حين يطل رمضان على أهالي البطوف

حين يطل رمضان على أهالي البطوف

يحل شهر رمضان بعد عدة أيام، حيث يجهز الناس أنفسهم لاستقبال هذا الزائر وصيام أيامه، وينظرون إلى أن يكون فاتحة خير وأمل من أجل تحسين أوضاع حياتهم على كافة الأصعدة.

التقينا الشاب خالد الصح من مدينة عرابة البطوف، وهو يعمل في 'العريشة'، المقامة في موقعٍ مناسب للذاهبين إلى عرابة والعائدين منها.

في العريشة تجد الكثير من الملذات ما يجعلك لا تمل من تفقد الخضراوات والفواكه والمخللات على اختلافها، بالإضافة إلى البهارات والذرة المشوية والساندويشات، إلى جانب محلات الحلويات والعصائر والمقاهي وغيرها، تأخذك إلى رمضان وسهراته.

خلف هذا المكان هناك مكانٌ تنبعث منه الروائح العطرية وبوصفاتٍ لا تنتهي مِن المستحضرات التي تفيد النساء والرجال، الكبار والصغار، وهناك قوارير صغيرة لمن يرغب بالحصول على معلومات كافية مِن أجلِ استعمالها كدواءٍ أو طبٍ عربي.

حدثنا الشاب الصح عن الواقع الصعب الذي يعيشه المواطنون العرب في منطقة البطوف، عرابة، دير حنا وسخنين.

وقال الصح لـ'عرب 48' إنّ 'الواقع الاجتماعي صعب جدًا، كثير من الناس لا يملكون مالا يشترون به، وقد يكتفون بالقليل جدًا مِن أجلِ حياةٍ عائلة هادئة'.

وعن العريشة قال إن 'أجمل ما في العريشة تلك اللقاءات والصحبة في المكان، فالعلاقات الاجتماعية هي رأس مال المكان'.

وعن بلدة عرابة التي اعتادت على استقبال الضيوف واحتضانهم، قال الصح إنه 'يحلو للمارين من دير حنا إلى عرابة رؤية الفانوس الضخم في الشارع الرئيس لعرابة، هذا الفانوس هو أول مَن أعلن عن قُرب حلول شهر رمضان المبارك، وبقربه محل حلويات شرقية وغربية تفتح الشهية، حيثُ الكنافة النابلسية والنصراوية، التي تترك رائحة وطعمًا لا يُقاوَم'.

وأكد أن 'عرابة بكرمها وعطائها، تُرحب بالجالسين الباحثين عن طعمٍ لذيذ من الحلويات، الأهالي يرحبون بالجميع، وهم سعداء أنّ شهر رمضان المبارك يقف على أعتاب المكان في انتظار الفرحة التي ستمتد لشهرٍ كامل، إنه زائرٌ لطيف، يحملُ معه هدوءً وسكينة وصفوة الفِكر والحُب للجميع، هكذا يجب أن يكون رمضان حاضنا ومُحبا ومُقبلا على الخيرات التي لا تنتهي'.

وقالت امرأة من عرابة، فضلت عدم ذكر اسمها، التقيناها في حانوت للفواكه والخضار: 'لن تُصدقيني إن قلتُ لك أن هناك فقرا مدقعا في مجتمعنا العربي وقد تظنين أنني أبالغ في ذلك، العديد من العائلات لا تأكُل إلا صنفًا واحدًا من الطعام يوضع على مائدة رمضان أمام العائلة الصائمة، بمن فيهم الكبار والصغار'.

وأضافت أنه 'بالإضافة إلى أوضاع الأسر الصعبة فالبعض يبذر دون حساب. شخصيا أكتفي بطبخةٍ واحدة، تكفيني أنا والعائلة، ليس بُخلاً بالتأكيد، وإنما إكرامًا لما يمنحنا إياه الله سبحانه وتعالى، وهو من أوصانا بعدم التبذير، فالطعام الذي نلقيه في سلة النفايات، ليسَ أمرًا مقبولاً، وإذا كنّا قد أكلنا بما يكفينا، فلنجعل الآخرين يأكلون هم أيضًا مما رزقنا الله به، فهناك من هم أحق به مِني ومنكِ'.

وعن أجواء رمضان قالت المرأة: 'ها هو شهر رمضان المبارك يطل أقرب مما نتوقع، ففي أقل من أسبوع سيزورنا ضيفنا المحبب، ونحن ننتظره بفارغ الصبرِ كُلِ ليلةٍ كي نصلي لله على ما أعطان من نعم الخالِق'.

وأشارت إلى ضرورة إشاعة أجواء من التكافل الاجتماعي، وقالت إنه 'علينا أن نفكِّر بغيرنا، فلا يُعقل أن نأكُل ونحنُ نعرف أنّ جارنا لا يملك ثمنًا للطعام والشراب، ومَن يُكرِم الإنسان يكرمه الله عزّ وجل، هذا هو شعبنا بعاداته وتقاليده الطيبة'.

وقال الشاب محمد غنايم من سخنين لـ'عرب 48' إن 'الأهالي لم يشعروا بعد بالأجواء الرمضانية بعد بسبب انشغالهم بهمومهم الحياتية، لكنني أعتقد أننا مع بدء رمضان ستتغير الأجواء وتحل نسمات الشهر الفضيل على الجميع'.

وأضاف أنه 'من الضروري والمهم جدا أن نستغل هذا الشهر المبارك لبث روح المحبة والألفة من خلال البرامج والأمسيات والمواعظ، وطوي صفحات سلبية تصدرها العنف والإجرام'.

وختم بالقول إن 'رمضان فرصة لترسيخ وتعزيز قيم مجتمعنا كمجتمع عصامي شد بعضه بعضا، وعلينا ألا ننسى ما يمر به أسرى الحرية وأبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية في مختلف بقاع الأرض، متمنين أن تتغير الأحوال وينعم الجميع بالأمن والأمن والسكينة والسلام'.





















التعليقات