نصائح ذهبية لترشيد الاستهلاك الرمضاني

نصائح ذهبية لترشيد الاستهلاك الرمضاني

في شهر فضيل من أسمى معانيه وقيمه، سمو النفس وارتقائها فوق ما نشتهي، يرتفع الاستهلاك لدى العائلة الصائمة بشكل ملحوظ، بعضه نتاج للعادات والتقاليد التي باتت متبعة في الشهر الكريم، وأخرى ترتبط بتعويض الجوع والعطش بسعة سلة مشتريات المواد الغذائية.

وحول معطيات استهلاك العائلة العربية في رمضان، وجهنا السؤال للخبير ومرشد الاستهلاك، غسان صالح من المشهد، الذي أوضح أنه "أولا من باب العلم، فإن 52% من العائلات العربية تحت خط الفقر، بالمقابل 47% من العائلات العربية تقترض من البنوك، 31% من العائلات العربية تستعين بالقروض الاستهلاكية، ويزداد الطلب على هذه القروض في رمضان".

لماذا في رمضان؟

"لأنه يتزامن مع عيد الفطر والعطلة الصيفية، الأعراس، عيد الأضحى، تخيل كل المواسم التي يعيشها المجتمع العربي تصب في 4 شهور، بناء على ذلك يصبح الاستهلاك في رمضان، وهناك قسم يستهلك أكثر فعليا في رمضان، العائلة العربية المتوسطة تنفق شهريا بمعدل 3200 شيكل على الغذاء، في رمضان يرتفع المبلغ إلى 4800 شيكل في المعدل، وهي زيادة ارتفاع بنسبة 50%، وهو استهلاك على البذخ والترف وليس على الحاجات الأساسية، ومنها الولائم وجزء منها إلى سلة المهملات.

كيف نرشد العائلة لشراء صحيح في رمضان؟

للعلم ترتفع ثمن السلة الغذائية في رمضان ضعف المعتاد، رغم أن الزيادة المفترضة ينبغي أن تكون قليلة، بحكم زيادة الطلب على منتجات خاصة في رمضان، والنصيحة أن تكون عملية التسوق في رمضان إما بعد الافطار، أي ألا تشتري كل ما تشتهي النفس وما تقع عليه العين، وأنت صائم كلما اشتهيت اشتريت، ولذلك التوقيت الصحيح إما في ساعات الصبح الباكر أو بعد الإفطار وهي الساعة المفضلة.

عمليا، عائلة من 5 أنفار كم ينبغي أن تنفق على السلة الغذائية؟

تنفق عائلة يهودية من 2.7 نفر ما معدله 2600 شيكل، على السلة الغذائية، بينما تنفق العائلة العربية المكونة من 3.7 نفر 3200 شيكل، في حالة 5 أنفار بما في ذلك اللحوم وكل ما يلزم 3500 شيكل شهريا، ولا نتحدث عن حالة تقشف وإنما عن وفرة في الغذاء، هذا هو المعدل المنطقي، تحدث زيادة في العزائم والولائم في رمضان، وهذا ليس خطأ ولكن ينبغي ألا نبالغ في إعداد طعام قد يلقى نصفه في اليوم التالي أو بعده إلى حاوية القمامة.

اتبع الأسلوب الصحيح، مثلا طاولة كبيرة ستحتاج حتما إلى الكثير من الأصناف، صحن كبير سيحتاج حتما إلى كمية طعام كبيرة، وهذا نهج معتاد حتى لدى الأسلاف "الفاكهة في النظر" وهذا كلام علميا صحيح، الإناء الصغير تكفيه كمية قليلة كي يبدو كافيا على عكس الإناء الكبير الذي يحتاج إلى كمية كبيرة لا تستهلك بالعادة وإنما تلقى لاحقا للقمامة، لا بأس بالولائم ولكن ليكن الطعام على قدر الدعوات، وليكن الطعام مما يمكن تسخينه في الأيام التالية.

كيف تصمد العائلة مع ارتفاع المصاريف بسبب رمضان والعيد وما يليه؟

للأسف هناك طامة كبرى تحدث في شهر رمضان، تتمثل بقروض الاستهلاك، وهي يخالف جذريا تعاليم الشهر الفضيل، نحن نقترض كي نتقوى على عبادة الشهر الفضيل، وهذا تناقض كبير، عدى عن سياسة تسهيل قروض الاستهلاك في البنوك، وهذا يجب التحذير منه، والأسوأ من ذلك أننا نقوم بتسديد هذا القرض على مدار عام كامل، أي أنك تصل رمضان المقبل وأنت تسدد القرض من العام السابق، وهذا ما ينذر بحساب بنكي سالب متواصل، والصحيح هو الادخار في شهور الرخاء، مثلا في تشرين الأول (نوفمبر) حتى آذار (مارس)، والتي تخلو من المناسبات والأعياد، واقتطاع مبلغ شهري ولو 800 شيكل، تكفي العائلة حاجة قرض الاستهلاك في رمضان، ولا تقل متأخر، فما لا يصلح هذا العام، سيصلح بالتأكيد للعام المقبل، عبر إستراتيجية ادخار فور انتهاء فترة الصيف، كي لا نواصل دائرة الحساب السالب.

 

التعليقات