انتهى مساء أمس الثلاثاء دور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم، شارك به 16 منتخبًا تأهلوا من دور المجموعات وبقي منهم 8 منتخبات ستتواجه يومي الجمعة والسبت في دور ربع النهائي، مبارتين في كل يوم. بعد أن سقط بعض الكبار في دور المجموعات، أثبتت بطولة كأس العالم أن ميزان القوى اختل كثيرًا وكل منتخب بإمكانه تحقيق النصر والتأهل.
المباراة الأولى: صاحب الأرض تأهل بشق الأنفس
جمعت المباراة الأولى في دور ثمن النهائي منتخب البرازيل الذي يلعب على أرضه وأمام جمهوره، مع منتخب تشيلي الذي أظهر قوة غير متوقعة في دور المجموعات وتأهل على حساب بطل العالم اسبانيا.
استمر منتخب البرازيل بتقديم أدائه الضعيف وغير المقنع، مثيرًا الكثير من الاحتجاجات من جمهوره الذي يحلم بالكأس السادسة، بينما ظهر تشيلي متماسكًا وقدّم أداءً بطوليًا على أرض الملعب، لكن تألق حارس البرازيل خوليو سيزار منعه من تحقيق الفوز، انتهت المباراة بالتعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي، وذات النتيجة بعد الشوطين الإضافيين لتكون ركلات الترجيح هي الفيصل لهذا اللقاء الناري، وانتهت بفوز البرازيل 3-2 وتألق خوليو سيزار بصد ركلتين ونقل منتخب بلاده لربع النهائي.
المباراة الثانية: كولومبيا تواصل سحرها وتتأهل
كانت المباراة الثانية بين منتخبي كولومبيا وأوروغواي، كولومبيا الذي كشر عن أنيابه منذ بداية البطولة، وأرسل رسالة على أرض الملعب أنه ليس لقمة سائغة لأحد وأنه سينافس على البطولة بقوة، استمر بتقديم عروضه الساحرة وفاز هذه المرة على منتخب أوروغواي 2-0.
جاء منتخب أوروغواي إلى المباراة بعد العاصفة التي أثارها تصرف مهاجمه لويس سواريز، الذي قام بعض جورجيو كيليني مدافع ايطاليا في المباراة التي جمعتهما في دور المجموعات، ونال على أثرها عقابًا قاسيًا وأبعد 9 مباريات دولية و4 أشهر عن الملاعب بما فيها مع ناديه ليفربول. وكان نقص سواريز واضحًا وأثر سلبًا على أداء منتخبه الذي ظهر ضعيفًا وغير قادر على الهجوم.
سجل المهاجم الشاب رودريغز هدفي كولومبيا، واعتلى صدارة ترتيب هدّافي البطولة بخمسة أهداف لا يشاركه أحد مرتبته هذه، ليتأهل منتخب بلاده لربع النهائي حيث سيواجه منتخب البرازيل.
المباراة الثالثة: هولندا تتأهل في آخر 4 دقائق
واجه منتخب هولندا في ثمن النهائي منتخب المكسيك الذي تأهل وصيفًا للمجموعة الأولى، وقدم أداء مبهرًا حدى بلويس فان خال مدرب هولندا للتصريح قبل المباراة أن مواجهة المكسيك أصعب عليه من مواجهة البرازيل، ومن ناحيته قدم المنتخب المكسيكي أيضًا في هذه المباراة أداءً بطوليًا.
للمفارقة كان منتخب المكسيك من افتتح التسجيل عن طريق لاعبه دوس سانتوس في الدقيقة 48، لكن فان خال أثبت أنه مدرب عنيد ويجيد التكتيك جيدًا، بعد أن دفع ببدلائه ديباي وفير وهونتيلار تغير مجرى المباراة لصالح الهولنديين، وجاء ابنصر في الدقائق الأربع الأخيرة.
في الدقيقة 88 قام ويسلي سنايدر بتسجيل هدف بتسديدة أرضية من على حدود حدود منطقة الجزاء عادل به النتيجة، وبعدها بدقيقتين نال المنتخب الهولندي ضربة جزاء بعد عرقلة اريان روبين في منطقة الجزاء، سجلها البديل هونتيلار ليقلب النتيجة ويعلن تأهل هولندا.
المباراة الرابعة: كوستاريكا، سندريلا تواصل حلمها
بعد أن وقعت كوستاريكا في مجموعة الموت مع ايطاليا وانجلترا وأوروغواي، وكانت حظوظها على الورق بالتاهل تساوي صفرًا، قلبت السندريلا الطاولة في وجه الجميع وأثبت منتخب كوستاريكا أن ليس كل الطير يؤكل لحمها، وتاهلت من مجموعة الموت متصدرة بدون أي خسارة.
بالمقابل، كان هناك منتخب اليونان الذي تأهل في الدقيقة الأخيرة أمام ساحل العاج لاول مرة في تاريخها، وكاد أن يتكرر السيناريو في ثمن النهائي، لولا أن غريمتها كانت كوستاريكا هذه المرة.
بعد أن تفوق منتخب كوستاريكا 1-0، بقي بعشر لاعبين بعد طرد لاعبه أوسكار دوارتي، وصمد طوال الشوط الثاني تقريبًا رغم النقص العددي، وعاد الحظ ليحالف اليونانيين وسجلوا هدف التعادل في الدقيقة 91، لينتهي الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل، وينتقل الفريقان لضربات الجزاء التي تألق بها حارس كوستاريكا، لتحقق تاهلًا تاريخيًا لربع النهائي حيث ستواجه هناك منتخب هولندا.
