18/06/2011 - 21:04

المدينة-خالد خليل

تاهت المدينة في دهاليز الأفق كسفتها السحب المنقضة على فضائها من كل صوب

المدينة-خالد خليل

تاهت المدينة في دهاليز الأفق

كسفتها السحب المنقضة على

فضائها من كل صوب

تمزق لون الشفق

ليفتح طريقا إلى عالم الغيب

 

 

المدينة صارت رهينة

تعالى صوت النزق

ضاقت رقعة القبر

واحتار جسدها المسجى

في متاهات السكينة

 

 

 

المدينة صارت رمادا

وأخذها الهذيان

إلى مملكة النوم

حتى احترق النهار

وصار سوادا

 

 

 

في مدينة الرماد

ضاعت المسافات بين المادة والروح

وتاهت الحدود بين الواقع والخيال

اختلفنا على معنى النزوح

واتفقنا على روع الجمال

بعد أن غاب الرجال

في ثنايا الغبار والرذاذ

 

 

 

واقتنعنا بعدما الصمت ساد

أنا نسابق ظلنا مثل الجياد

غابت مدينتنا في حنايا الطريق

تكسرت مراياها وانزاح البريق

لم يبق منها إلا دخان خلفه

احتراق المرافئ والقوافي

في مدى الجوف العميق

شربنا حتى امتلأنا

من خمور الرحيل

وتهنا في الفيافي

نبحث عن طريق

 

 

 

من قلب الأحزان والحطام

تذكرتنا المدينة ومشت الهوينى

ثم استحثت خطانا إلى عتباتها

جذبتنا إلى هواها

مع طلة شمس الأصيل

فاجتررنا الذاكرة

وعدنا دون الدليل

على وحي القصيد وصوتها

والبلبل المدفون تحت رمادها

ورددنا أغنياتها

والنشيد المشتق من آهاتها

كأنه سحر

يجعل الدمار نورا وصفاء

تحمله نسماتها

 

 

التعليقات