21/04/2018 - 14:46

تساؤلات الأبناء حول الجنس والجنسانية

من أين أتيتُ؟، كيف يولد الطفل؟، كيف تصبح الأم حاملاً؟، يبدأ اهتمام الأطفال بأجسادهم وبالفروق بين الذكور والإناث بجيل مبكرة

تساؤلات الأبناء حول الجنس والجنسانية

لأبنائنا وبناتنا تساؤلات عديده حول أمور عديدة تدور من حولهم، وإحدى هذه الأمور تتمحور حول المواضيع الجنسية التي تجعل الأهل في حيرة لكيفية الإجابة عليها والتعامل معها، كالأسئلة التالية:

من أين أتيتُ؟، كيف يولد الطفل؟، كيف تصبح الأم حاملاً؟،  يبدأ اهتمام الأطفال بأجسادهم وبالفروق بين الذكور والإناث بجيل مبكرة، ويمكن أن نواجه هذه التساؤلات في جيل 3 سنوات، مع تفاوت من طفل لآخر، فهنالك من يبدأ بالتساؤل في جيل متقدمة أكثر. 

إن هذه التساؤلات تشير إلى سيرورة صحية وطبيعية، ففي حال بلوغ الطفل سن الثمانية أعوام ولا يتساءل حول هذه الأسئلة، علينا المبادرة نحن كأهل لتزويده بالمعلومات بشكل تدريجي، ويتطور عمق الأسئلة مع التقدم في جيل الطفل ونضوجه، فيتعلم من تجاربه، إن كنا كأهل مرجعاً آمناً وكافياً لحب استطلاعه. من الطبيعي أن يشعر الأمهات والآباء بالحرج والتوتر عندما يواجهون تساؤلات كهذه، مما يؤدي أحياناً لصعوبة بالتعامل فيختار البعض التهرب منها، تجاهلها، تزويدهم بمعلومات خاطئة أو حتى الإجابة عنها بطريقة استهزائية، حيث تترك أولادهم غير مقتنعين، غير مكتفين، وأحياناً مع شعور بالذنب، مما يؤدي لعدم توجيههم أسئلة أخرى لنا في المستقبل. ويبقى حب الاستطلاع في أعماق الطفل أو المراهق، محاولا البحث عن الإجابات في مصادر أخرى، منها ما هو غير موثوق به، بل يشوه كل مفهوم الجنس ويترك الطفل أكثر تخبطا حاملا لمفاهيم مغلوطة، مثل معلومات من أصدقاء من نفس الجيل أو من مواقع إباحية وغيرها، من حيث أنه في زمن الشاشات الذي نعيشه أصبحت هذه المواضيع في متناول أيادي أبنائنا، وإن كنا نعتقد أنهم غير منكشفين عليها، فإننا نعيش في أوهام من شأنها أن تجعلنا نخفف من ضغطنا وشعورنا بالمسؤولية، لذا نوصي أن يكون الأهل المرجع الأساسي للأبناء وذلك بفتح قنوات اتصال مباشرة مع أبنائهم وبناتهم بشتى المواضيع وبالذات فيما يخص الجنس.
كيف يمكن ان يكون الأهل مرجعاً أساسياً لأبناهم؟


من خلال اي حوار نقوم به مع أبنائنا يجب الحفاظ على "حوار محمي" حيث يتضمن عدة نقاط:

• الإصغاء لما يقوله الأولاد ، والإصغاء معناه الاستماع لهم بكل حواسنا، وأن يكونوا "بالمركز" وعدم مقاطعتهم.
• احترام آراء وتساؤلات الأبناء وعدم الاستهزاء بهم، حتى وإن كان التساؤل بنظرنا غير مهم، فلكل تساؤل عندهم، تكمن الحاجة للمعرفة.
• تقبل التساؤلات وتدعيم الأولاد لأنهم قاموا بتوجيه الأسئلة لنا، كأن نقول: "جيد أنك تسألني"، فيفحص الأولاد من خلال هذا الحوار مدى تقبل الأهل لحب استطلاعهم.
• الحفاظ على خصوصية الأولاد فهم غالباً يفضلون السرية وعدم البوح أمام الآخرين بالحوار الذي يدور بيننا كأهل وبينهم.
• عدم الانتقاد اوإشعارهم بالذنب تجاه التساؤلات.


بعد الإصغاء للابن يتوقع أن يسمع إجابة من الأهل واليكم بعض التوجيهات:
* عندما يتساءل الابن، يمكن ان نوجه له في البداية سؤالاً مثل: "ماذا كنت تود أن تعرف بالضبط؟، ماذا تقصد؟، هذه المرحلة يمكنها ان تحدد التساؤل وتجعلنا قادرين أكثر على الإجابة عليه بشكل محدد.
* مهم جدا تزويد الابن بمعلومات صحيحة وحقيقة وعدم تشويهها.
* لا حاجة لشرح مفصل يمكن للإجابة بأن تكون بحجم السؤال ويجب تبسيطها بالتلاؤم مع جيل الطفل، تفكيره، مفاهيمه واحتياجاته مثلاً :


س- كيف أتيتُ انا؟
ج - من بطني؟
(احياناً يستكفي الطفل بهذه الإجابة) أو يستمر بالسؤال:
س- كيف تلد الأم؟
ج - يخرج الطفل من بطنها.
س - كيف؟ من أين؟
ج - هنالك فتحه في قاع بطنها تتوسع وقت الولادة ويخرج منها الطفل.


* يمكن الاستعانة بكتب معينه ترونها مناسبة لجيل الأطفال والتي تساعد على توضيح الشرح بأسلوب مبسط، ومهم هنا ان تكون لديكم نظرة ناقده تجاه الكتاب فليست جميعها ملائمة.
* في ظل كل هذا يختبئ وعينا الباطني الذي يؤثر علينا بشكل كبير، ويجد الطريق الذي يصل بها الي أبنائنا. فإن كنا خائفين من هذه التساؤلات يصل خوفنا الى الطفل بملامح وجهنا، أسلوب حديثنا، توترنا وغيرها من إشارات، الشيء الذي يمنع الطفل من تكرار المحاولة، إن كنا فخورين بأن طفلنا يكبر ويعبر عن حب استطلاعه ويرانا عنواناً لهذه الاسئلة أيضاً، يصل فخرنا للطفل فيعززه ويشجعه ليعاود المحاولة في المستقبل، لذا يشكل وعينا لأنفسنا كأهالي ولمشاعرنا تجاه هذا الموضوع أساساً متيناً، ولنبدأ بالسؤال كل مع نفسه: ما هي المشاعر والأفكارالتي تراودني تجاه هذا الموضوع وتجاه تساؤلات ابني او ابنتي؟

سحر نخلة

 

 

 

سحر نخلة مستشارة تربوية

التعليقات