رمضان 2017: استعدادات متواضعة وآمال كبيرة

رمضان 2017: استعدادات متواضعة وآمال كبيرة

تجولنا في بعض البلدات العربية بالداخل الفلسطيني، خلال الأسبوع الجاري، ولمسنا عن قرب عدم جهوزية المواطنين حتى اليوم لاستقبال شهر رمضان المبارك.

بدت الاستعدادات متواضعة، لكن الغالبية العظمى من الناس لم تلتفت بعد إلى هذه المناسبة، ولم تزر المحال التجارية للتزود بحاجيات ومستلزمات رمضان حتى الآن!

ويبدو أن الكلمات التي ذكرها التجار مثل 'الحال صعبة جدا' و'هذا هو حالُ البلاد' كافية لوصف الأوضاع الراهنة.

ولا تزال المحال التجارية تنتظر الزبائن وشراء الأغراض والحاجيات للموائد الرمضانية، وأبرز المشتريات في رمضان كما يقول زينو حيدر من من قرية عبلين، 'الحلويات والسكاكر والمشروبات الباردة، لترافق الصائمين خلال الشهر الفضيل، وطبعا لا غنى عن فنجان القهوة بعد الإفطار'.

جهوزية

وعن الجهوزية لاستقبال رمضان، قال شهد شواهدة من الناصرة، لـ'عرب 48' إن 'كل شيء عندنا جاهز، فشهر رمضان كريم يطل علينا مرة في العام وعلينا أن نستقبله كما يليق به'.

وتمنى شواهدة أن 'ينعم الصائمون بالخير واليمن والبركات والعيش الكريم رغم الظروف الصعبة التي نعيشها'.

ويعتقد بعض التجار أنّ 'المنافسة مع المحال التجارية الكبيرة، ليست أمرا سهلا، حيث تعج المجمعات بالماركات العالمية وتتمتع بحركة تجارية نشطة بشكل يومي، بينما في المحال التجارية الصغيرة ننتظر رمضان فهو فرصة للبيع وزيادة المدخول'.

وتظهر معظم المحال التجارية في البلدات العربية الزينة الرمضانية والأنوار الزاهية للفت أنظار الصغار والكبار وجذبهم للشراء، بينما يرى شواهدة أنّ 'الشبكات الكبيرة قادرة على المنافسة بقوة، أما المحال التجارية الصغيرة نسبيا فعليها أن تقدّم الأجود لإرضاء الصائمين'.

الحلويات طعم ورائحة وتراث

دخلنا محلا للحلويات بالناصرة، كان قد افتتحه المرحوم الحاج فتحي حسن في المدينة في العام 1967، ثم ورثه أبناؤه ونجحوا في استقطاب محبي هذا النوع من الحلويات، ولاحقا افتتحوا فرعا في سخنين ثم في شفاعمرو عام 2000، وتم افتتاح فرع في مدينة بئر السبع في العام 2014.

يعمل صُنّاع الحلويات بمتعة، رغم أنّ عملهم ليس بهينٍ، إنه يتطلب الكثير من الأمور والمواد، وهناك ضرورة للحفاظ على الهدوء وراحة النفس من خلال ابتسامةٍ جذابة، تجعل الراغبين بالشراء يُقبلون بمتعة على الشراء.

الكرم كتاب يُقرأ من عنوانه

أصرّ الشاب باسل حسن على تقديم 'الكنافة' المحشوة بالجبن والمشبّعة بالقطر المُحلى، وقال إن 'المسألة ليست مسألة تذوُق فحسب، بل هو كرمٌ تعوّد عليه شعبنا، وهذا ما يزيد الإقبال على المحال التجارية المتسامحة مع أبنائها في شهر رمضان المبارك وسائر الأيام، والكرم عادةٌ تكاد تختفي للأسف، رغم أنّ هناك من يحتاج للقمة أو قطعة حلوى تسكت جوعه في ظل هذا الظروف القاسية'.

شهر الخير

زرنا محطةٌ أخرى وهي محل بيع البوظة في شفاعمرو، وقال صاحب المحل عماد حوراني لـ'عرب 48' إن 'الواقع الاقتصادي صعب جدا'.

وأشار حوراني إلى 'وجود عدد كبير من الفلسطينيين في الداخل بحاجة إلى دعمٍ مادي سريع، بعض العائلات لا يمكنها الحصول على وجبتها في شهر رمضان بسبب الفقر المدقع، وقد اتفقت مجموعة من التجار في منطقة حي عين عافية في شفاعمرو أن يُساعِد كُل تاجرٍ بمبلغٍ معيّن يتم توزيعه على المحتاجين، وضرورة التعامل بسرية تامة، كي لا يتم المس بمشاعر المحتاجين'.

وقال ثائر أبو راس من بلدة عيلوط لـ'عرب 48' إنه 'توجد ضرورة مساعدة الفقراء فُهُم كثر'. وأضاف أن 'هذه المساعدة يجب أن تسير بشكلٍ هادئ دون المس بمشاعر الآخرين من المحتاجين'.

وأكد أنه 'يجب عدم التبذير، وشراء ما نحتاجه وليس ما هبّ ودب كما يفعل البعض من الجيل الجديد الذي لا يفكر بالمستقبل، وإنما يصُب جل اهتمامه بصرعات العصر التي لا تفيد ولا تُسمن من جوع، وأتمنى للجميع شهرا مباركا وهادئا'.

وختم أبو راس بالقول إن 'رمضان فرصة تعلق عليه آمال كبيرة لتحقيق كل الأمنيات والتطلعات'.















التعليقات