بعد أولمبياد ريو: عداء جزائري يرفض العودة لبلاده!

اتهم العداء الجزائري، توفيق مخلوفي، الحاصل على الميداليتين الفضيتين في أولمبياد ريو 2016، مسؤولي الرياضة في الجزائر بـ"عدم الوفاء بالأمانة التي تقدمها الحكومة الجزائرية لهم والمتمثلة في الدعم المالي لتحفيز الرياضيين"

بعد أولمبياد ريو: عداء جزائري يرفض العودة لبلاده!

العداء الجزائري توفيق مخلوفي (وكالات)

اتهم العداء الجزائري، توفيق مخلوفي، الحاصل على الميداليتين الفضيتين في أولمبياد ريو 2016، مسؤولي الرياضة في الجزائر بـ"عدم الوفاء بالأمانة التي تقدمها الحكومة الجزائرية لهم والمتمثلة في الدعم المالي لتحفيز الرياضيين".

واعتبر الرياضي الحائز على فضيتين في سباق 800 و1500 متر، ضمن مسابقات ألعاب القوى، أن القائمين على الشأن الرياضي "يخونون المسؤولية وأنهم خيبوا ظن الرياضيين والشعب الجزائري".

وعبر العداء، في حوار مع قناة "بي إن سبورت" الرياضية، عن فخره بحصول الجزائر على المرتبة الـ62 عالميا والثالثة عربيا بعد البحرين والأردن، في الترتيب العام للميداليات بالأولمبياد.

وأوضح مخلوفي في الحوار الذي أجراه يوم 20 آب/أغسطس 2016، أن ممثلي الجزائر في الأولمبياد تحدوا جميع العوائق من أجل تشريف بلدهم، "رغم تلاعب المسؤولين وإهمالهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم"، على حد تعبيره.

ويبدو أن تصريحات مخلوفي قد أتت ثمارها سريعا، حيث أرسل الوزير الأول عبد المالك سلال، رسالة تهنئة باسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للعداء يهنئه بفوزه بالفضية الثانية في ريو.

وأثنى سلال عبر صفحته الرسمية على فيسبوك بإنجاز توفيق مخلوفي، الذي انضم إلى أسلافه الجديرين بالاحترام الذين سبقوه على منصة التتويج الأولمبية، حسب رسالة الوزير الأول.

ووصف وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، في تصريح للإعلام المحلي، مخلوفي بمن "رفرف لهم العلم الجزائري"، ووعد الوزير بتنظيم حفل استقبال كبير على شرف العداء والوفد الرياضي المشارك في ريو.

ورغم رد الفعل الرسمي الذي بدا كمحاولة لاستدراك ما فات، إلا أن مخلوفي امتنع عن مرافقة الوفد الذي عاد إلى الجزائر في 22 آب/أغسطس الجاري. وصرح أنه لن يعود إلى الجزائر مبررا ذلك بقوله "لن أكون بمثابة الشجرة التي تغطي فشل المسؤولين".

وذهب مخلوفي إلى وصف مساعدات الدولة للرياضيين بـ"فتات الخبز"، واحتج على الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون معهم، مضيفاً أنه "واع" بما يفعل و"فخور" بما صنع.

وينتظر أن يشارك البطل الجزائري في ندوة حول الرياضات الأولمبية بمدينة ساندوني الفرنسية.

على هامش زيارة العمل التي قادته إلى ولاية تيزي وزو (150 كلم شرق العاصمة) في 22 آب/أغسطس الجاري، وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، من جانبه طالب مخلوفي بالكشف عن أسماء من وصفهم بالخونة.

وفي تصريحاته على هامش زيارته إلى ولاية تيزي وزو (شرق العاصمة الجزائر) الإثنين الماضي، أكد ولد علي استعداد وزارته "لمحاسبة ومعاقبة كل مسؤول لم يقم بمهمته على أتم وجه سواء كان داخل الوطن أو في قلب الحدث العالمي" في ريو البرازيلية.

ونفى وزير الرياضة تقاعس وزارته في التعاطي مع مشاكل الرياضيين، لافتا إلى أنه لم يتلق أي شكوى من طرف مخلوفي أو أي رياضي من المشاركين في أولمبياد ريو.

وتعهد ولد علي بأن تتخذ الدولة الإجراءات اللازمة في حال ثبوت أي تقصير من طرف المسؤولين الرياضيين، أو أي تهميش أو إقصاء أو استغلال للمنصب.

وتفاعل جزائريون مع تصريحات العداء توفيق مخلوفي في حق المسؤولين ببلاده، حيث عقبت مجموعة من رواد الشبكات الاجتماعية على رسالة سلال منتقدة وضع الرياضة بالجزائر، ومطالبة بمحاسبة المتورطين في إقصاء الرياضيين والفساد.

وفي أحد التعليقات قال صاحب حساب باسم Mourad belouaar "قل للعالم إن الجزائر تخلت عن رياضييها كما تخلت عن الشباب الحراڤ.

قل للجميع إن السيارات التي كانت من المفروض أن تقل المتنافسين كانت تحت تصرف عائلات ونساء المسؤولين.

قل للجميع إن الجزائر الغنية لم تحضر دراجة هوائية للمتسابق الجزائري الذي يمثل بلاد المليون ونصف شهيد".

الإعلامي الجزائري في قنوات "بي أن سبورت"، حفيظ دراجي، أيد مخلوفي، قائلا لـ"هافينغتون بوست عربي" إن "تصريحات البطل التي تنم عن حبه لوطنه تدفع لإعادة قراءة واقع الرياضة بالجزائر".

واعتبر أن مسؤولي الرياضة في الجزائر غير قادرين على تسيير القطاع وأن هناك رياضيين كثر وقعوا ضحية تلك التلاعبات، على حد قوله.

يونس مخلوفي والد توفيق كان سعيدا بتتويج ابنه، لكنه أبدى أسفه في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي" من المعاملة التي يتلقاها الرياضيون من قبل مسؤولي البلاد.

وأكد أن تصريح ابنه ناتج عن غيظ من تسيير الرياضة في البلاد وليس كما قال البعض "بكاء على الذهب".

من جهتها انتقدت حسية بولمرقة أول امرأة جزائرية تحصد الذهبية في الأولمبياد ببرشلونة سنة 1992، تصريحات زميلها توفيق مخلوفي واعتبرت كلامه "تهويلا كبيرا لواقع الرياضة في الجزائر".

واعترفت بولمرقة في حديث مع "هافينغتون بوست عربي" بوجود تقصير من طرف البعض، مضيفة "ولكن ليس بالدرجة التي تحدث عنها توفيق، فهناك مجهودات كبيرة تبذل وعلينا شكر من أحسن واجتهد".

البطلة الجزائرية رفضت التعميم في إصدار الأحكام، معتبرة أن "هناك شخصيات في الوزارة أو اللجنة الأولمبية تعمل قصارى جهدها من أجل ترقية المجال الرياضي".

التعليقات