31/10/2010 - 11:02

"عَروسُ الجَليلْ"/ مروان مخول

1
عَروسُ الجليلِ تغنّي على مَوّالها :
"حلاةُ الروحِ في الخَصرِالمُشوّهْ ،
حَنينُ جرحٍ لِتيهِ الشظيّهِ
زَمَنٌ من الإجرامِ صَلّى عَلَيَّ
وسلَّمَ لي طِفلاً على حِضنِ الغيابْ .
أنا الله، كَبّروا لي نادى المُسلّح ،
فعاد صداهُ يحمل منّي
إباءَ سنبلةٍ جَمّلها الحَصاد " .

2
عروسُ الجليلِ تحيكُ كَنزَتها
لترتدي مُرورَ الوقتِ في الزّمنِ السَريعْ،
تحكي لِنفسِها حكايا العذارى \
أملاً على فِراشِ خيالِها
وجسداً
منَ النارِ أدْمَنَهُ الهَشيمْ ،
كَمْ منَ الوقتِ مرَّ عَلى الصِبى
لِيلقى الشَمْسَ طالعة ً
من بداياتِ الغُروبْ.

3
عروسُ الجليلِ أدْلَََتْ بِصَمتِها
لِتوَزّعَ الفحوى على سَطحِ الكَلامْ ،
حَدّقتْ بِشعْرِها جَدّلَ في طيّاتِهِ
هُبوب الريحِ من سَقفِ النَسيم
هيَ من قاسَتْ - جدائلُها -
خَصْرَ الطفولَةِ ، قدّاً
قصيرَالعُمرِ مُنتصِبَ الوُجودْ،
وَكم مِن غَيمَةٍ حُبلى
يَموتُ شِتاؤها في عِزِّ الخَريفْ.

4
عروسُ الجَليلِ رَاحَةُ البَحرِ
على كَفِّ التلالْ ،
زورقٌ يَعتري وَلا يَنحني
لموجةِ الإذلال
أبداً لا مصائر أقوى
من بلوغ النظرة الاولى
أوج الوصال

5
عروسُ الجَليلِ رقصت
في كرسيها المتحرّك نَجماً
يُضيئُ طَريقَ الخُرافةِ للعَائِدينَ
مِنْ أقاصيِ العَدَمْ ،
وكَم مِنَ الجَميلاتِ
طلُعنَ على البَدرِ بَدراً
يَبيعُ الصَخّرَ لُيونَة الإحْساسِ
مِنْ وَجهٍ حَسَنْ ؟،
لا الصخرُ لانَ " وَلا حَولَ
لِمَنْ تنادي"

6
عروسَ الجَليلِ أنتِ انتظاري
على الضِفةِ الأخرى
من عُبورِ القذيفه ،
أنتِ معي وَرْداً شقَني
لِيأتي عَلى الدنيا مُثنّى ،
أمّا أنا
فلي عندي نبيذٌ دفينٌ
في رَغبَةِ ناسكٍ - إذا تابَ -

7
عروسُ الجَليلِ حَالتانِ خاصّتان :
ركنٌ نلوذ إليهِ لِنَصنع قاسَماً لنا !
نعلّم نَرجسَةً مِنْ أينَ يَأتي الغُرورْ،
وَعِبرَة لِمَن رَكِبَ سَمَاءَنا لِيقصُفها
فأدركَ في فراغِ ذخْيرَته
كَم فينا منْ تعَاطفٍ
مَع السَاقِطينَ
مِنْ عُلوِّ الجَريمَه.

8
عروسُ الجَليلِ مَنطِقنا :
" تلُّ زعتر" يذكّرنا فنشكره
وميرمية نشرَبَهَا لِترتوي منّا .
هِي طَيرٌ هَاجَرَ مَعَ الأسراب
لا ليَقتسِمَ الفِرار ، إنما
ليَدُلهُ السِرّبُ كَيفَ الرُجوعُ
إلى الغُصنِ الشّريدِ،
عروس الجليل فارسها ،
وَلا بُدّ
أنْ يأتي جَواداً أبيَضَ
- إن شَاءَ الرّبيعْ - .


------------------------------------------------
القيت في مهرجان "مسيرة العودة" الثامن في هوشة والكساير- 12 أيار 2005

mmakhoul@013.net

التعليقات