16/04/2012 - 17:51

بنتُ الحرّيّة / منتصر منصور

في غرفةِ التّحقيقِ قال الأسيرُ للعدوّ: أنتَ السّجينُ بينَ قضبان حُلمي ومسحَ عن عينيهِ أثرَ اللّكمةِ وحدّق في طيرٍ

بنتُ الحرّيّة / منتصر منصور

في غرفةِ التّحقيقِ

قال الأسيرُ للعدوّ:

أنتَ السّجينُ بينَ قضبان حُلمي

ومسحَ عن عينيهِ أثرَ اللّكمةِ

وحدّق في طيرٍ

يُمسكُ بطرفِ السّماءِ،

ينزفُ:

ربّما الموتُ أكثرُ حياةً/ هنا

بينَ أضلعِ السّجنِ تنمو الحرّيّةُ

كأنّها الفكرةُ الغائبةُ 

النّائمةُ فوقَ جسدي

نذرتُ للحرّيّةِ صومَ ألمي

فصارَ الجوعُ يطعمُ الحرّيّةَ

أرقَ السّجّانِ، أنا السّجانةُ

وبنتُ الحرّيّةِ/ أنا

كلّما ولدتُ كألمِ الزّنزانةِ

من رحمِ الأملِ

خدشتُ بسوطِ الوقتِ

حُلمَ أسيادِهم فاعتلى

العدوَّ يوميَ، دلّى رجليهِ

وقال لي:

البندقيّةُ أطولُ عمرًا منكَ

قلتُ: لنْ يصدأَ الحُلمُ

وقد تعمّدَ بالدّمِ

قال: أسرٌ وعسكرٌ وغدْ

قلتُ: وجَعُ الحُلمِ أمسِ

لم يأتِ بعدْ

قالَ: ليس للأحلامِ حيّزٌ/ هنا

قلتُ: ليسَ للوقتِ مفرٌّ، سأنتظر

عدّلتُ من جلستي لأرى الغدَ

أكثرَ وضوحًا في أعينِ سجّاني

ابتسمتُ للحرّيّةِ من وراءِ العتمةِ

حملتُ بيميني كتابي

وبشمالي حجرًا

قصدتُ الغربةَ في وطني

وهمستُ بأذنِ طفلٍ:

خلفَ الظّلامِ يولدُ قمرًا

 

(إهداء إلى الأسيرة المناضلة الحرّة هناء شلبي، وعدنان خضر، وجميع الأسرى الصّامدين في وجه السّجان الاسرائيليّ).

التعليقات