن تسامح فيه الأجيال القادمة وسيأتي يوم يحاسب فيه الجميع على ما ارتكبوه في حق هذا الشعب .

**أين أسامة أنور عكاشة من السينما ولماذا توقف رصيده عند ثلاثة أفلام فقط ؟

***لا يوجد الآن سينما حقيقية فالسينما ماتت وانتقلت إلى رحمة الله منذ فترة طويلة وما هو موجود الآن عبارة عن فن استهلاكي رخيص يشبه الفشار والهامبرجر. وهذا الفن الرخيص له من يجيده ولست منهم، وللأسف لا نجد عملاً سينمائياً جاداً إلا نادرا مثل فيلم سهر الليالي وبحب السيما وبجوارهم نجد الكثير من الأفلام الهابطة . في الماضي كانت هناك أفلام هابطة ولكن بجوارها تجد أفلاما ذات أهمية كبيرة وذلك بسبب وجود منتجين عظام مثل آسيا ورمسيس نجيب ومخرجين موهوبين أمثال يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وغيرهم، وقتها كانت السينما المصرية تنتج ثمانين فيلما في العام الواحد أما الآن فلا ننتج سوى ستة أفلام فقط وأي مبدع يحترم نفسه سيبتعد عن هذا الجو الفاسد الذي لم يعد يقدم شيئاً ونجد مخرجين موهوبين مثل داود عبد السيد وخيري بشارة ومحمد خان فضلوا أن يكونوا عاطلين عن العمل على أن يشتركوا في مثل هذه الأعمال الرديئة .

**وبسبب هذا الوضع السيئ تفتقد عاطف الطيب؟


***بلا شك ويزداد افتقادي له مع الأيام فعاطف الطيب كان فنانا موهوبا وذو حس وطني مرهف والغريب انه كان نشيطا جدا وكأنه يحس بدنو الأجل وكان دائما يردد إن الحياة قصيرة جدا . وصدق في عاطف الطيب قول الشاعر
الموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد

** من خلال متابعاتك للدراما التليفزيونية في رمضان ما هي الأعمال التي أعجبتك ؟

*** ببساطة مسلسل الطارق ومسلسل الدم والنار واغلب الأعمال المعروضة في رمضان ليس لها مضمون او فكرة بل المهم هو وجود النجم الذي يجلب الإعلانات وأصبحت الأعمال الدرامية هي أعمال السمن والزيت وللأسف شارك في هذا الخطأ بعض النجوم الذين يحرصون على الظهور في رمضان (مجرد ظهور والسلام ) ولذلك فأنا اقترح على القائمين على التليفزيون في رمضان القادم عدم إنتاج أي مسلسلات والاكتفاء بظهور بعض النجوم في اسكتشات تمثيلية تتخللها الإعلانات او أن يقوم هؤلاء النجوم بتمثيل هذه الإعلانات وبذلك يكون الجميع قد حقق أهدافه فالنجم ظهر في رمضان كما يحب واستطاع التليفزيون عرض الإعلانات التي تحقق له الدخل المادي المرتفع .

التعليقات