تعرّف على السيّد 10%

وكجزء من صفقة بينه وبين القضاء الأميركي لتخفيض عقوباته، وافق على عدم الاعتراض على التهم المنسوبة إليه من قبل فيفا أو أي منظمة كروية دولية.

تعرّف على السيّد 10%

أوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الخميس، المسؤول الأميركي السابق، تشاك بليزر، مدى الحياة عن كل الأنشطة المتعلقة باللعبة لضلوعه في فضائح فساد.

وجاء في بيان فيفا، 'ارتكب السيد بليزر بشكل مستمر ومتكرر أعمال متنوعة من سوء السلوك خلال فترة توليه مناصب مسؤولة ومؤثرة في الاتحاد الدولي واتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).

وأضاف البيان، أن القرار اتخذ على أساس التحقيقات التي أجرتها لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي ردًا على تقرير لجنة النزاهة في اتحاد كونكاكف وآخر الحقائق التي قدمها مكتب المدعي العام الأميركي في شرق نيويورك: 'في مواقفه كمسؤول كروي كان لاعبا رئيسا في مكائد تنطوي على عرض، قبول، دفع واستلام مبالغ مالية غير قانونية وغير معلنة، رشى وعمولات بالإضافة إلى مكائد أخرى لجلب المال'.

ولطالما اعتبر بليزر (70 عاما) من أبرز مسؤولي اللعبة في القارة الأميركية، إلى جانب الترينيدادي جاك وارنر، رئيس اتحاد كونكاكاف السابق، وكان حليفًا سابقا للسويسري جوزف بلاتر الذي أعلن عن نيته التنحي من منصبه بعد أيام قليلة على انتخابه لولاية خامسة متتالية رئيسا للاتحاد الدولي إثر فضيحة فساد كبرى حركها القضاء الأميركي وأسفرت عن اعتقال سبعة مسؤولين في زيوريخ نهاية أيار/مايو الماضي.

ويعتبر بليزر، المصاب بسرطان القولون وأمراض أخرى، أحد أبرز أسباب اندلاع فضائح الفساد في الاتحاد الدولي، إذ كان الجاسوس الرئيس الذي استخدمه مكتب التحقيقات الفدرالي 'إف بي آي' للكشف عما يحصل من مخالفات مالية في اتحاد أكبر لعبة شعبية في العالم.

واعترف بليزر للمحققين أنه حصل على أكثر من 11 مليون دولار أميركي رشىً بين 2005 و2010.

وأشارت تقارير إعلامية إلى نيله مبالغ باهظة خلال توليه مسؤوليات حساسة في اتحاد كونكاكاف حيث شغل منصب الأمين العام بين 1990 و2011 عندما اجبر على الاستقالة. وكان عضوا في لجنة فيفا التنفيذية بين 1996 و2013 ونائبا لرئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم.

وكجزء من صفقة بينه وبين القضاء الأميركي لتخفيض عقوباته، وافق على عدم الاعتراض على التهم المنسوبة إليه من قبل فيفا أو أي منظمة كروية دولية.

واعترف بيلزر بتهم تتضمن الابتزاز، التهرب من الضرائب، الاحتيال المالي الإلكتروني ومؤامرات لغسل الأموال.

وعقد بليزر صفقة مع الادعاء الأميركي بالإقرار بالذنب بالتهم الموجهة إليه طوال سنوات هيمنته على اتحاد كونكاكاف مع الترينيدادي جاك وارنر والتعاون والإدلاء بشهادته في نيويورك أو أي مكان في العالم، مقابل تخفيض عقوباته.

وأقر بليزر أنه تلقى رشى لتغيير مسار التصويت في منح شرف تنظيم بطولات كأس العالم.

وأضاف بيان فيفا: 'في أيار/مايو 2013، قررت لجنة الأخلاق موقتا إيقاف إجراءات التحقيق في ما يتعلق بالعضو السابق للجنة التنفيذية تشاك بليزر بين 1997 2013 على اقرب تقدير. اتخذت الهيئة القرار بعد تلقيها تأكيدًا خطيا من بليزر بعدم انخراطه في أي نشاط كروي حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2013، وبعد مراعاة الظروف التي جعلت من المستحسن إيقاف التحقيقات موقتا خصوصا لأسباب تتعلق باعتلال صحة بليزر'.

وتابع، 'عندما تولى الدكتور كورنيل بوربلي، دور الرئيس المستقل لغرفة التحقيقات المستقلة للجنة الأخلاقيات في كانون الأول/ديسمبر 2014، قال إنه رفع هذا التعليق وبدأت إجراءات جديدة ضد تشاك بليزر أدت إلى إعلان وقفه مدى الحياة اليوم'.

