أولمبياد بكين الشتوي: 2900 رياضي يتنافسون على 109 ألقاب

انطلقت اليوم، الجمعة، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين التي سبق وأن استضافت أولمبياد 2008 في الصيف آنذاك.

أولمبياد بكين الشتوي: 2900 رياضي يتنافسون على 109 ألقاب

من حفل افتتاح أولمبياد بكين (أ ب)

انطلقت اليوم، الجمعة، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين التي سبق وأن استضافت أولمبياد 2008 في الصيف آنذاك.

وأعلن الرئيس الصيني، شي جينبينغ، عن الانطلاق الرسمي للألعاب، بحضور رؤساء دول عدة بينهم الروسي فلاديمير بوتين، وسط مقاطعة دبلوماسية خصوصا من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وينطلق الأولمبياد على وقع محاولات الصين طيّ صفحة انتقادات تطالها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان ومخاوفها من تفشي فيروس كورونا.

وكما حدث في 2008، احتضن الاستاد الوطني المذهل في بكين المعروف باسم "عش الطائر" حفل الافتتاح، لتكتب الصين التاريخ.

وقبل 14 عاما، صمم المخرج الصيني تشانغ ييمو عرضا وطنيا ملونا يحبس الأنفاس شارك في تقديمه 14 ألف فنان وراقص وبهلواني في ظل ألعاب نارية كثيفة ومؤثرات خاصة.

وكما كان متوقعا، قدّم المخرج نفسه عرضا "مبتكرا" كما وعد مع الإقرار بأنه اضطر لأن يأخذ في الاعتبار درجات الحرارة في الشتاء (-6 درجة مئوية متوقعة) والتهديد الوبائي لتصميم حفله الذي يشارك فيه هذه المرة ثلاثة آلاف فنان معظمهم من المراهقين.

وخيّمت الجائحة على إقامة دورة الألعاب هذه، التي تأتي بعد نحو سبعة أشهر من الأولمبياد الصيفي في العاصمة اليابانية طوكيو الذي تأجّل عاما بسبب كورونا أيضا وشهد إجراءات صحية صارمة.

فالرياضيون سيوضعون في فقاعة صحية ويخضعون لفحوصات يومية. ولأن بكين تتبع استراتيجية "صفر كوفيد"، لا يُسمح لهم بأي اتصال مع السكان.

وستمتلئ مدرجات مواقع المباريات جزئيا، لكن الحضور سيكونون من "الضيوف" الذين يجب عليهم الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.

ومن بين حضور حفل الافتتاح الذي قررت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة مقاطعته للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، قادة من نحو عشرين دولة ومنظمة منهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ويوتين الذي التقى "صديقه العزيز شي".

وفي إطار المقاطعة أيضا، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من بكين، في لوزان بسويسرا تحديدا، تظاهر نحو 500 من التبت الخميس أمام مقر اللجنة الأولمبية الدولية للتنديد بـ"ألعاب العار".

وفي هونغ كونغ، اعتقل ناشط مؤيد للديمقراطية الجمعة بتهمة "التحريض على التخريب" قبل تظاهرة تم التخطيط لها ضد إقامة الأولمبياد.

لكن التعبئة من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان والأويغور بعيدة عن أن تجري على نطاق عالمي، خلافا لما حدث في 2008.

وتتعلق القضية الأخرى التي تثير جدلا بالتأثير البيئي لهذه الألعاب التي تجري في مناخ شبه جاف على منحدرات تغطيها ثلوج اصطناعية في منتجعات هائلة للتزلج أقيمت للمناسبة.

ويأتي ذلك رغم تأكيد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الخميس أنه "اليوم يمكننا أن نقول إن الصين بلد للرياضات الشتوية".

ويفترض أن يتعامل الرياضيون الذين يبلغ عددهم حوالى 2900 ويتنافسون على 109 ألقاب أولمبية، مع ظروف جوية صعبة، على سبيل المثال في الجلسة التدريبية الثانية لمنحدر الرجال في يانكينغ ورياح عاتية ودرجات حرارة قطبية (بين -36 و-28 درجة في الجزء العلوي من المسار).

ويشهد هذا الشتاء، مشاركة مجموعة من الرياضيين العرب، منهم عبد الرحيم كيميسة وياسين عويش من المغرب في مسابقة التزلج الألبي، وفايق عابدي من السعودية، والثلاثي اللبناني سيزار عرنوق ومانون عويس وإيلي طوق ممثلين بلادهم في مسابقتي التزلج الألبي والتزلج الريفي.

ويركز معظم هؤلاء على طموحاتهم الرياضية وعلى مشاركة فريدة من نوعها في حياتهم المهنية في معظم الأحيان، لكن آخرين مثل البريطاني جوس كينورثي يتقبلون بصعوبة وجودهم في الصين.

وقال "لا أعتقد أنه يجب السماح لدولة ما باستضافة الألعاب إذا كانت لديها سجلات مروعة في مجال حقوق الإنسان".

أما سكان بكين الذين ينقصهم الحماس، فيشعرون بمزيج من نفاد الصبر والفخر. وقال المدرب الصيني شينغ إن "كل احتفال يمثل مفاجأة بالنسبة لنا".

واضاف "أنتظر بفارغ الصبر لأرى ما خطط له تشانغ ييمو، ومن يدري، سيتمكن من تكرار حفله الأسطوري للعام 2008".

ورأى أن قرار عدم بيع تذاكر للمتفرجين صائب. وقال إن "الوباء كارثة للبشرية كلها (...) علينا أن نقدم تضحيات صغيرة".

التعليقات