"السيدة العجوز" لم تعد عجوزا

طيلة السنوات العشر الأخيرة وخصوصا بعد عودة فريق يوفنتوس إلى دوري "سيري أ"، في أعقاب هبوطه العقابي إلى مستوى الدرجة الثانية من قبل الاتحاد الايطالي لكرة القدم، صُوّر وأن الفريق الملقب "بالسيدة العجوز"

"السيدة العجوز" لم تعد عجوزا

لاعبو يوفنتوس يحتفلون بالفوز على برشلونة (أ ف ب)

طيلة السنوات العشر الأخيرة وخصوصا بعد عودة فريق يوفنتوس إلى دوري 'سيري أ'، في أعقاب هبوطه العقابي إلى مستوى الدرجة الثانية من قبل الاتحاد الايطالي لكرة القدم، صُوّر وأن الفريق الملقب 'بالسيدة العجوز' ضمنّ التدريج الثاني للفرق الأوروبية المحترفة، إلى أن جاء المدرب أنطونيو كونتي وحول الفريق إلى ماكينة يصعب التغلب عليها وأدخل روحًا قتالية كانت قد غيرت من صورة الفريق الذي أصبحت تهابه الفرق المنافسة له قبيل كل مباراة.

وبعد أن أتم يوفنتوس بناء نفسه حصل على البطولة الأولى بعد 5 سنوات من صعوده، 3 بطولات حققها مع المتألق كونتي، وبطولتان مع المدرب الحالي ماسيمليانو أليغري، كما أنه يسعى هذا الموسم إلى بطولة أخرى حيث يتصدر ترتيب لائحة الدوري عن جدارة.

ويشعل يوفنتوس حربًا نفسية تجاه خصومه بهدوئه، إذ يهمز لاعبي الفريق قبيل كل مباراة حاسمة تصريحات منتقاة ومختلفة إلى الإعلام، وتبقى نفسية الفريق أمام خصمه غامضة ويصعب تكهّنها.

لا شك أن السيدة العجوز أعاد هيبته في الدوري الإيطالي بعد 5 بطولات متتالية، لكن على الصعيد الأوروبي بدأ يوفنتوس يستعيد هيبته شيئًا فشيئًا رغم شح النجوم اللامعين مقارنة مع الفرق الأوربية الأخرى مثل ريال مدريد وبرشلونة جاذبات النجوم، فقد أطاح اليوفي قبل موسمين بريال مدريد الإسباني في مباراة اعتبرت مفاجأة ليمنع من خلالها كلاسيكو إسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا آنذاك، وفي النهائي أمام برشلونة لم يطأطئ الفريق رأسه ولعب بجدارة رغم الخسارة بنتيجة 1-3 في مباراة كانت متكافئة لكلاهما.

وصول يوفنتوس إلى نهائي ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا في السنوات الخمس الأخيرة جعل الفرق تهابه، كما أنه ساهم في إرجاع مكانته في كرة القدم الأوروبية، لكن ذروة هذا النجاح كانت قبل نحو شهر حين تصدر الإيطالي التصنيف الأوروبي في موسم 2016-2017 لأول مرة منذ سنوات طويلة، وذلك بعد أن تفوق على ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين بعدد النقاط التي جمعها من المنافسات الأوروبية، والتي وصلت إلى 25 ألفا و450 نقطة.                                                                    

الروح القتالية التي زرعت في لاعبي يوفنتوس تظهر واضحة في تصريحاتهم، فالكولومبي كوادرادو يعتقد أنه من الممكن تخطي عقبة برشلونة في دور الثمانية وقال، 'لدينا كل القدرات والإمكانيات لتحقيق ذلك، فقط نحتاج إلى تقديم 105% من قدراتنا، وهو ما سنفعله بالتأكيد'.

فيما قال المدافع بونوتشي 'برشلونة أقل قوة مما كان عليه في نهائي 2015 ببرلين حين فاز علينا بفارق مستوى بسيط'، مضيفا '6-1 على باريس؟ من المستحيل تكرار ذلك أمام فريق إيطالي'.

وكانت تصريحات الموهوب المتألق اللاعب باولو ديبالا صادمة وصريحة حينما قال 'أقدر ميسي لكن هذا زماني أنا'.

وعلى الرغم من تفوق الفريق الكاتالوني في أغلب أماكن التركيبة الجماعية والفردية مقارنة مع يوفنتوس وفرق أخرى، إلا انه لا زال يدفع ثمن الأخطاء والارتباك على أرضية الملعب. ففي حالة يوفنتوس النفسية والروح المعنوية العالية قد يكون الفريق الايطالي عقبة يصعب تخطيها ويطيح مرة أخرى بفريق إسباني من الدرجة الأولى، حيث يظهر يوفنتوس قوة كبيرة في مواجهة خصم يُفترض به القوة، وعليه ستكون المنافسة شديدة مع أفضلية للفريق الإيطالي.

التعليقات