اتفاق استقدام الأئمة العرب في رمضان يشغل اليمين الفرنسي

اتفاق استقدام الأئمة العرب في رمضان يشغل اليمين الفرنسي

اختارت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليمينية، قضية الأئمة الذين تُرسلهم عدد من الدول العربية والإسلامية، وخاصة المغرب والجزائر وتركيا، موضوعا لغلاف عددها الصادر اليوم الأربعاء، قبل ساعات من حلول شهر رمضان، رغم أن هؤلاء الأئمة يتم استقدامهم بموافقة السلطات الفرنسية وفق اتفاق يعود إلى عقود سابقة.

وخلطتْ الصحيفة بين الاعتداءات الإرهابية التي تضرب فرنسا، وبين وصول نحو 300 إمام إلى البلاد للخطابة والصلاة في شهر الصيام الذي تعرف المساجد فيه إقبالا لا تعرفه في باقي الشهور.

واختارت الصحيفة المُعبِّرة عن رأي اليمين الفرنسي لافتتاحيتها عنوان "صندوق باندورا"، وانتقد الكاتب إيف تريار، اتفاق استقدام الأئمة بين فرنسا من جانب والجزائر والمغرب وتركيا، مؤكدا أن هذه الممارسة "تبدو غير متلائمة مع إرادة إرساء الإسلام في فرنسا بمنأى عن التأثيرات الخارجية"، مُذكِّرا بمحاولات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في هذا الصدد، ورغبة الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، الذي سيتحدث قريبا عن مشروعه حول الإسلام الفرنسي.

وكتب تريار: "هذه المحاولة الجديدة تتهددها مخاطر الفشل. الأمر لن يلائم المسلمين. مسلمو فرنسا، في غالبيتهم، ينتمون إلى المذهب السنّي، وبالتالي فهم لا يخضعون لأي هرمية دينية، ولا لأي سلطة ثيولوجية".

ويُضيف: "كيف يمكن تنظيم الأمر من دون مراجعة قانون 1905، حول الفصل بين الكنائس والدولة"، وهو ما يرى فيه "قضية قابلة للاشتعال، وقادرة على إشعال حرب ديانات".

واستعانت الصحيفة اليمينية بآراء ومواقف فرنسيين من أصول عربية وإسلامية، بينها تصريح لوزيرة الشباب والرياضة السابقة في حكومة ساركوزي، جانيت بوغراب، التي اعتنقت المسيحية، والمنحدرة من عائلة جزائرية دعمت الاحتلال الفرنسي، هاجمت فيه مبدأ قدوم أئمة أجانب إلى فرنسا خلال شهر رمضان، واعتبرت أن "تنظيم قدوم هؤلاء الأئمة هرطقة"، وتساءلت: "كيف يُعقَل في بلد علماني، الإعداد لمجيء أئمة خلال رمضان؟".

وطالب رئيس الحكومة الاشتراكي الأسبق، مانويل فالس، بوضع حد لهذا الاتفاق، متحدثا عن "الفكرة التي نكوّنها عن إسلام الأنوار"، رغم أنه لم يُفكر في تنفيذها حين كان في الحكومة.

وتعود الصحيفة للاعتراف بأن السجال الذي لم تشترك فيه سوى وسائل الإعلام اليمينية، اكتسب بعض القوة بعد الاعتداء الإرهابي الذي ضرب قلب باريس، مؤكدة أنه لن تكون له تداعيات ولا مستقبل.

وتنقل لوفيغارو عن وزير الداخلية الاشتراكي الأسبق، برنار كازينوف، أن "قائمة الأئمة تسلم إلينا قبل شهر من وصولهم، وهو ما يسمح لنا بتفحصها بتمعن. هؤلاء الأشخاص، والذين هم موظفون حكوميون في دول نوقّع معها اتفاقات، يستفيدون من تأشيرة قصيرة الأمد تنتهي في اليوم الأخير من رمضان".

وفضلا عن التنسيق بين الداخلية الفرنسية والبلدان العربية والإسلامية الثلاثة، فإن مجموع ما سيرسله المغرب كمثال، إلى فرنسا هو 210 بين أئمة ودعاة ومرشدين، ويضم الوفد 10 مرشدات للنساء. وتعترف الصحيفة أن وزارة الأوقاف المغربية "تواجه، بشكل مباشر، الحركات السلفية المتشددة".

كما تعترف الصحيفة اليمينية أن "الدعاة العشرة، يمتازون بمستوى جامعي، وسينتقلون من مسجد إلى آخَر"، وأن موضوع الخطب هذه السنة هو "مكافحة التشدد انطلاقا من تأويل صحيح للقرآن".

 

التعليقات