10/04/2018 - 15:25

دور الأجداد في الأسرة

يجب على الأهل والجدين ملاءمة توقعات حيال التعامل مع الأولاد بشكل راقي، عن وضع الحدود، ما هو مسموح وغير مسموح ، حول قراءة القصص ونوعها، الأكل وطرق الأكل، اللعب واللبس وأماكن الزيارات، النوم ، الحلويات وكمياتها والتسالي، وكل التفاصيل

دور الأجداد في الأسرة

للجد والجدة دور أساسي ومركزي في حياة الأحفاد، وقد تكون لهما الحاجة الماسة في حياة العائلة وخاصة في أيامنا ووقتنا الحالي حيث يتواجد الأب والأم، في معظم العائلات الحديثة، خارج البيت بهدف العمل، ونحن نلحظ اليوم أن الأهل يقضون في العمل ساعات أكثر من ساعات دوام الأولاد في المدارس والحضانات وبعد ذلك النوادي المختلفة، الأمر الذي يضطر الأجداد لأخذ دورهم في مساعدة العائلة، وذلك إما بتوصيل الأحفاد إلى بيوتهم أو حضانتهم في بيوتهم لساعات إلى حين يتمكن الأهل من إنهاء العمل وأخذ الأولاد للبيت.

عندما يصبح الأهل أجدادا، يعتريهم فرح كبير بولادة الأحفاد، حيث يشعرون أن أحفادهم امتدادا طبيعيا لهم، الشيء الذي يشعرهم بالاكتفاء النفسي والعاطفي، مصحوب بحساسية مفرطة عن كيفية أخذ دورهم في هذه المسؤولية الفطرية التي يشعرون بها نحو الأحفاد مصحوبة بقلق، نوعا ما، حيث لا يعرفون كيف يمكنهم المساعدة وأخذ الدور، وفي كثير من الأحيان لا يُقدَر أو يحتَرم دورهم المفرط والزائد عن حده وتدخلهم المبالغ فيه لأحفادهم وأولادهم، فالجميع يريد مصلحة الحفيد، والمشاكل تنبع في الحالات التالية:

  • عندما لا يكون توافق بين رغبة الأولاد في التربية وبين تربية الأجداد لأحفادهم.
  • الأولاد لا يريدون إشراك الأجداد في العملية التربوية.
  • الأولاد يتوقعون الكثير من الأجداد وأكثر من اللازم.

يجب أن نتذكر دائما:

  • الأهل هم المسؤول الأساسي والأول عن تربية الأولاد وليس الأجداد.
  • دور الأجداد يأتي لمساعدة الأولاد على الأحفاد، إعطاء الحب والدعم.
  • يجب عدم معارضة الأجداد لقرار الأهل، وخاصة أمام الأحفاد، يجب إشعار الأحفاد أن قرار الأهل هو المرجعية لاتخاذ قرارات حاسمة وملحة.
  • عدم انتقاد الأجداد للأولاد المستمر عن كيفية تربيتهم لأولادهم فهذا من شأنه أن يخلق حساسيات ونفور.
  • على الأجداد أن يتذكروا عامل الزمن المختلف بين التربية التي تربوا وربوا أولادهم عليها، ومحاولة تطبيقها على أحفادهم، فلكل زمان قيمه ومفاهيمه التي تتغير مع الوقت.
  • على الأجداد التشاور مع أولادهم في قضايا تربوية قبل اتخاذ أي قرار بشأن الأحفاد.
  • عدم إغداق الهدايا من قبل الأجداد لأحفادهم ، كنوع من التدليل المفرط ، والهدايا المبالغ فيها والغير هادفة.
  • بعض الأجداد يحاولون ممارسة والديتهم من جديد عن طريق أحفادهم، فنراهم يحاولون إصلاح ما لم يعملوه مع أولادهم أو لمجرد تقريب الأحفاد إليهم حتى أكثر من أهلهم أحيانا.

