رغم التقييدات: "حاتم المسحراتي" يصرّ على إيقاظ الناس للسحور برمضان

رغم التقييدات: "حاتم المسحراتي" يصرّ على إيقاظ الناس للسحور برمضان

لم تتمكّن التقييدات المفروضة للسيطرة على انتشار وباء فيروس كورونا المستجدّ التي أخلت الشوارع من النّاس، ولا الظروف الاقتصادية في ظل الجائحة من منع المسحّراتي في مدينة الطيبة من المشي في الشوارع ونشر البهجة في أزقّتها لتصل قلوب النّاس مع آذانهم بسماع صوت الطبل يوقظهم للسّحور في شهر الصّيام.

وربّما يكون صوت المسحراتي حاتم مدني جمعة ينادي في شوارع المدينة "قوموا على سحوركم قوموا" بمرافقة طبله آخر ما يرافق النّاس في رمضان هذا العام، من بين التقاليد التي اعتادوها، ليذكّر بحضور أجواء الشهر الفضيل في ظلّ ظروف التباعد الاجتماعي الّتي فرضها الفيروس.

وقبيل أذان الفجر في رمضان، تدق طبول المسحراتي وتصدح الكلمات، "فلسطين يا أم العروبة أنت لوحدك محبوبة، الشام وحلب عماله يشكي، وإحنا اليوم نبكي، ورمضان هل علينا والشام غالي علينا".

ومدني جمعة هو المسحراتي في مدينة الطيبة، يحاول إيقاظ الناس إلى سحورهم بصوته، بمرافقة الطبول التي يستعملها، وفي نفس الوقت، يحاول إيقاظ الحس الوطني فيهم، وملامسة مشاعرهم بالتّذكير بالواقع السياسي والاجتماعي القائم.

وفي ظل جائحة كورونا، تبددت كل مظاهر الاحتفالات والأجواء بحضور شهر رمضان الفضيل، وفرضت القيود التي فرضتها وزارة الصحة واقعًا مؤلمًا في شوارع البلدات في المجتمع العربي، حيث باتت الفوانيس التي زيّنت الشوارع، دون ضحكات الأطفال وفرح الأولاد، وبهجة الكبار.

وأمام كلّ هذا، يوضح المسحراتي، "قررنا أن نواجه جائحة كورونا في ظل هذه الظروف الصعبة، وان نقول للعالم أن هذا الوباء لن يبدد فرحتنا"، وفق ما يقول المسحراتي مدني جمعة في حديث لموقع "عرب 48".

وأوضح مدني جمعة أن الكلمات والألحان التي ينشدها من كتابته وتلحينه، قائلًا: "أحاول من خلال هذه الكلمات توعية الناس على الواقع السياسي والاجتماعي في وطننا العربي وفي فلسطين خاصة، وملامسة عاطفتهم بهذا الشهر الفضيل، وخصوصا بظل الأوضاع التي تعيشها أوطاننا، من ظلم وفقر، وقتل واستبداد".

وأضاف المسحراتي أنّ "فلسطين والأقصى دائما حاضران في رمضان في الطيبة، كل عام اكتب قصيدة جديدة، ولا تخلو سطورها من فلسطين والأقصى والشام، انه من المؤلم أن يأتي رمضان والأقصى أسير، والشام جريحة، وفلسطين كأنها مغتربة".

المسحراتي وأولاده

وأشار مدني إلى أن أولاده تعلموا المهنة منذ سنين معه، قائلًا إنّ "الآن يمكن لأولادي أن يسحروا ويوقظوا الناس بدوني، يجب أن نحافظ ونتشبث بهذا التراث، أولًا نصرة لعادات ديننا، ومن ثم لتراثنا العربي، المسحراتي في الطيبة صار أمرًا مفروضًا في رمضان لا محالة دونه".

ويوقد تجاوب الناس ودعمهم للمسحراتي فيه شغفًا لمصارعة كل الظروف في رمضان، فيقول: "يدعونني من عدة بلدان لان أقيم أجواءً هناك، بدوري أتجاوب معهم بل وأشعر بالفخر الشديد، بتطوّعي هذا".

التعليقات