31/10/2010 - 11:02

فضاءات التّجربة المستعادة من الهوّة/ شعر الطيب غنايم

والبعد إلى الوراء يستدعي أمامًا لا مثيل له

فضاءات التّجربة المستعادة من الهوّة/ شعر الطيب غنايم
فضاءات التّجربة المستعادة من الهوّة

(أو)

نَفْضَةُ القَلَمِ المُبَارَك في شأن الحاضر / الغائب

(وإن شِئْتَ)

حلقات في سلسلة الأسفار المكلومة

(في ذكرى الغرائبيّ، رَابحًا المَفَازة الكُبْرَى)





1. الفاتحة/

صُورَتُكَ اليومَ اكتَمَلَتْ، وافتُتِحَ المَشْهَدْ:

فِتْنَةٌ مسلوبةٌ، على حالِنَا تَشْهَد.

لا شيء يستأهلْ،

العمرُ صحّةٌ منزوعَةٌ،

والهذيان على السرير يستفحلْ.

ميثاقك بارز للعيانْ:

الحياة فنجان – فيه زوبعةْ،

البيت نسيان – أصله صومعةْ،

والفرق بين الخطوط سيّانْ /

الفرق بين الوعي والغيابْ:

ظلّ قصير – نَبْشٌ في الترابْ،

أَصْلٌ لا أَصْلَ له وطريق دون إيابْ.



2. "ما كان كان وليس لي إلا..."/

درب السفر المضني كان سماءً مُعْلَنَةْ،

فُلْكٌ لِلأَلَم / الأَمَل في أَحْلَكِ الأَزْمِنَةْ.

سَأُقْرِؤُكَ ما ترغب من أناشيدَ تُعْنَى

بِغَوْصٍ أَكِيدٍ في المَعْنَى،

ومن ألم حُفِرَ على بوّابة قالت لنا امضوا

فأجبناها ماضينَ نحو العَدَمَا.

نَوْمُكَ لا يُثْنِينِي،

نومك يرفعني ويدنيني:

من قلبٍ، من رَحْمٍ، من نَزْفٍ ومن تَسْجِيلاتِ الغائبْ،

نومك يلعن وسائل الفراق في سريرٍ يفوّر دَمِيَ السَّائِبْ.



3. الميثاق في أوجه

بيني وبينك مَيْثَاقٌ عتيق مرصّع بالكلماتْ،

كلمات تبحث عن أشرعة وتقول: المَمَاتْ.



4. استعصاء الحالة ودوام الاستحالة

والريش النازف دمًا يستأصل كلّ الأورام السرطانيّةْ،

وينحو بي إلى أبعدَ وأبعدَ من كتاباتٍ تسجيليّةْ،

إلى توطينٍ لأهدافِ الشابِّ المسمومِ بالهذيانِ الناصعِ السوادْ،

في ثيابِ الغرقِ وَفِي الشّبَابْ.



5. نَهْجٌ فِي التَّطْبِيبْ

سَأُقْرِؤُكَ سَلامًا مِنَ النُّونْ،

أيّها "الغرائبيّ"،

سأتلو لك فصلاً من الجنون،

ومن كرّاستك،

من دمك الحنون،

سأساجلك "ألف لام ميم"،

تكوير رحيل وأنين،

وضع مأزوم ورسم وجود مستحيل،

سأجزئ الأحيان حينًا بعد حين،

وأطلعك على أبياتك،

لنقرأ تاريخنا في لحظات غيابك.



6. تساؤلات

- هي فخاخ تلوح بك وبنا –

أيّ غياهب هذي التي دخلت؟

هلاّ أطلعتني على بعضها،

هلاّ أدخلتني، هلاّ فعلت؟

والبعد إلى الوراء يستدعي أمامًا لا مثيل له،

ويكمل صور الكمال في بحثها عمّا بدأت:

عن استقصاءات الباطن



قيل ذات مرّة:

إن النفس إن كانت هي حرّة،

بايعت نفسها على ما لم تعهده بالمرة.

وقيل ذات حين:

إنّ الضلع التي خلقت من طين،

إن أزمعت هي على تدشين

كلّ الكلمات وكل المحافل فعليها أن تبجّل الكلمْ،

ولو بعد حينْ.



7. حين تعصف الحيرة

دهليز هذا وإن قرّره سواد الأزمان،

ممرّ في ممرّ في ممرّ ولا ألوان،

سوى الرماديّ الهابط نحو الأعلى باتّزان،

فليس لي ولك، إلا أن نكتبك ونكمل البيان،

ومن لي بنفس عاجلت على الموت

وقالت للدماء رحيل، لرحيق النفس أوان.

هي حالة،

هي استحالة على الأذهان،

في معراج إلى أسفل وفي سماء دون أديان.



8. ما يشابه الحلّ

كتابة على كتابة في كتابة،

حلّ لا بد يعينني على القيام،

سجال على سجال في سجال،

والروح الباقية تحلّق في الأعالي.



9. دوائر مفرغة

دائرة الخوف تعصف وتلوح

كذّابة هي السماء وما أنجبت،

من بنين عاقرين ومن نعيق

هكذا هي الدنيا، كثير من الأولاد

لكن الأخ لم يعد لأخيه شقيق.

ذاكرة وقلم أنهى العمل،

مقاومة ومكابدة واصطناع للأمل،

ما العمل؟

هكذا هي، عاهرة دون إذن،

ناهبة.



10. علامة فارقة

ومن غيرك علّمني التكنيك؟

أن تحمل على ألمك الأمل

وتطبّب نفسك كمعافى رشيق.



11. تراجيديا النهايات

صورتك اليوم اكتملت وافتتح المشهد:

جوّ رمال وعجب

لا نداء في الأقاصي ولا أحد.

هو كفر بالكلّ،

هي حالة تستعصي على الرب.

وأنت افتعال السير المفتوحة،

انكباب الدنيا على شباك القاطرة المشرع.

قهوة لك، قهوة لي،

وجلسة في الصباح،

كنّا سنفضّلها (طبعًا) على هذا التعب.



12. وتيرة المجهول

منوال هو نحو المجهول،

مجهول حتميّ وأكيد،

وتيرة خفق فيه وعيد،

كلام هو لكن عصفه مأكول.



13. اعتذار أخير

خَدَشْنَاكَ يا نَفَسَ الثِّقَلِ الأَعْمَى،

جَرَحْنَاكَ يَا أَلَمًا حَرِصْتَ ثَبَاتًا مَعَنَا،

وقُلْنَا سيرةٌ أُخْرَى تَكْفِينَا لِنُعِيدَ ترتيب السَّرَابْ /

فسأل سائل: أخيال هذا أم نِعَال؟

أم هي لهجة أخرى من لهجات الخيال؟






التعليقات