كل ما تحتاج لمعرفته عن موعد رمضان فلكيا هذا العام وكل عام
في شهر شعبان من كل عام يتم تقديم الحسابات الشرعية والتوقعات الفلكية لموعد بدء شهر رمضان وفق التقويم الهجريّ، ولكن على كلّ حال، تبقى الكلمة الفصل في تحديد موعده لدور الإفتاء الشرعية في الدول العربية والإسلامية. لكن، كيف يتم تحديد كل من موعد بدء وموعد انتهاء شهر رمضان؟ ولماذا قد يختلف قليلا بين الدول الإسلامية؟ وما هو موعده بدقة للعام الهجري 1444؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في هذا المقال.
شهر رمضان والتقويم الهجري
يتألف التقويم الهجري أو كما يعرف (التقويم القمري) من اثني عشر شهرا مدة كلّ شهر منها 29 إلى 30 يوم، والسنة الواحدة يصل عدد أيامها إلى 354 أو 355 يوما، إذ يعتمد هذا التقويم على دورة القمر الفلكية في حساب عدد الأيام والأشهر. وكل دورة مكتملة للقمر منذ الهلال مرورا بالبدر انتهاءً بالهلال تُعتبر شهرا قمريا كاملا.
يُستخدم هذا التقويم من قبل المسلمين تحديدا نظرا لارتباطه بالمناسبات الدينية والأحكام الشرعية الخاصة بهم من مناسك وشعائر الحج وأيام الأعياد وأيام العدة وتحديد الأشهر الحرم وتحديد موعد بدء شهر الصوم رمضان.
يعدّ شهر رمضان الشهر التاسع من الأشهر القمرية ويأتي بين شهري شعبان قبله وشوال بعده، كما أنه من الأشهر المعظمة عند العرب كونه مرتبط بأحد أركان الدين المفروضة عليهم ألا وهو الصيام، ومن هنا تظهر أهمية تحديد موعد دخول شهر رمضان وبزوغ هلاله كي يبدأ الناس صيامهم، بالإضافة إلى تحديد موعد انتهاء الشهر وقدوم عيد الفطر بعده، لذلك أولت السلطات في الدول العربية أهمية كبيرة لرصد هلال رمضان.
كيفية تحديد موعد شهر رمضان
على العموم، يتم تحديد موعد بدء شهر رمضان بعملية استطلاع الهلال، وهي التحري عن ولادة هلال القمر الموافق لدخول أول أيام شهر رمضان، وقامت السلطات في الدول العربية بهذه العملية مباشرة بعد غروب شمس يوم 29 شعبان.
وتنحصر عملية مراقبة الهلال ضمن وقت قصير حيث لا يبقى الهلال ضمن مجال الرؤية لأكثر من نصف ساعة تقريبا في جهة الغرب.
يتم اليوم الاعتماد على التقنيات الحديثة في تحرّي هلال شهر رمضان، إذ يمكن رؤية الهلال بواسطة التلسكوب بعد ولادته بـ12 ساعة، بينما تتأخر رؤيته بالعين المجردة حتى 15 ساعة على الأقل بعد ولادته، لهذا تلجأ معظم الدول اليوم إلى استخدام التيليسكوب في استطلاع هلال أول الشهر، والمقصود بولادة الهلال هو لحظة افتراق قرصي القمر والشمس عن بعضهما بعد عملية الاقتران.
الشروط الخاصة بهلال رمضان
حتى يكون الاستطلاع ناجحا ودقيقا يجب أن تتوافر شروطا خاصة أهمها يخص موقع الاستطلاع، إذ أنّ أفضل المواقع لاستطلاع هلال رمضان هو الأراضي المسطحة المرتفعة عن سطح البحر، وغير المحاطة بما قد يحجب الرؤية كالأبنية العالية والجبال، كما ُيفضل ألا يكون الموقع ذو رطوبة مرتفعة أو أغبرة كثيفة، بالإضافة إلى بعده عن أماكن التلوث الضوئي كالمدن.