وأصبح الإيقاف حيز التنفيذ ابتداء من اليوم الخميس.

وكانت وثائق قضائية، نشرت الشهر الماضي، في نيويورك كشفت أن 'المخبر' بليزر بدأ بالتعاون مع السلطات الأميركية منذ 29 كانون الأول/ديسمبر 2011 عندما كان لا يزال عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.

وتبين هذا الأمر من خلال اتفاق تعاون بليزر مع القضاء الأميركي في نيويورك، إثر الكشف عن وثيقة من 19 صفحة وقعت في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، أوضحت إن الرجل 'وافق على المشاركة في أنشطة سرية وفقا لتعليمات محددة من الوكلاء القانونيين ومكتب المدعي العام'، و'عدم الكشف عن تعاونه وأي معلومات أخرى من دون موافقة مسبقة'.

وأمر القضاء الأميركي بالكشف عن تفاصيل الاتفاق بين الادعاء وبليزر إثر طلب خمسة وسائل إعلام عدة بالإعلان عنها.

وتبلغ العقوبة القصوى لسجن بليزر 100 سنة لكنها قد تخفض كثيرًا إذا التزم باتفاقه مع الادعاء. وفي هذه الحالات يأمر القضاء بتنفيذ عقوبات السجن بشكل متزامن وليس متتابع.

ووافق بليزر على دفع ضرائب دخل غير مسددة بين 2005 و2013، وغرامة قدرها أكثر من 2،4 مليوني دولار بالإضافة إلى مبلغ ثان تحدده المحكمة قبل النطق بالحكم.

ميكروفون صغير، زرعته السلطات في علاقة مفاتيحه لتسجيل سلسلة من فضائح كبار مسؤولي اللعبة خلال ألعاب لندن 2012 الأولمبية. قبل توجه بلايزر إلى لندن تحت مظلة المحققين الجنائيين، أجرى اتصالات بمسؤولين رياضيين من روسيا والمجر وأستراليا والولايات المتحدة للاجتماع بهم وتسجيل محتوياتها بحسب ما أراد المحققون.

ومن بين الذين دعاهم بلايزر للقاء معه مسؤولون عن ملف روسيا لاستضافة مونديال 2018 وأستراليا لمونديال 2022، على غرار اليكسي سوروكين رئيس الملف الروسي، فرانك لوي رئيس الملف الأسترالي، انطون بارانوف سكرتير فيتالي موتكو رئيس اللجنة الروسية المنظمة لمونديال 2018 ورئيس اتحاد المبارزة فيتالي لوغفين، بالإضافة إلى المجري بيتر هارغيتاي مستشار السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي، لكن لم يقبل معظمهم دعوته على غرار مواطنه ألن روثنبورغ الشخصية القوية في استضافة الولايات المتحدة لمونديال 1994.

الرجل البدين صاحب اللحية الطويلة والشعر الأبيض الكثيف، كان له الفضل بحسب البعض بتعزيز اللعبة ما وراء الأطلسي برغم أنه لم يداعب الكرة بحياته، وساهم بوصول اللعبة التي يطلق عليها اسم 'سوكر' في الولايات المتحدة إلى ما هي عليه اليوم. لكن بعد نزوله إلى الجحيم في 2013، كان قد بنى سمعة سيئة بإساءة استعماله السلطة: طائرات خاصة، فنادق خمس نجوم وعطل سخية.

عرف بلقب 'السيد 10%' في إشارة إلى الرشاوى العديدة التي كان يطلبها، لكن بعد إقراره بالذنب تمت مصادرة 1،9 مليون دولار من حساباته ويجب أن يدفع مبلغًا ثانيًا بعد الحكم عليه.

استفاد من هذه الثروة لشراء أملاك مترفة في نيويورك وميامي والباهاماس، وبحسب بعض المصادر، شقة باهظة الثمن من أجل قططه.

واتهم بليزر رئيس الاتحاد الآسيوي سابقا، القطري محمد بن همام، وورنر بانهما قاما برشوة اتحادات الكونكاكاف للتصويت في مصلحة الأخير في انتخابات الاتحاد الدولي ما جعل الأخير يفتح تحقيقًا في هذا الصدد ويوقف بن همام لاحقًا مدى الحياة في حين استقال وارنر من جميع مناصبه الرياضية فأوقف الفيفا التحقيق معه.

التعليقات