أخصائية تغذية: رمضان فرصة لاتباع نظام غذائي صحي

أخصائية تغذية: رمضان فرصة لاتباع نظام غذائي صحي

يستغل الكثير من الصائمين رمضان لتغيير نظام التغذية الذي يتبعونه على مدار العام، ليصبح الشهر فرصة للتغيير واتباع نظام تغذية سليم وصحي. وأجرى "عرب 48" حوارا حول هذا الموضوع مع ماريا مراد، لقب أول في علم الغذاء ولقب ثان في علم التغذية وحاصلة على شهادة (GCP)، تعمل في مجال الأبحاث العلمية في مستشفى "رمبام" بحيفا، وتخطط لتخصص في التغذية السليمة لمرضى السكري.

وقالت أخصائية التغذية في مستهل الحديث إن "شهر رمضان فرصة للتخلص من الوزن الزائد، الكولسترول الزائد وضغط الدم العالي، وفرصة للتعود على نظام صحي دائم".

"عرب 48": هل يُعتبر شهر رمضان فرصة لإتباع نظام غذائي سليم؟

مراد: يتعرض الجسم لعدة تغيرات خلال ساعات الصيام نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب، من أهمّها زيادة إنتاج السكر، وقف إنتاج هرمون الأنسولين من البنكرياس، وهو هرمون يساعد في إدخال سكّر الدم إلى خلايا الجسم. وفي المقابل، ينتج البنكرياس هرمونات أخرى تتسبّب في إطلاق مخزون السكر من العضلات والكبد إلى مجرى الدم، وتغيرات أخرى. ويعتبر البعض أن رمضان فرصة اختيار نمط حياة صحي والتخلي عن العادات الغذائيّة السيّئة. من أجل الانتفاع من الفوائد الصحيّة للصيام وتجنّب أيّ أبعاد صحيّة سلبية من المهمّ تخطيط الوجبات الغذائيّة بحسب برنامج ملائم لصحة كل شخص.

"عرب 48": ما هي التوصيات لاتباع نظام غذائي صحي في رمضان؟

ماريا مراد

مراد: يتغير نظام التغذية خلال فترة الصيام لتصبح وجبة واحدة رئيسية وهي وجبة الإفطار، ووجبة إضافية خفيفة وهي وجبة السحور، وأفضل التوصيات لوجبة الإفطار هي بدء وجبة الإفطار بحبة تمر وشوربة غنية بالخضروات، وأن تعتمد الوجبة الرئيسية على الخضروات، وعدم الإكثار من أنواع الطعام. كذلك تشير الدراسات إلى أنّ المضغ البطيء للطعام يساعد في زيادة الاستمتاع بالوجبة، يمنح فائدة أكبر من القيمة الغذائيّة للطعام، يجعل الهضم أسهل، يُجنّب الغازات والانتفاخ، يزيد من الشّعور بالشبع، ويؤدي إلى استهلاك كميّة أقلّ من السّعرات الحراريّة. وكذلك استهلاك الأغذية الغنيّة بالألياف الغذائيّة فإنّ استهلاك الحبوب الكاملة في وجبات الإفطار والسحور مرتبط بالشبع لفترة أطول وبمستوى أعلى من الطاقة والنشاط. الاهتمام بشرب الماء لتعويض الجسم بالسوائل التي خسرها. وأهم توصية هي تقسيم وجبة الإفطار إلى مراحل، أي بعد حوالي ساعتين، يمكن تناول طبق رئيسيّ يحتوي على اللحمة الحمراء أو الدجاج أو السّمك مع الحبوب الكاملة والخضار المطبوخة. أمّا الوجبة الثالثة التي قد تليها بساعتين، فمن الممكن أن تحتوي على الفواكه، القليل من المكسّرات، الذرة الصفراء، والسحلب أو المهلبيّة أو القطايف قليلة الدسم.

"عرب 48": ما هي أهمية عدم التنازل عن وجبة السحور؟

مراد: يُنصح بتناول وجبة السحور قبل البدء مجدّدًا بالصوم، وهي توفّر للجسم السوائل والعناصر الغذائيّة الهامة التي يحتاج إليها الجسم خلال ساعات الصوم القادمة. من المهمّ التركيز على الأغذية التي يستغرق هضمها وقتًا طويلا مثل الشوفان والحليب والفواكه، تناول هذه الوجبة المباركة يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، تساعد الإنسان على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد، تمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقدان الخلايا الأساسية للجسم، وتنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.

"عرب 48": ما هي العادات التي يُنصح بتجنبها على مائدة الطعام؟

مراد: يكثر في رمضان تناول الحلويات، ولكن صحيا يُنصح بتحضير الحلويات بشكل سليم مثلا يُنصح باستبدال الحلويات بالفواكه وبأطباق تحتوي على كميّة قليلة من الدهون، مثل السحلب أو المهلبيّة أو القطايف المشويّة بدلا من المقلية. ومن المهم تجنب الملح وخاصة المخللات والمسليات المصنعة، إذ أن الملح يزيد من حاجة الجسم للماء والشعور بالعطش.

"عرب 48": ما هي أهمية التغذية السليمة في رمضان؟

مراد: إن ثقافة التغذية السليمة من الأمور التي باتت تبرز في مجتمعنا. إذا ازداد الوعي لأهمية اتباع نظام تغذية سليم سيكون له تأثير على صحة المرء الجسمانية والنفسية، فالحصول على تغذية سليمة يساعد على تقليل تعرض الجسم للإصابة بالأمراض كخطر الإصابة بالسمنة، ومرض السكري، والعدوى، والإعياء، خاصة إذا كان ذلك إلى جانب أداء بعض التمارين الرياضية. وتعتبر التغذية السليمة مهمة للأطفال، لنمو صحي سليم، وتقليل خطر إصابتهم بمشاكل في النمو، وتؤثر على تحصيلاتهم المدرسية.

"عرب 48": ما هي الخطوات لاتباع نظام تغذية صحي في رمضان؟

مراد: يجب وضع برنامج تغذية صحي بحسب حالة الشخص الصحية ومتطلبات صحته على مدار العام، ولكن مع تغير نظام الوجبات في شهر رمضان تتغير العادات الغذائية، ولا شك أنه لكل شخص عادات غذائية تأصلت به منذ الصغر؛ فبعضها جيد، وبعضها الآخر سيئ، ومن الجدير بالذكر أن التغيير المفاجئ لمثل هذه العادات وغيرها هو أمر صعب بالتأكيد، ولكن يمكن التغلب عليها بوضع خطة منظمة، وأهم هذه الخطوات هي كتابة قائمة بالعادات الغذائية الخاصة بالشخص، وذلك بتدوين كل ما يتم تناوله، والطريقة التي يتم بها تناول الطعام وذلك على مدار عدة أيام. تحديد العادات الغذائية غير السليمة، والتي عادة ما تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام مثل تناول الطعام بسرعة كبيرة، وتناول الطعام على الرغم من عدم الشعور بالجوع، وتناول الطعام بوضعية الوقوف، والإفراط في تناول الحلويات. التخلي عن العادات غير الصحية ومحاولة اتباع العادات الصحية، ويكون ذلك بعد معرفة الأسباب الكامنة وراء العادات السيئة، ومحاولة مراقبة الشخص لنفسه، بالإضافة إلى التحلي بالصبر.

 

التعليقات