أما الشروط التي تخصّ الهلال ذاته، فيمكن القول إن هلال أول الشهر يختلف عن هلال آخر الشهر، حيث يتمّ البحث عن هلال أول الشهر لإعلان أول أيام رمضان كما ذكرنا سابقا، لذلك تُجرى هذه العملية بعد غروب الشمس وليس قبله.
ويكون هلال أول شهر رمضان بقرنين متجهين نحو الأعلى والجنوب، جنوبا بالنسبة إلى مكان زوال الشمس بعد الغروب، ويجب تفريقه عن هلال آخر الشهر المؤلف من قرنين يتجهان إلى الأسفل والشمال، ولا يمكن رؤيته بعد غروب الشمس وإنما يُرى قبل اختفائها إلى الشمال من موقع زوالها.
موعد بدء شهر رمضان 2023 / 1444
كما كان من المتوقع فلكيا فقد بدأ شهر رمضان لهذا العام 2023 يوم الخميس الموافق 23 آذار/ مارس في معظم دول المنطقة وهذا ما أكده المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية سابقا. أما فيما يخص رؤية الهلال فقد بدأت في تاريخ 21 آذار/ مارس في الدول التي أعلنت دخول شهر شعبان فيها في تاريخ 21 شباط/ فبراير.
وفي بعض الحالات تعتبر رؤية الهلال مستحيلة نظرا لغروب القمر قبل الشمس كما حصل هذا العام، وبالتالي تم اعتبار يوم 22 آذار/ مارس هو اليوم المتمم لعدة شعبان (ثلاثون يوما)، وأعلن عن بدء شهر رمضان في يوم الخميس 23 آذار/ مارس، وهذه هي الحال في معظم الدول العربية.
أما الدول التي أعلنت دخول شعبان في 22 شباط/ فبراير، فقد بدأ استطلاع الهلال فيها يوم الأربعاء 22 آذار/ مارس، بالاستعانة بالتيليسكوب في بعض المناطق، وبالعين المجرّدة في مناطق أخرى، وعليه فإنّ بداية شهر رمضان وافقت يوم الخميس 23 آذار/ مارس أيضا في هذه الدول.
طقوس استقبال شهر رمضان
يُعتبر شهر رمضان من أهم الشهور في السنة الهجرية، حيث تزداد الأجواء الروحانية والإيمانية في جو الاحتفال بقدوم هذا الشهر. هناك طقوس خاصة باستقبال شهر رمضان تختلف من بلد إلى أخرى شيئا ما حيث يتحضر الناس لصوم النهار وقيام الليل، وتأتي هذه الطقوس بشكل خاص بعد ثبوت حلول الشهر.
فمنذ بدايته وحتى انتهائه، يقوم الناس باستقبال شهر رمضان بالعديد من الطقوس الخاصة، الأمر الذي يُضفي على هذا الشهر مزيدًا من الرونق والبهجة. ومن بين هذه الطقوس استقبال سماع صوت الإعلانات الرسمية لبداية شهر رمضان، وتعلو أصوات الأذان في جميع الأنحاء لإعلام الناس بأوقات الصلاة والإفطار والسحور طوال الشهر الفضيل.
كما يضفي تزيين الشوارع والأزقة بزينة رمضانية خاصة على المدن والقرى جوًا من الاحتفال والبهجة، ويتناول الناس وجبة الإفطار الأولى للشهر في أجواء من الصفاء والسكينة والسعادة. كما أن قضاء الليل في التعبد يعتبر من أهم طقوس استقبال الشهر الفضيل، فهو يحفز على الأخلاق الحميدة وتذكر الفضائل الأصيلة، ويبعث شعورا بحلاوة الصوم والأجواء الروحانية.
ولعل أبرز الطقوس التي تبشر بحلول شهر رمضان هو ضربات المدفع التي عادة ما تكون واحدا وعشرين ضربة ويتم إطلاقها فور مشاهدة الهلال، ويذكر أن هذا الطقس أخذ يندثر شيئا فشيئا مع الحداثة.
التعليقات