15/07/2011 - 00:54

إستراحة طعام/ أحمد فوزي أبو بكر

(على بَحْرَيْن)

إستراحة طعام/ أحمد فوزي أبو بكر

(على بَحْرَيْن)

***

1

*

حيفا سلامٌ
من طلوعِ الشمسِ
حتّى تطلعَ الرّوحُ ابتهاجًا بالطّعامِ
ولا مكانٌ قد خلا متقمّصًا حُلْوَ الكلامْ

*
الشُّغلُ مزرابٌ من الملحِ المقطّرِ

في العيونِ الشّاخصات إلى الظّلالِ

أو الظّلام

*
 ولهيبُ نارٍ يرتوي

صمتًا يباسَ الحَلْقِ

والأجواءُ بعضٌ من جحيمٍ

أزلَفَتْ حورَ النّعيمِ

وأفزعت سربَ الحمام

*
والشَّمسُ في كبد السماءِ

تفنَّنَت  جَلْداً

على قممِ الرؤوسِ إذا بَدَت

والّلحمُ أرخصُ

من بَرادِ البحرِ في حيفا ضُحىً

كم صدَّقَت حَدْسي بعِطْرِ هضابها

مُتَحَدِّرًا من جيدِها

فإذا غَزا  يبْدي الغرام والانتقام

*

أقصيدةٌ  وردِيَّةٌ تهبُ الدّروبَ

إلى الفرارِ مُسَطّرًا

وعلى جناح الغيمِ فجرًا كاذِبًا
أم رَغْوُ موجٍ

من أُجاجِ البحرِ  أكْرَعه

ليَمسحَ جُرْحِيَ المغموسَ

في شغفي إلى شَظَفِ الكلام

*

هذا أنا

عيناي قنبلتان

من وقتٍ تأجَّلَ للقيامةِ

في استراحةِ عاملٍ

غنّى على ليلاهُ في شُحّ المقامْ

*
  هذا أنا العربيُّ في نزقي
 غيومُ  الشّرْدِ  يا ابنَ الماءِ من عرقي

 وظلُّ معسكرٍ سلّمتهُ عنقي
يرنو لرأسي في المنام

*
سئمٌ أنا بالوقتِ

يُزهَقُ من عيونِ أناملي

من بعدها الصّحراءُ لاهثةً

إلى حُلُمي سدىً   

لتشقَّ كيسَ الأكلِ كالجمِلِ الصَّبورِ

بواحةِ خضراءَ

من بعد الصّيامْ

*
بيض ٌ، بطاطا

علبةُ السرّدينِ تَجْعَلُ شاعرًا منّي

وحَرْفي  يلتوي قَلِقًا

يسرّحها ببحر البارجاتِ

املأ  فراغَ الكرشِ

لا تحسبْ

فَدُنْياكَ الحسابُ الآخريُّ  
وَعِدْ عيونَك بالنّساء المارقاتِ

على هواهُ البحرُ

أنتَ هواؤها حيفا التي في البالِ

ما في البالِ متّسعٌ

سوى للنسمةِ الـ.. ردّت ربيعَ الرّوحِ

حيفا ريحَةُ الأحبابِ والأطيابِ

ما حيفا خَواءُ الضّوءِ يعوي للسُّخامْ

.

***

2

*

لرغيف الخُبزِ أدنو
فأبسملُ.. وأمزّقُ .. وأغمّسْ
إنّ فنَّ الغَمْسِ عند العُرْبِ
تقليدٌ مقدَّسْ

*
وأُرنّمُ من مواويل الصَّبا
كرملي المسحورُ أُغنيةُ الظِّبا
كانَ يا ما كانَ ،ما أحلى المكانْ
..كان لي أرضٌ وعِرْضٌ
كان لي طولٌ كطولِ السنديانْ

*
ثمّ أصمتُ ..أتأمّلُ.. أتفكّرْ..
باردٌ ..

ولذيذ الملمسِ  السّورُ ،المعسكر
وهواءُ الجوِّ  في الدّاخل مكبوتٌ وأغبر

*
يغْرقُ التفكير في عرقي
فأغفو مغمضًا عينيَّ
 في نومٍ عميقٍ وحزينْ
ثمّ أصحو، أتذكّر

رَكْوَةُ القهوةِ تغلي

لَيْسَ في العِدَّةِ سُكَّر

ها أنا أنظرُ مشدوهًا إلى بابِ المعسكرْ
يخرجُ الجُنْدُ كسالى من زنازين القطارْ
عائدينَ مِنَ الإجازة
أشربُ القهوةَ

في ظلِّ  الشجيراتِ الصّغيرة

قبلَ أن تُغزى عيوني

بلهيبِ الشّوقِ من شمسٍ

أحبَّتنِيَ مصلوبًا على

بابِ المعسكر

*
نصفُ ساعة..

للطّعام

مرَّ وقتي والسّلام

يبدأُ الشغلُ ،قيام..

..

ها مكانٌ قد خلا متقمّصًا مُرَّ الكلامْ

 

التعليقات