المباراة الخامسة: فرنسا تتأهل بصعوبة
جمعت المباراة الخامسة منتخب فرنسا مع منتخب نيجيريا، منذ اللحظة الأولى بدات فرنسا بشن الهجمات السريعة والقوية على مرمى نيجيريا، وانبرى الحارس النيجيري فينسنت إنييما يتصدى لجميع الكرات وتألق في الدفاع عن مرماه، وجعل حياة خط فرنسا الهجومي جحيمًا بإحباط كل محاولاتهم.
حاول منتخب نيجيريا الضغط على مرمى فرنسا، لكن هجمانها كانت خجولة سوى هجمة او اثنتين، ولم يستطع الصمود طويلًا. في الدقيقة 78 أخطأ إنييما الذي تألق طوال المباراة في تلقي كرة ركنية، لتهبط على رأس بول بوغبا وسجل منها هدف فرنسا الأول، بعد الهدف قام المنتخب النيجيري بالهجوم والضغط، وكاد أن يسجل لولا سوء الحظ وبراعة الحارس لوريس.
رغم الضغط النيجيري لكن الحظ لم يلعب لصالحهم، فقد سجل المدافع يوبو هدفًا في سباك بلاده بالخطأ لتنتهي المباراة بالنتيجة 2-0، وتأهل المنتخب الفرنسي.
المباراة السادسة: الجزائر تغادر البطولة مرفوعة الرأس
بعد إنجاز تاريخي تمثل بالوصول لثمن المهائي، خاض منتخب الجزائر مباراته التي لن تبارح ذاكرة كل عشاق محاربي الصحراء، فقد ظهر أبطال الجزائر بمظهر مشرف أمام ألمانيا، شنوا الهجمات واستحوذوا على الكرة وكانوا الأفضل في معظم أوقات المباراة، حتى أنهم كادوا يتفقون بعد أن سجل سليماني هدفًا ألغي بسبب التسلل.
لكن عملاقًا مثل ألمانيا لا يستسلم بسهولة، دافع المانشافت عن إسمه بقوة، وتألق الحارس نوير الذي لعب أيضًا دور المدافع وستر الكثير من عيوب وعثرات دفاع ألمانيا، وتألق من الناحية الاخرى الريّس مبولحي حارس مرمى الجزائر، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
مع بداية الشوط الإضافي ظهر فارق الخبرة واللياقة بين المنتخبين وتمكن الألمان من الفوز بنتيجة 2-1، ذات النتيجة التي هزمهم الجزائريون بها عام 1982. وتأهل المنتخب الألماني الذي سيواجه منخب فرنسا في ربع النهائي.
المباراة السابعة: الأرجنتين الضعيف يتأهل مرة أخرى في الدقائق الأخيرة
عندما ترى تركيبة منتخب الأرجنتين، تظن أن لا احد يمكنه إيقاف كوكبة الندوم التي تشكل خط هجومه، لكن على أرض الملعب تختلف الأمور. بعد أن قدم أداءً هزيلًا في دور المجموعات، كانت التوقعات أن الأرجنتين سيقول كلمته في ثمن النهائي لكنه عاد ليخذل مشجعيه مرة أخرى، لكنه تأهل.
طوال 90 دقيقة لم يشن الهجوم الأرجنتيني سوى هجمة أو اثنتين وصلت المرمى، في حين لقّنهم المنتخب السويسري ومدربه هيتسفيلد في اللعب التكتيكي والانتشار الصحيح على أرض الملعب، وانتهى الوقت الأصلي بتعادل سلبي ومثله الشوط الإضافي الأول.
في الدقيقة 118 كانت الضربة القاضية، عندما قام ميسي بهجمة مرتدة مرر الكرة في نهايتها لأنخل دي ماريا الذي أسكنها الشباك، ليعلن تأهل الأرجنتينلربع النهائي، وبخبرهم الجميع أن بهذا الأداء لن يحققوا البطولة، خاصة بعد أن انقذهم القائم في الدقيقة الأخيرة.
المباراة الثامنة: جيل بلجيكا الذهبي على العهد
كانت المباراة الثامنة والاخيرة بين منتخب بلجيكا اليافع، ومنتخب الولايات المتحدة الذي أظهر تقدمًا ملحوظًا منذ أن تولى تدريبه يورغان كلينزمان.
كانت المباراة متكافئة في بدايتها مع أفضلية للبلجيكيين، هذه الأفضلية لم تترجم لأهداف طوال وقت المباراة الأصلي، مع بداية الشوط الثاني ظهرت افضلية منتخب بلجيكا، ومدى فعالية تبديلات مدربهم فيلمونتس. في الدقيقة 92 قام كيفين دي برين بتسجيل الهدف الأول بعد مراوغة رائعة منه ومن البديل لوكاكو، وأضاف لوكاكو ذاته الهدف الثاني في الدقيقة 105، وقلص جرين النتيجة بعد دقيقتين لتنتهي المباراة بالنتيجة 2-1.
بعد الفوز تأهلت بلجيكا لربع النهائي حيث ستواجه منتخب الأرجنتين في مباراة ستظهر براعتها الحقيقة.
ترتيب مباريات ربع النهائي:
فرنسا – ألمانيا
البرازيل – كولومبيا
الأرجنتين – بلجيكا
هولندا – كوستاريكا
التعليقات