ما السبب في تراجع شعبية كاسياس حارس ريال مدريد؟

عندما توجت إسبانيا ببطولة أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي في كييف في 2012، ورفع قائدها إيكر كاسياس الكأس، لم يكن حارس ريال مدريد المخضرم يتوقع أنه سيتلقى صيحات الإستهجان من الجمهور في

ما السبب في تراجع شعبية كاسياس حارس ريال مدريد؟

عندما توجت إسبانيا ببطولة أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي في كييف في 2012، ورفع قائدها إيكر كاسياس الكأس، لم يكن حارس ريال مدريد المخضرم يتوقع أنه سيتلقى صيحات الإستهجان من الجمهور في ملعب فريقه سانتياجو بيرنابيو في غضون عامين.

وتعرض كاسياس الذي ولد وترعرع في العاصمة الإسبانية، وتخرج من أكاديمية النادي الملكي العريق لصيحات الاستهجان من جانب بعض الجماهير بعد تعثر بطل أوروبا في بداية موسم دوري الدرجة الأولى الإسباني.

وصبت الجماهير جام غضبها يوم السبت الماضي خلال المباراة التي انتهت بهزيمة ريال 2-1 أمام جاره أتليتيكو مدريد حامل اللقب وبعد أن فشل كاسياس في التصدي لضربة رأس من تياجو كما إستمرت صيحات الإستهجان خلال فوز ريال مدريد على بازل السويسري 5-1 في دوري أبطال أوروبا .

لكن بالتأكيد كان الإستاد يضم الكثير من محبي كاسياس لأن تصفيق محبي الحارس الشهير كان يغطي كثيرا على صيحات الاستهجان في كل مرة تقريبا.

كما تلقى كاسياس تحية حارة من الجمهور، عندما قدم واحدة من لقطات التألق التي إشتهر بها، والتي وضعت إسبانيا على رأس كرة القدم العالمية طوال سنوات.

لكن رغم كل ذلك تبقى الأمور بعيدة عن طبيعتها، إذ يواجه كاسياس ضغطا من الحارس الجديد كيلور نافاس، الذي تألق مع منتخب كوستاريكا في نهائيات كأس العالم، في حين تعثر منتخب كاسياس المدافع عن اللقب وفشل في تجاوز دور المجموعات.

ورغم نظريات المؤامرة التي تعج بها الصحف المحلية يصعب معرفة سبب عدم رضا بعض المشجعين عن كاسياس، كما أنه ليس من العدل تحميل الحارس مسؤولية تعثر الفريق في بداية الموسم.

لكن في ظل وجود إنقسام في صفوف المشجعين، تحدثت تقارير كثيرة عن وجود إنقسام في أروقة النادي الكبير، كما أن هناك بعض الشواهد التي ربما تكشف أن الأمور ليست في أفضل حال في النادي، وأن السبب في ذلك ربما يعود إلى هيمنة رئيس النادي فلورنتينو بيريز على دوائر صنع القرار بشكل صارم أكثر من اللازم.

وعن صيحات الإستهجان خلال مباراة بازل رد سيرجيو راموس لاعب ريال ومنتخب إسبانيا عن سؤال يتعلق بهذا الأمر بعد المباراة قائلا:" لن أدخل في نقاشات لأنه سيكون من الغباء القيام بذلك" .

وأضاف راموس قوله:"مصلحة المؤسسة فوق كل إعتبار وعلينا التركيز على عملنا، إيكر يتقبل ذلك وهو يدرك أنه لا يستطيع أن يرضي الجميع، وبالتأكيد هو يتأثر بذلك لأنه ليس آلة".

ودافع كريستيان بانوتشي الذي سبق له اللعب إلى جانب كاسياس لمدة ثلاث سنوات في أواخر تسعينات القرن الماضي عن حارس إسبانيا قائلا:" أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعب من ريال لاستهجان جمهور الفريق".

وسبق وتعرض بعض عظماء النادي مثل الفريدو دي ستيفانو وزين الدين زيدان لغضب الجمهور، كما أن هداف النادي الحالي البرتغالي كريستيانو رونالدو تعرض لغضب الجماهير في بعض الأحيان.

وقال بانوتشي الايطالي في مقابلة مع صحيفة أس الإسبانية اليوم :" لم يتغير بيرنابيو مطلقا، إنه كما هو دوما، أحيانا يكون هناك انقسام في النادي، وهناك أوقات تتعرض فيها لصيحات الاستهجان من جانب الجمهور وعليك تقبل ذلك".

وأضاف بانوتشي الذي يعمل مساعدا لمواطنه فابيو كابيلو على رأس الجهاز الفني للمنتخب الروسي:"إندهشت.. لأنني أعتقد أن هدف اتليتيكو ليس خطأ إيكر، إنه يملك الشخصية القادرة على الرد وتحويل صيحات الإستهجات إلى تصفيق".

لكن إذا استمر غضب واستهجان الجمهور فان كاسياس ربما يقرر إنهاء مسيرته مع النادي المرتبط به منذ أن كان في العاشرة من العمر.

التعليقات