من ناحية ثانية هل يجب ان يقاتل الأجداد من أجل رؤية أحفادهم ؟؟ كيف يمكن للأولاد أن ينصفوا أهلهم؟

كثيرة هي العائلات التي تحرم الأجداد من هذا الحق بالتمتع بالقرب من أجدادهم، خاصة بعد أن يكبر الأولاد قليلا ويستقلون، ولا تعد هناك حاجة عملية للجد والجدة، تذكروا أن الجدين هما ليسا مربية أخرى من المربيات أو حاضنة.

لاينصفون طرف من أطراف الجدين، فيكون تمييز بين أهل الأم وأهل الأب من ناحية تقريب الأحفاد لهم ، فمن المهم أن يكون تقسيم الوقت بين الأجداد منصفا وبالتساوي .

كون الأهل يقضون وقتهم الكافي مع الأولاد ولا يحسبون حساب لوقت دار الجد.

خوف الأولاد المفرط من تدليل الاجداد لأحفادهم وكسر القواعد لدى الوالدين أثناء زيارة الأهل القصيرة ولو مرة في الأسبوع غير مبررة لانقطاعهم عنهم، فيمكن الرجوع إلى القوانين بسهولة في البيت، ويجب التذكر أن الأولاد بحاجة لدار الجد وحنانهم ومحبتهم أيضا.

على الأولاد التذكر دائما أن الأجداد( اهلهم) أكثر خبرة منهم في الحياة التربوية ويجب ألا يضايقهم سماع ملاحظات الجد أو الجدة لهم.

لأجل تأثير تربوي سليم على الأحفاد يجب مراعاة ما يلي:

يجب على الأهل والجدين ملاءمة التوقعات حيال التعامل مع الأولاد بشكل راقي، وعن وضع الحدود، ما هو مسموح وغير مسموح ، حول قراءة القصص ونوعها، الأكل وطرق الأكل، اللعب واللبس وأماكن الزيارات، النوم ، الحلويات وكمياتها والتسالي، وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي من شأنها أن تخلق توترات وسوء تفاهم بين الطرفين حول تربية الأولاد والنقاش مفتوح دائما ولكن ليس بحضور الأولاد على الإطلاق.

وعن ذلك سألنا العديد من الاهل والجدين عن الموضوع:

قالت لنا سيدة : "حماتي حنونة ومعطاءة ولكنها لا تتكل علي في وجودي كأم تريد المزاودة في كونها تطعمهم أكثر مني وتهتم بهم أكثر مني وتحرص عليهم أكثر مني وهذا يضايقني".

توجهنا لجدة من الجدات قالت لنا:" بنات اليوم لا يهمهن سوى أنفسهن، تترك الولد بدون لباس دافئ لا يهمها أذا برد الولد".

أما عن أب من الآباء فأضاف:" حماتي تترك أولادي طيلة مكوثهم عندها يشاهدون المسلسلات التافهة معها، وأصبح أولادي يرددون مصطلحات لا يفهمونها، وتصطحبهم إلى زيارات عند النساء لشرب قهوة، عدة مرات نبهناها من ذلك دون فائدة".

قال لنا جد من الأجداد المثابر على اللعب مع حفيده:" أنا متقاعد من فترة وعندما يكون حفيدي هنا أشعر انه يسليني ويخفف من وحدتي لا أعرف كيف كنت سأقضي وقتي بدونه".

وفي المجمل نقول أن وجود الأجداد هو نعمة من النعم، كونهما يوفران الحنان والعطاء للأحفاد في معظم الأحيان، ويكونوا عاملا مساعدا للأهل في حال تواجدوا في الحياة وفي مقربة من مكان سكن العائلة، ولكن يجب دائما التمييز بين مساعدتهم وفرض طرق تربية مختلفة ومغايرة لتربية الأهل، الشيء الذي يؤثر سلبا على الجميع وفي المقدمة الأحفاد.  

 

 

 

 

 

التعليقات